القضية الجنوبية: خيار الاستقلال الوحيد

الخميس - 30 يناير 2025 - الساعة 09:32 م

الكاتب: أبوبكر المنصوري - ارشيف الكاتب

عندما نتحدث عن قضية الجنوب، نحن نتحدث عن وطن وشعب وهوية، لا نتحدث عن قضية داخلية في الشأن اليمني. عندما نتحدث عن المجلس الانتقالي الجنوبي، نحن نتحدث عن قيادة تمثل الشعب الجنوبي في استعادة دولته.

عندما نتحدث عن الوحدة اليمنية، نحن نتحدث عن وحدة لم تتم بين الشعبين الشمالي والجنوبي. عندما نتحدث عن احتلال يمني للجنوب، نحن نتحدث عن احتلال غاشم من قبل دولة الشمال المعروفة بدولة الجمهورية العربية اليمنية سابقًا، والتي هي دولة الشمال التي شنت حربًا على دولة جمهورية اليمن الديمقراطية، والتي هي دولة الجنوب.

بمعنى أن القضية الجنوبية هي قضية دولة وشعب وهوية احتلت من قبل الشمال في صيف عام 1994م ولا زالت تحت الاحتلال اليمني الشمالي منذ ذلك الحين حتى اليوم.

لقد كانت الوحدة اليمنية مطلب الجنوبيين وتمت الموافقة عليها في عام 1990م، ولكن للأسف فشلت بسبب تهور واطماع الشماليين في الجنوب، الذين لم يلتزموا بشروط الوحدة المتفق عليها. وأصبحت فاشلة لأنها لم تتم بشروطها المتفق عليها، وأصبح الجنوبيون غرباء في وطنهم وأصبح الشماليون مستوطنين في الجنوب بدلاً عن أهل الجنوب.

تم أقصاء الجنوبيين من أبسط حقوقهم، ولذلك تم الخلاف بين الدولتين وبدأت الحرب بين الدولتين، وخسر الجنوبيون دولتهم في صيف 94م. ومن ذلك اليوم حتى يومنا هذا لم تعد الوحدة بين البلدين بل حرب واحتلال دولة لدولة أخرى فقط.

إن القضية الجنوبية هي قضية دولة معترف بها سابقًا ولها مكانتها في الجامعة العربية، ولم ينكرها أحد. نحن نطالب بفك الارتباط الفوري ورفع الاحتلال اليمني الشمالي عن دولة الجنوب، ولن يستقر الوضع في المنطقة مالم تعودا الدولتان كسابق عهدهما.

ولا يوجد خيار أمام شعب الجنوب غير الخيار الوحيد المتمثل باستقلال واستعادة دولته الجنوبية المستقلة على كامل ترابها الوطني مثلما كانت سابقًا.

لذا، يجب على شعب الجنوب أن يبني على هذه الحقيقة، وأن يعمل على تحقيق استقلاله ورفع الاحتلال اليمني الشمالي عن دولته. هذا هو الخيار الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى استقرار المنطقة ورفاهية شعب الجنوب.

وختاماً، إن القضية الجنوبية هي قضية دولة وشعب وهوية، وليست قضية داخلية في الشأن اليمني. نحن نطالب بفك الارتباط الفوري ورفع الاحتلال اليمني الشمالي عن دولة الجنوب، ولن يستقر الوضع في المنطقة مالم تعودا الدولتان كسابق عهدهما.

نحن نأمل أن يتحقق هذا الحلم قريباً، وأن يعيش شعب الجنوب في سلام وحرية في دولته المستقلة.