إلى الضالع وأهلها… كفى، إلى هنا وبس!

الخميس - 04 سبتمبر 2025 - الساعة 08:36 م

الكاتب: صلاح بن لغبر - ارشيف الكاتب

يا ضالع… يا أرض الصبر والصمود يا مدرسة الشهداء والنضال… يا مدينة الثورة، نقول اليوم: كفى، إلى هنا وبس!

منذ أكثر من عشر سنوات، والضالع تتعرض لحملات تشويه وإساءة، تارة منظمة وممنهجة، وتارة بألسنة السوقة والجهلة. بينما تصبر وتتألم بصمت، حتى على معاناتها، وهي - مثالا لا حصرا المنطقة الوحيدة التي هي بدون كهرباء منذ عشر سنوات، وبدون مشاريع ولا أحد يفكر ان يقدم لها مشروع كهربا ولو صغيرا، وكأنها لم تقدم آلاف الشهداء ولم تدافع واضحي بكل صبر وصمود ومن دون شكوى .
من اليوم ردوا بكل قوة واغرسوا أصابعكم في أعين كل من يستهدفكم بسوء، والجنوب ولُحمته مسؤولية الجميع ليس أنتم فقط
لا تتحملوا من أجل أحد

نعم، هناك فاسدون في كل مكان وفي @كل منطقة، بل إن في مناطق أخرى فاسدين أكبر وأكثر نفوذاً.
وأنا أعرف من التفاصيل ما يكفي ليصدم الجميع، ومنهم من يمول مطابخ سوء
ولو أردت لذكرت بالأسماء والوثائق، لكني لست ممن يسيئون للجنوب وقضيته أو يطعنون في لحمة أهله.

تعالوا ننظر في المرآة، ولنضع الحقائق أمام أعيننا:
• الأزارق: أكثر مديرية قدّمت شهداء في الجنوب كله، محاصرة من كل الجهات، يموت أطفالها بسوء التغذية، ومع ذلك لا قائد لواء منها، لا وزير، ولا حتى قائد كتيبة! مناضلوها ومفكروها مثل محمد علي شايف وصالح شايف في بيوتهم، صابرين بلا مناصب ولا رواتب.
• هذه الحود : منطقتي التي قدّمت عشرين شهيداً في يوم واحد، وكانت مسرحاً للحرب ولأقوى وأشد المعارك؛ كل بيت فيها قُصف وحوصرت لأشهر، ومع ذلك لم ينزح عنها بيت واحد، بل صمد الجميع وقاتل الجميع ومع ذلك لا صوت لها في أي موقع قيادي، ولا حضور لا في الدولة ولا في الانتقالي ومناضلوها الذين تقدموا الصفوف في البيوت اليوم بلا عمل .
• مدينة الضالع: العاصمة الثورية ومركز الزخم والتضحيات وواجهة واصل ومقدمة الضالع ، لم يخرج منها اليوم وزير ولا قائد في أي مؤسسة، لا في الحكومة ولا في الانتقالي. مناضلوها الحقيقيون أُبعدوا، فيما الطارئون والمتسلقون يعتلون الصدارة.
• حجر: عقد كامل وهي خط جبهات مفتوحة، قدّمت رجالها قرابين للنصر، ومع ذلك لم يُمنح أهلها حقاً ولا موقعاً يليق بتضحياتهم.

هل يُعقل هذا الظلم؟ هل يُعقل أن تُحاصر الضالع إعلامياً، وتُهمّش سياسياً، وتُترك تنموياً، بينما كانت خط الدفاع الأول عن الجنوب كله؟

وهذه شهادتي أنا ابن الضالع…

أنا الذي أحسب نفسي مناضلاً لم اترك ساحة نضال ولا ميدان معركة، سجنت وعذبت وانت
أحمل أعلى الشهادات الأكاديمية بتفوق، ومع ذلك لست مسؤولاً في الدولة ولا حتى عضواً في الانتقالي. أرى كل يوم الطارئين والمتسلقين يتقافزون إلى المناصب العليا، بينما، ومع ذلك لا ضير ولا شكوى والحمد لله نقدم ما نستطيع ولا نخون ولا نغير مواقفنا مهما حدث .

عندي أربعة أشقاء، كلهم بشهادات جامعية وبامتياز، بلا وظائف ولا رتب ولا منح دراسية. يعيشون بصمت، لا يزاحمون أحداً، ولا يأخذون ما ليس لهم.

وهذا أخي عبدالخالق، الصحفي الذي يعرفه كل صحفي في الجنوب، صاحب القلم الأقوى والأصدق والأكثر أخلاقاً.
أتحدى كل من يتصدر اليوم المناصب الإعلامية – في الحكومة والانتقالي معاً – أن يجاروه مجتمعين، لا في الكتابة، ولا في القيادة، ولا في التاريخ النضالي. هو أول من كتب للجنوب وقضيته حتى قبل الحراك، وأول من غطى أحداثه، وكان في صدر المشهد عند تأسيس المجلس الانتقالي. ومع ذلك، عاد إلى بيته بصمت، لأنه لا يجيد أساليب التسلق التي أتقنها الآخرون.
.
تذكروا عام 2019، حين قُطعت طريق عدن –صنعاء ، فانقطعت معها أرزاق الآلاف، وماتت بسببه فرص وأعمال وحياة أسر بأكملها. تحمّل أهل الضالع الفقر والحرمان ولم يتأففوا، ولم يشتكوا، ولم يتذمروا وعندما فُتح الطريق هذا العام، ورغم أن غالبية أبناء الضالع كانوا معارضين لذلك القرار لما عانوه من مرارة الحصار، تفاجأوا بأنهم يُتهمون ويُسبّون ويُشتمون! وكأن من قدّم التضحيات الجسام هو الجاني.
ومع ذلك، لم نسمع يوماً أحداً من أبناء الضالع ينتقد فتح طرق بديلة في أي منطقة أخرى، ولم يتجرأ أحد منهم أن يسيء أو يحمّل غيره وزر معاناة عاشها هو قبل غيره.

رسالتي اليوم:
يا أهل الضالع…
كفى صمتاً!
كفى صبراً يُفهم عند البعض خنوعاً!
الجنوب ووحدته ولُحمته لها رب يحميها، ردوا

آن أوان أن ترفعوا الصوت، أن تدافعوا عن كرامتكم وتاريخكم ودماء أبنائكم.
تبرأوا من الفاسدين، لكن لا تسمحوا لأحد أن يلطخ اسم الضالع وصورتها.

الضالع ليست للبيع، ليست شماعة للتشويه، وليست ساحة لتصفية الحسابات.
الضالع هي التي حفظت الجميع ، وآن لها أن تحفظ نفسها وأن تنبذ كل فاسد وتخرس كل متطاول أفاك أثيم.

#صلاح_بن_لغبر