مقالات صحفية


عند الانفلات تكثر الأموات

الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - الساعة 09:23 ص

سعيد أحمد بن إسحاق
الكاتب: سعيد أحمد بن إسحاق - ارشيف الكاتب


يتعرض الجنوب لمؤامرة كبيرة ربما لموقعه الاستراتيجي وامتلاكه للجزر التي تتحكم في المراقبة سواء من الناحية العسكرية والامنية والتنموية والسياحية ومكافحة القرصنة والجماعات الارهابية لتأمين الطريق التجاري الدولي ولامتلاكه للمنافذ البحرية الهامة كباب المندب وللموانئ البحرية الآمنة سواء في عدن أوحضرموت أوشبوة أوالمهرة فهي مواقع في غاية الاهمية للبواخر التجارية ومؤهلة للتطوير كما ان الجنوب لديه مخزون من الامن الغذائي من الاسماك بكميات تجارية فقد حباه الله بالموقع والتنوع الغذائي وغير الغذائي مما جعله عرضة للاطماع لثرواته والتجميد لمواقعه في ظل التنافس الاقليمي للتنمية والخوف من المستقبل لمواجهة المتغيرات المتسارعة والتوجهات العالمية وما قد يحدد أهمية الدولة وتأثيراتها وبالتالي التحكم في صنع القرارات التي تعكس نفسها على مدى حجم التأثيرات حسب موقعها والنشاط الناتج عنها.

لقد ساعد فشل الوحدة وما نتج عنها من انتهاكات للاعراف والمعاهدات والمواثيق وتصفية الحسابات واستغلال الدين استغلالا منافيا للتعاليم الاسلامية مستغلين بذلك الجهل القبلي في المناطق الشمالية حيث صورت أبناء جنوب جزيرة العرب بالشيوعيين الملحدين وجب تحريرهم منها لادخالهم للاسلام وتعليمهم مبادئ الاسلام..بهذا التوجه المخالف للتعاليم الاسلامية خسر الجنوب الكثير من كوادره وخاصة العسكرية منها مما وجد نفسه امام مشاريع من الحروب والصراعات والازمات ولم يجد من يقف معه سواء من العرب أو دول الاقليم أو الدولي نتيجة انتهاجه للنظام الاشتراكي كما ان للاندماجية في وحدته مع الجمهورية العربية اليمنية الغير متكافئة سكانا ومساحة وعرفا وعادات وتقاليد ومذهبا وسلوكا قد ساعد القوى اليمنية المهيمنة على سدة الحكم من احياء للنعرات القبلية والطائفية والمناطقية والمذهبية وبناء المزيد من المراكز المتناحرة في فكرها ونهجها وبالتالي تصدير الصراعات من ثأرات وتمييز عرقي في ابشع صورها شاهدها الجنوبيون حيث عملت على تفتيت النسيج الداخلي والتفكك الاسري بموجب افكار دخيلة ومذاهب متضادة التوجه كل حسب تبعيته للشيخ، فوجد الجنوبيون أنفسهم بين تابع ومتبوع.

لاشك ان هذا الانقسام سوف يؤدي الى تقسيم الجنوب ويصبح بؤرة للصراعات لا طاقة له بها مستقبلا، تعمل جميعها على تعطيل التنمية من خلال تجميد موانئها الإستراتيجية وبالتالي تدميرها وما تملكه من مخزون غذائي الذي جعلت دول العالم تتنافس على المزيد منه للاستحواذ عليه لضمان بقاءها وقوتها في صناعة القرار فالحروب الحديثة، حروب الغذاء والماء، ولاشك ان موقع الجنوب الاستراتيجي وما تملكه من جزر هامة يجعلها مؤهلة للرقابة ومتحكمة للطريق التجاري الدولي والامنية العسكرية تمكنه من الوجود في صفاف الدول .. لهذه الاسباب جعلها أمام انظار الطامعين موقعا تنافسيا لوجود الفجوات وهشاشتها.

إن هذا الانفلات قد أدى الى الاضطرابات السياسية لعدم الاستقرار في الحكم مما جعلت الدولة غير قادرة على اتخاذ القرارات للتصرف بشكل فعال بحكم أنها تحت الفصل السابع الاممي، فهي بذلك تحت الوصاية وسيادتها ليس بيدها. وان عدم القدرة على اتخاذ القرار ادى الى انهيار الاقتصاد الوطني مما جعل الدولة تواجه امورا في غاية الصعوبة والتعقيد لادارة الموارد وتوفير الخدمات الاساسية للمواطنين وبالتالي الى تدهور للبنية التحتية من طرق وجسور ومباني عامة وغيرها ولاشك ان التدهور الاقتصادي وعدم توفر الخدمات خلق كثير من نقاط الضعف والاستهجان الشعبي فوجدت اصحاب المصالح ضالتها لتحقيق اهدافه بأقل التكاليف عن طريق انشاء المكونات لتكون ادوات طيعة تحت ظل أوهام السلطة واستغلال للفراغ الذي يعيشه الشباب، فعمل على بناء المعسكرات الخارجة عن القانون لاختلاق الفوضى المؤدية الى الصراعات والعنف بين المكونات المختلفة مما قد يؤدي الى تدهور الوضع الامني وزيادة الخسائر في الأرواح والممتلكات والى الهجرة والنزوح للسكان من المناطق المتناحرة وبالتالي الى تدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي وتأثير ذلك على التدهور الصحي مما يزيد العبء على الدولة في عدم قدرتها على توفير الرعاية الصحية والخدمات الطبية اللازمة للمواطنين.

أمام هذه التحديات والمؤامرات والفساد والتدخلات الخارجية، فنحن بحاجة الى فهم أنفسنا أولا للوصول الى معرفة الدوافع التي تحركنا للقيام بما نقوم به من اعمال مختلفة وتصرفات متعددة في الظروف والمواقف المختلفة حتى نكون قادرين على فهم معنى التصرفات للقدرة على تفسيرها.. كما ان الجنوبيين يتعرضون للتأثيرات والتنبيهات الخارجية التي تثير بعض الاستجابات.. ويظل السؤال المطروح كما نقرأه: أين تذهب إيرادات الدولة؟ سؤال لم نعرف له جوابا.

على الجنوب ان يحسن اختياره ليحسم أمره ويعتمد على نفسه ومن هنا جاءت مبادرة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي موفقة باطلاق المبادرة الوطنية المتمثلة في خطة الانقاذ الاقتصادي واعلان البدء لمرحلة العمل المؤسسي الجاد.. ولابد ان تنجح بتعاون الجميع لانه خيار جنوبي لحسم الموقف وما وصل إليه الناس والوطن.. وان نتحمل كل في موقعه مسئوليّته فالقضية الجنوبية قضية الجنوبيين وحدهم ولابد من امتلاك حق القرار والمطالبة برفع الفصل الاممي السابع عن الجنوب وحق تقرير المصير.. وإلا فإن الانفلات تكثر الأموات فأدركوا أنفسكم قبل الفوات.
الانتقالي يمثلنا وعيدروس رئيسنا وقائدنا.
لا للحصار.. استعادة الدولة مطلبنا وواجب وطني والجنوب للجميع.




الأكثر زيارة


وساطة قبلية تنجح في إطلاق سراح الشيخ محمد الزايدي بهذه الشرو.

الثلاثاء/29/يوليو/2025 - 01:38 م

تم ظهر اليوم الإفراج عن الشيخ القبلي محمد أحمد الزايدي في محافظة المهرة، بموجب اتفاق تم بين السلطات المحلية ووساطة قبلية. وينص الاتفاق على أن يسافر ال


ندوة في الذكاء الصناعي والإبداع بمهرجان قليبية للأدباء الشبا.

الثلاثاء/29/يوليو/2025 - 11:35 ص

تعتبر العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإبداع علاقة بالغة التعقيد ومتشابكة الأبعاد، لا تسمح بإجابات حاسمة مثل "نعم" أو "لا". وللتعمق


حضرموت: إحراق صور الشيخ عمرو بن حبريش في المكلا احتجاجًا على.

الثلاثاء/29/يوليو/2025 - 08:06 م

أحرق المحتجون في مدينة المكلا، حاضرة محافظة حضرموت ، صور الشيخ عمرو بن حبريش ، قائد مخيم الهضبة ، احتجاجًا على قطاعاته المسلحة لقواطر المحروقات المخصص


تحسن أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 29 يوليو 2025 .

الثلاثاء/29/يوليو/2025 - 10:46 ص

العاصمة عدن: دولار امريكي= 2842 : 2815 ريال سعودي= 745 : 740 حضرموت: دولار امريكي= 2842 : 2815 ريال سعودي= 745 : 740 صنعاء: دولار امريكي= 522 : 524 ري