هل نصبح يوما مشتتين بين الدول.. مابين متسول ومتسلل؟

الجمعة - 11 يوليو 2025 - الساعة 09:13 ص

الكاتب: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب

حضرموت بلد الأمان والكرم وأرض الامانة والعفة والبساطة.. تميزت بالمذهب الواحد المعتدل تخلو من الدخلاء والتزاحم، عاداته تحكمه وتقاليده تردعه ودينه يحفظه ويصونه من الزلل، يخشى الله ويقدس مساجده فكانت حضرموت منارة للاسلام وسمو الاخلاق، والتواضع والتعاون، حافظة للعهود والمواثيق والاعراف، لا تعرف الحقد لأحد، النصب عندها جريمة تؤدي بصاحبها الى الهلاك، والسرقة والغش تجعله منبوذا بين الناس، فما الذي تغير؟ أخضرارها جف في القلوب قبل الارض، وتعاونها قطع وبتر، فتفرقت ناسه وتعالت اصواته وامتزجت بين الضحك والبكاء وتغيرت الوجوه بين شاحب ومكفهر، ضعفت الثقة والذاكرة، وطغى عليه النسيان في كل شئ، فلم تعد الوجوه تلك الوجوه السمحة، ولم تعد الملابس فيها الوقار والحشمة، صدأ الصدق ولمع الكذب بلمعان الذهب، وانقلب الاسود أبيضا والجاهل حكيما عالما، والسارق ساعيا للخير متصدقا.. فما الذي غير الملامح في لحظة وانت طوال الدهر فيك الأمم تنبهر؟ نصبت الخيم في كل واد وسهل وهضبة محل العريش والعراء النقي، فلا دخاخين كاتمة ولا مياه آسنة ولا غراب ناعقة.. فكل شئ فيك قد ذهب، فلا يسمع خرير الماء ولا زغاريد الطيور، فأين الهدهد ليخبرني عن السبب؟ هزلت الانعام وضمرت جلودها وغاب لمعانها الابيض.. فلم يعد العيش ذاك الرغيد كالاول، أوراق الدفاتر والكراتين وجبة للبهائم تؤكل، واأسفاه فماأقساها على القلوب المكسورة.. بلاء من وباء رياح الشمال أتية، على الجنوب عاتية، هدمت السد والمنعة، ومحت معالم الحدود وزورت الوثيقة و زيفت الهوية اضاعت النسل والنسب. نعت رياح الشمال وتطاولت أدواتها على قادة الجنوب واصفة، لهم بالقرود بكل المواقع ناشرة، قردا في ملامحه ووجهه وبدنه وحركاته، كما جعلتهم كلابا في مجاميع نابحة، وخنازير خنينة نخامة، وحمير ناهقة، وجعلت منهم أضحوكة، وعملت في ذلك الصور والفيديوهات الكثير في كل يوم وليلة ، وربنا يقول جلت قدرته:(لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم) وقد كرم الله الانسان وميزه عن بقية خلقه..لكن الكراهية والحقد أعمت قلوب هؤلاء السفهاء فنسوا أنفسهم فأنساهم الله عقابه مما جعلتهم يتنكرون لخلق الله والعياذ بالله.. لأجل ماذا؟ فإن كان هؤلاء فيهم ذرة من الشجاعة فليعطوا السؤال حقه من الجواب،ولكنهم جبناء لانهم حثالة.. فهم العدو فأحذروهم ولا يغرنكم حديثهم لانهم يكذبون؛ يستخدمون الدجل مطية والزور عقيدة والكذب دستور والزيف مذهب والفتنة منهج وقبلة والمطلب دعوة الى الحرب مفضلة الخاص على العام. إن مخالفة القانون جربمة بموجب الدستور وسيأتي اليوم حتما للمحاسبة، ولك ان تسأل: لم تلك المعسكرات الخارجة عن القانون؟ ولماذا التسابق في إنشائها؟ هل هي لاجل الانماء ورفع المعاناة وتوقف تدهور العملة وحل مشكلة الكهرباء والماء والغلاء وصيانة الطرقات وتوسيعها ومنافسة الدول في التجارة والتصدير؟ وهل المعسكرات الغير قانونية صلاح وسلام وحفظا لحضرموت و الجنوب؟ لا ورب الكعبة انها دعوات للحروب والتقاتل، والتفرق والكراهية، والاحقاد وعدم الامن والاستقرار، وتوقف الحياة والى التشرد وانعاش تجار السلاح للدمار؟ فما الذي جعل الجنوب في حاضره غير ماضيه وخاصة حضرموت في سباق مع الجاهلية العمياء؟ وجعل عدن في مستنقع المناطقية وشبوة في وحل الطائفية وهكذا تسير البقية؟! فهل يريد هؤلاء ان نكون مشتتين بين الدول كلاجئين مابين متسول ومتسلل؟ لكن كما نعلم منعت عنا تأشيرة السماح للدخول من بعض دول الأقليم . إنها لعنة الوحدة الاندماجية حلت.. أساس البلاء والوباء شر البلية.. تغيرت النفوس فتغير الحال الى الأسوأ فالأسوأ ولم يتوقف.. حان لكل واحد فينا أن يكتشف ذاته في أوضاع تتغير بشدة وسرعة تفوق الخيال لمواجهة الواقع، حيث أن المشكلة في أساسها هو القهر بكل صوره وأشكاله والاصرار على معايشة الواقع والحيرة بين النظم والحكومة وتفاوت ردة الفعل من الصمود الى الموت والانكسار، ثقافتنا وفكرنا مهددة في ظل الانقسامات والتقوقع وفي وطن ظل انتظاره وفي وحدة أثقلت الصدور وقتلت الاحلام فتشتت الافكار في وجود العدم واستنزفت الطاقات، فلا طريق ولا باب مفتوح غير المعسكرات التي بددت الطموح لاجل البقاء فلا حلم غيره في وطن مخطوف لا يملك القرار.
إن الوطن أمام محنة معقدة نتيجة غلطة متهورة غير محسوبة وغير مدروسة لم يعطى للشعب حقه ولا لمستقبل الاجيال اي حساب ولا للتغيّرات بعد انهيار الاتحاد السوفيتي أي إعتبار، مما جعل الوطن اليوم امام تحولات معقدة تعاد فيها صياغة العلاقات والهيمنة الدولية السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، تتداخل فيها مفهوم الهيمنة بمفهوم المشروعية الدولية وما حرب ايران مع اسرائيل عنا ببعيد ولسنا نحن الجنوب عنها خارج الحدود. فلا حاجة للعنطزة والعنترة والوهم البليد والقبولة.. ولا داعي للوشاية والفتنة والاشاعة وبالقرود وغيرها من التعابير والالفاظ التي تفرق ولا تجمع وانما لنشر العداوة المؤدية الى التفكك والتشتت التي تجعل الناس في خوف وقلق وقد حذر الله تعالى من ذلك بقوله تعالى:(إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمَنُوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) والفتنة والعداوة من الفواحش التي يستحق صاحبها اللعنة.. فما الذي جعل الكثير لا يتورع من الكذب لاجل العداوة، والفتنة لاجل الكراهية والنعرات القبلية والمناطقية ألا يخاف الله؟ وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( لا يدخل الجنة نمام) والنمام هو الشخص الذي ينقل الكلام للافساد بين الناس وهذا يدل على حرمة الاذاء.. والعداوة بين الناس لاجل منصب هو عمل محرم ومرتكبه آثم ومن الذنوب العظيمة بل هو من الكبائر الذي نهى عنها الله ورسوله.
عجبا لهؤلاء اللعانون حين يتحدثون عن الفساد وهم منه.. وعجبا حين يعجزون عن الرد لافتقارهم للدليل يقولون مرتزقة وهذا لا يأتي إلا من قصور يخفون أهدافهم الحقيقية ولذا تجدهم يتهربون من المواجهة.. هم المرتزقة بأفعالهم.. وهم المتقطعون بأعمالهم.. وهم المتمردون بتجاوزهم على القانون.. وهم المطبلون تدل الاشرعة والمقاوت ومكبرات الخطابة على زيفهم.. أين هم من الدفاع عن الوطن لردع العدو عن حياضهم وأعراضهم؟ هل رأيت من تلك المعسكرات أن كشفت متسللا من العدو وتم القبض عليه؟ هل رأيت أحدا منهم على الحدود؟ وهل رأيت أحدا منهم تخوض البحار و تشق الامواج حماية للوطن؟ لم يسبق أن رأيت أو سمعت أو قرأت منهم غير الكذب والسباب واستغلال الاوضاع والحصار.. فمن أين لك الاموال المهولة والبذخ وانشاء المعسكرات والنقاط والفلل؟ ومن الممول والمساند؟ وما الهدف وانت تحت الظل تنعق واعدا ومهددا ومحرفا للوقائع؟ أليست دعوة للحروب ولأجل من؟ لماذا الهدف لتفكيك النخبة الحضرمية ولواء بارشيد والعمالقة؟ من الذي بالميادين من؟ ومن الذي يقدم الشهداء تلو الشهيد من؟ لكني أعلم علم اليقين لن تستطيع أن تعطي للسؤال جوابا لان السؤال أكبر بكثير من حجم هؤلاء.. الحذر الحذر فالوطن غالي.. ولنا في سوريا والعراق والصومال وليبيا أمثلة حية في بلاد العرب وللجواسيس اليد الطولى في تغيير الأدمغة وخاصة الشبابية وصنع المكونات لأجل افساد الناس وإلهاءهم بالفتن والحروب والسباب للاطماع الاستعمارية لتركيع الشعوب للوصول الى مبتغاهم الحقير للاستيلاء على الارض والثروة.. وكم من بلد تفاجأ بعد سنوات طوال مضت بأن الذي نصلي خلفه ونطيع له ونصدق فتواه وما تلك المنظمة الانسانية أو الخبير والمستشار أو المؤسسات الخيرية ما هم إلا جواسيس للموساد الإسرائيلي الا من كان صادقا مع ربه ثم البشر .. قد أخذوا المعلومات والاحداثيات فأصبحت للعدو مكشوفا.. تم القبض على الجاسوس الفلاني بعدما أصبحت هدفا سهلا في أي موقع يأتيك من غير لا تدري.. فكل ما يحدث ويحصل هو مدروس بدقة وبحسابات تفوق الحسابات الألكترونيّة بموجب المعلومات التي تم جمعها وأمتلكوها ضمن منهجية علمية دقيقة تفيد العدو لتحقيق الهدف بموجب الخطة المرسومة من واقع الارض وطبيعتها الجيولوجية والانسان وخصائصه الديموغرافية. الحذر الحذر من تفريق الكلمة والصف.
لأجل هذا سيواصل الجنوب نضاله الى آخر نقطة من الدم حتى استعادة الدولة الجنوبية الفيدرالية بحيث تتيح للوحدات الادارية المختلفة التمتع بالحكم الذاتي والاستقلال في ادارة شؤونها الداخلية مع الحفاظ على وحدة الدولة المركزية مما يسمح باتخاذ القرارات بشكل أكثر فعالية في ادارة الشؤون المحلية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وسويسرا وكندا ولاستعادة الهوية الجنوبية الحرة مهما قالت أذناب قوى الاحتلال ونعت الشرفاء بالقرود والكلاب والمرتزقة و كالوا التهم الفاجرة والكذب والدجل واشاعوا الفتن واخترقوا القوانين والاعراف وبنوا المعسكرات الغير قانونية للاحتراب والتفكك وبناء الاحقاد والكراهية في البلد الواحد والفرقة بين الاخ واخوه وجاره لتفكيك الاسر.. ستظل القوات الجنوبية عنيدة في الجبهات دفاعا عن الوطن وحاضرة في الاعلام موضحة لافشال مؤامرات العدو لفضحها في كل موقع حل.. وسيستمر النضال الجنوبي بالقرب من اصحاب القرار، بالمحافل الدولية لانتزاع الحقوق للقضية الجنوبية لانقاذ شعب من بطش قوى الاحتلال وشره ولاستعادة الدولة والكرامة.. لن يكترث المجلس الانتقالي الجنوبي للناعقين مهما يقولوا.. فالمهمة الوطنية كبيرة.. ولن تثنينا الحثالة أدوات الدحبشة والاخوان والحوثة عن النضال.. قولوا ماتقولوه فالطهر لا يبطل الصلاة.. بالافعال الملموسة تظهر معالم الرجال وترفع الرأية الجنوبية على منابر العالم كله.. حاضرة تعلن للعالم وجودها تقول: أنا هنا الجنوب حيث الاحرار للاوطان وقود وضياء،، وعيدروس قاسم الزبيدي صوتا مزلزلا للاعداء ولكل أذياله بياعة الوطن لاجل منصب يحلمون به ووهم يسجدون له.. والوطن عصي عليهم ومحرم كحرمة الأشهر الحرم.. وسيظل عيدروس الزعيم الوفي لعهد الرجال للرجال والوطن.. والعار والخزي لاقوام الفساد لافساد الناس للاقتتال والاحتراب دفاعا عن العدو لتمكينه من البسط والنفوذ على الوطن لاجل الفوز بجاه ومنصب وموكب وقصر مشيد لشم الايادي والركب وفطس الانوف وإلقاء الخطب.
أمام هذه الفوضى والتلاعب بحياة الانسان في معيشته وخدماته والفساد والقلق والمكونات الغير مشروعة التي لا تنسجم مع السلام والامن والاستقرار.. ندعو التحالف تحمل مسئولياته بما يضمن للناس الامن والعيش الكريم وحفظ الحقوق.

فماذا تحمل الايام القادمة من مفاجآت وما تحمله من أوراق؟