ضابط جنوبي يوجّه رساله هامة الى رئيس الوزراء

الأحد - 05 أكتوبر 2025 - الساعة 08:55 م

الكاتب: علي شايف الحريري - ارشيف الكاتب

الأخ رئيس الوزراء المحترم،

لقد فقتُ كارلوس الثعلب في التخفي والتنكر، وأنا أهرب من صاحب البقالة وصاحب الخضرة لمدة خمسة أشهر. هذا طبعًا بعد أن صرتُ أكذب من عرقوب،
أوعدهم من شهر إلى شهر إلى أسبوع أن الراتب سينزل.

فوالله لم أكن كذّابًا يومًا، ولا جبانًا متهرب، لكن بفضل هذه الحكومة صرتُ هكذا.

بعد أن استلفنا من الأقارب والأصدقاء والمغتربين، وصل بنا الحال أمس إلى صاحب الويت، فأخذتُ منه عشرة آلاف نمشي بها، طبعًا بعد أن أخذنا من الحلاق وصاحب السيارة. توسّعت دائرة السلف ومعها توسّعت دائرة الهروب والمواعيد

هذا حالي وحال كل ضباط الجيش والأمن الجنوبي الشرفاء.

إلى متى الصبر والسكوت؟ أنتم بهذا تهتكونون سترَ الناس الكرام والأُسر المتعففة.

نحن قوات مسلحة وأمن ومدنيون، ووصل وضعنا إلى أسوأ من هذه الصورة. لصبرنا حدود؛ لن نحتمل أن نرى أطفالنا يموتون جوعًا أمام أعيننا، ولن نقبل أن تبقى كرامتنا على المحك. فلستم أنبياء مرسلين حتى نصبر عليكم ونشاهد خيرات بلادنا تُنهَب في كشوفات إعاشة تُرسَل إلى الخارج من قبل أشخاص محددين، ونحن صامتون. نحن شعبٌ جائع ينتظر شرارة التغيير، والشرعية أول من سيحترق بالنار إن استمر الوضع، وليس المجلس الانتقالي كما يخطط المخرج.

مع التقدير والاحترام،
علي شايف الحريري