مقالات صحفية


على رصيف العواصم.. كلام في الأحداث

الأربعاء - 18 ديسمبر 2024 - الساعة 08:31 م

احمد عبداللاه
الكاتب: احمد عبداللاه - ارشيف الكاتب


دع سمائي فسمائي محرقة.. هذا الشعار الملتهب انتقل إلى “تل أبيب” التي وضعت أجواء الشرق العربي في قبضتها النارية ولم يشهد العالم منذ الحرب الكبرى الثانية بلدانا تقصف على مدى عقود مثل بلدانه.

أما أزرار التحكم بصواريخ حزب الله فلم تكن قد انضغطت بما يكفي لأن تُحدث توازنا نسبياً. ربما كانت في الميزان مجرد صوت ناري دون أنقاض، أو لأن إلهة (البيجر) ونسورها الشيطانية نفخت في تراب الميدان وسوته قاعاً صفصفا قبل أن يدخل الحزب المعركة كلياً ودون أن يستثمر كما يجب في المناوشات المتقطعة. لا شيء في بيروت إذن عدا قطاف الرؤوس السامقات التي ظلت تصرخ في وجه الشام المريض عقودا من الزمن.

طهران ملكة الصنعة القاتلة التي احترقت بنار هوسها التوسعي شعوب، وصادرت أحلامَ التغيير وكادت توجّه جزءاً حياً فيه نحو دياجير (الشياه الصفويين)، تواجه كربلاءها الجديدة التي خرجت هذه المرة من سيف “الشيطان الأكبر” و صنيعته.

وأنقرة كالعادة في المرصاد لا تضيع الفرص، وما تزال (التولغا) تعتلي رأس السلطان بشكلها المكتئب، تحرّكه نحو قبلة الهوى العثماني، حلب، دون حاجة إلى ذوي القبعات المارونية وإنما إلى سرادق (القائم مقام) الجديد، يرسل جند الله نحو الشام المكسورة. هنا تذهب عروش وتأتي عروش وهنا يمر دمشقيّ بأندلس مودعاً غرناطة القديمة. وداعا ايها البلد المحكوم قروناً، حفظْتَ التاريخ وأضعتَ الهوية، لتعيد إيزابيلا بثوب قسطنطيني لاستكمال حروب الاسترداد.

بغداد (تحت الترويض) تتحول تدريجيا إلى ذراع مشلول وحين تفقد دمشق التوأمة مع بغداد تصبحان بصرى و الحيرة قبل أن تسحق اقدام فيَلة كسرى جمجمة المنذر ابن النعمان.

للشام والعراق حاضنة تاريخية واحدة رأى العرب فيهما مجداً صار مادة للغناء ولم يصبح الملوك والرؤساء نجوما وكواكباً فيما بعد كما هو في الشعر، عدا ما يقارب حالة الرباط والتحلل في كل مرحلة. لا شيء يشبه بغداد ودمشق بعد أن نزفت كلتاهما عقودا تحت وطأة الحكام الغلاظ. ولا حتى موسكو وكييف وهما تبتعدان عن بعضهما مسافة قرن من الزمان منذ أن تلاشت أصداء المانيفستو وانطوت الحقبة البلشفية وراحت كييف تمسح عن جدرانها ملامح تولستوي وبوشكين. لكن رغم ذلك لم تدخلا مخابئ جند الله الملتحين، كبديل لديكتاتوريات العصر الحديث وكأن الوصاية التاريخية تُنبش قبورها. هو الزمن و تنازع القوى يجعل المدن محطات تنتهي في كل مرة إلى المتحف الحربي تاركةً خلفها إرث لا يأتي الحاضر بأحسن منه.

لماذا يضيع العربي في زحمة الأحداث في كل مرة، وما مهنة الملوك والرؤساء إذا لم يكن حفظ هذا الشرق من أحزمة النار. لم يكن بحاجة الى مليون منبر فقهي تمتد من إسلام آباد إلى طرابلس. و ليس بحاجة إلى غطاء سَلفي ليحمي عقله من مزارات قُم، بل إلى تحرير إرادته وتحديثه دون أن يُغلق ويُفتح وفقاً لمزاج الحاكم، وكأنه علبة سردين.

القاهرة التي تعاني من تحديات إقليمية شتى وصعوبات اقتصادية بحاجة للوقوف على رجليها ثانية إذ لا يليق بها ان تحصر نفسها (فقط) مع الدوحة الصغيرة في المكوك لإيقاف نزيف غزة.

الرياض القوة المالية العظمى التي ظلت لعقود تفرغ جعبة الوهابية في رؤوس المسلمين تعلن موسم الانفتاح النهائي وتتخلى عن (نظام الحسبة) مقابل هيئة (المراجيح) الترفيه، ليغدو سمة عصرية تسرّ الزائرين!

ليكن كذلك لكن ماذا عن دورها الإقليمي وتأثيراته في ما يجري هل ينمو مثلما ينمو الاقتصاد؟ لأن الأخير بحاجة إلى بيئة جيوسياسية مستقرة. وهذه لا تأتي بعقد المؤتمرات وإنما بتماسك الرؤية والإرادة والبناء عليهما .

اخيراً ناتي اليك يا صنعاء المغتصبة وانتِ الذراع المنفلت في المنظومة الخامنئية فأي الفراتات تختارين ومن سيحرر لواء الجمهورية من قبضة الملّا الجديد؟ هل يترك الأمر حتى يرتب الشرق أوراقه ثم يتحدد المصير في تلك المدينة العريقة؟ ربما، لأن النار لا تحرق أقدام العواصم المزدهرة، ولم يؤذَن للطبول أن تعلو في المدى أصواتها. لكن التغيير آت دون معرفة ثوبه وملامحه، وربما تذهب الحاضنة بما احتضنت وتذهب ريحها نحو فلوات التاريخ ويتحرر الناس شمالاً وجنوباً.




الأكثر زيارة


"لا تخبروا أمي.. خلّوها تعيّد" .. مغترب يمني يودّع الحياة بو.

الأحد/08/يونيو/2025 - 08:10 م

مشهد إنساني يفوق كل الكلمات، تجسد في كتابة شاب يمني مغترب من أبناء محافظة عمران وصيته الأخيرة على سرير الموت في أحد مستشفيات العاصمة السعودية الرياض،


اسعار الصرف وبيع العملات الاجنبية مساء الأحد بالعاصمة عدن.

الأحد/08/يونيو/2025 - 11:02 م

اسعار الصرف وبيع العملات الاجنبية مقابل الريال اليمني مساء اليوم الأحد بالعاصمة عدن الموافق 8 يونيو 2025 م.. الريال السعودي: الشراء = 676 البيع = 679


ناشط جنوبي: الهجوم على القائد جلال الربيعي ليس صدفة، بل نتيج.

الإثنين/09/يونيو/2025 - 12:08 ص

صرّح الناشط الجنوبي محمد بن نعمان أن الحملة الإعلامية التي تستهدف القائد جلال الربيعي في الآونة الأخيرة ليست عفوية ولا وليدة الصدفة، بل تعكس حالة من ا


في حادثة مأساوية هزت المدينة.. وفاة طفل دهساً تحت عجلات صهري.

الأحد/08/يونيو/2025 - 10:24 م

مأساة هزّت حي الضربة السفلى بمديرية المظفر وسط مدينة تعز، حيث قُتل طفل دهسًا تحت عجلات صهريج ماء (وايت)، عصر اليوم السبت، في ثالث أيام عيد الأضحى المب