مقالات صحفية


دعوة الرئيس عيدروس الزبيدي في إحياء ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة وإشعال جذوة العمل الوطني وما تحمله من دلالات .

الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - الساعة 10:30 م

د.  أمين العلياني
الكاتب: د. أمين العلياني - ارشيف الكاتب




في منعطف تاريخي حاسم، يأتي الاحتفال بالذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة لتمثل أكثر من مجرد استذكار لبطولات الأحرار، وتضحيات الابطال في ميادين التحرير، بل يصير إعلانًا سياسيا صارخاً، وتعبئة جماهيرية شاملة، واستنهاضًا للهمم نحو استعادة الدولة الجنوبية على حدود ما قبل عام 1990م.
إن تحديد الرئيس عيدروس الزبيدي وتوجيهه بالاستعداد لهذا المناسبة الأكتوبرية المجيدة في محافظتي الضالع وحضرموت بوصفهما مكانين حملا تقديرًا لرموز نضالية عميقة، لبداية النضال وبداية رسم خارطة طريقه ومشروعه الجنوبي في لحظته المصيرية الأولى الذي انطلق من حواضن هذه المحافظتن.

وتأتي (رمزية المكان): لماذا اختار الرئيس الزبيدي محافظتي الضالع وحضرموت؛ لأن الضالع كانت معقل الصمود والنار والمقاومة والفداء. ولطالما شكلت الضالع معبرًا للنضال الجنوبي، فهي لم تكن مجرد نقطة على الخارطة، بل كانت قلب المقاومة النابض بالحماسة والثورة؛ ففي هذه الأرض الطاهرة، تشبث الرجال بإرادة حديدية، وروح لا تعرف الانكسار، ومن هنا جاء اختيار الرئيس عيدروس الزبيدي للضالع ليس صدفة، إنما هو رسالة واضحة بأن هذه الأرض ستظل حصنًا منيعًا في وجه المشاريع التوسعية، وأنها قادرة على كسر المشروع الحوثي الإيراني، تمامًا كما كسرت من قبل مشاريع الهيمنة والاستبداد الذي مارسته تلقوى اليمنية الغازية.
لقد قدّمت الضالع قوافل من الشهداء لا تُحصى ولا تُعد، وسقت ترابها بدمائهم الزكية في كل شبر من ترابها الطاهر، فكانوا شعلةً للثورة، ومشاعلَ للحرية. وهذه التضحيات الجسام هي التي تستحق أن تُكرّم، وأن تُذكر، وأن تُحتفل بهذه المناسبة المجيدة في هذه الأرض الباسلة.
أما اختيار محافظة حضرموت، لأنها عمق الجنوب الاستراتيجي والاقتصادي للجنوب، والرافد الأساسي لمشروعه التحرري ومن هنا جاء اختيارها من قبل الرئيس الزبيدي مكاناً للاحتفال لما تحمله تلك المحافظة من عدة دلالات:
- تأكيد الوحدة الجنوبية فحضرموت هي الجنوب، والجنوب هو حضرموت، وهي رسالة واضحة بأن أي محاولة للعبث بأمن هذه المحافظة أو تقسيمها لن تنجح والغالبية العظمى مع الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.
- الاعتراف بالسبق النضالي: فقد كانت محافظة حضرموت دومًا صاحبة السبق في تجسيد شرارة المشروع الجنوبي التحرري، والوقوف في وجه قوى الاحتلال اليمني.
- التمهيد لتحولات قادمة؛ فالمرحلة المقبلة ستشهد تحولات كبرى في حضرموت، وتلبى تطلعات أبنائها وقيادتها، المؤمونين بعدالة قضية جنوبهم الذين يضعون حدًا للعبث بمقدرات تلك المحافظة التي عبث بها قوى الشمال والإخوان المسلمين.
وهم يدركون بأن الرئيس عيدروس الزبيدي.. ولد من رحم المعاناة وبعد نضال طويل صار رئيسًا لقيادة المشروع الجنوبي بتفويض شعبي منقطع النظير.
وتأتي احتفالات أكتوبر ونوفمبر مسيرة نضال شعب متواصلة تعزز التلاحم بين بين القادة والشعب وبين المشروع السياسي والجماهيري.

ومن هنا جاءت الرؤية الاستراتيجية للرئيس عيدروس الزبيدي من صميم المعاناة، ومن قلب النضال الطويل. فمنذ أن أسس حركة "حتم" (حق تقرير المصير) في تسعينيات القرن الماضي، وهو يكرس حياته لتحرير الجنوب واستعادة دولته . لقد حكم عليه بالإعدام غيابيًا في عام 1994م لكن هذا لم يثنه عن مواصلة المسيرة، بل زاده إصرارًا وتصميمًا.

لقد قاد الرئيس الزبيدي المقاومة الجنوبية في أصعب اللحظات، وشارك في معارك تحرير الضالع وغيرها من مدن محافظات الجنوب من مليشيات الحوثي ومن تحالف معها , وكانت له اليد الطولى في طرد المحتل من أغلب المناطق الجنوبية. وبعد أن تولى منصب محافظ عدن، عمل على استعادة مؤسسات الدولة من براثن الفساد، وواجه الإرهاب والاغتيالات بعزيمة لا تلين.

ويشغل الرئيس الزبيدي اليوم موقع نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالإضافة إلى رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي . وهذا الموقع المزدوج يمكنه من الدفع بمشروع استعادة الدولة الجنوبية على المستويين الداخلي والدولي. وقد استطاع من خلاله ترجمة الحراك الشعبي الجنوبي إلى مشروع سياسي مؤثر، يحظى باعتراف إقليمي ودولي متزايد.

وفي هذا السياق، تأتي احتفالات أكتوبر لتكون منصة جماهيرية حاشدة تؤيد قرارات الرئيس الزبيدي، وتمنحه تفويضً شعبيًّا للمضي قدمًا في مشروع استعادة الدولة. فجماهير الجنوب التي خرجت سابقا بالملايين وستخرج في محافظتي الضالع وحضرموت، هي نفسها التي ستدفع بالمسيرة إلى الأمام، وتقول كلمتها في معركة المصير.

وختامًا : ذكرى أكتوبر أكبر.. جذوة تتقد وشعلة تتوهج؛ لأن احتفالنا اليوم بثورة أكتوبر ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو استشراف للمستقبل، وتوكيد للإرادة، وإعلان للعهد؛ فالرئيس عيدروس الزبيدي، باختياره للضالع وحضرموت، يرسخ التماسك الجنوبي، ويؤكد وحدة المصير، ويوجه رسالة للعالم أجمع بأن شعب الجنوب مصمم على استعادة دولته، وانتزاع حقه، وتمكين شبابه من قيادة مستقبله.

رسالة لكل الجنوب؛ فهيا بنا جميعًا، رجالًا ونساءً، شبابًا وشيوخًا، إلى ساحات الاحتفال، لنقول كلمتنا، ونؤكد عهدنا، ونجدد ولاءنا لقضية شعب الجنوب، وللرموز الذين يحملون رايتها، ونردد تلك المقولة الخالدة:
فعهد الرجال للرجال.. والجنوب للجنوبيين.




الأكثر زيارة


بماذا علق الفريق القانوني على قرارات الزبيدي .. وكيف رد رشاد.

السبت/11/أكتوبر/2025 - 06:47 م

التقى الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليوم السبت، الفريق القانوني المساند للمجلس، برئاسة القاضي حمود الهتار. واستمع العليمي من


ذكرى الفقيد المناضل صالح أحمد سعيد العمري.. عطاء وتضحية في س.

السبت/11/أكتوبر/2025 - 11:30 م

نستلهم من ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر، قائد من قادة التحرير الأوفياء، وأبرز ما أنجبته لنا الثورة الأكتوبرية المجيدة، وأحد صُناع التغيير، ومهندسي ال


يحدث الان : سيول جارفة تتجه نحو محافظتي لحج وعدن.

السبت/11/أكتوبر/2025 - 06:53 م

حذّر سكان محليون ومصادر ميدانية في مناطق العند وسيلة بله بمحافظة لحج من سيول جارفة باتجاه مناطق منخفضة في محافظتي لحج وعدن، نتيجة للأمطار الغزيرة التي


أم تقـ.ـتل طفلتها بوحشـ.ـية .. تفاصيل جريـ.ـمة مـ.ـروعة هزت .

السبت/11/أكتوبر/2025 - 04:08 م

شهدت مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار جريمة مروعة هزت الرأي العام، حيث راحت ضحيتها طفلة صغيرة على يد والدتها في منطقة "مخلاف الجبجب". قالت مصادر محلية