ذكرى اغـ.ـتيال الشهيد العقيد عبدالرحيم الصماحي صرخة في وجه الإرهـ.ـاب

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - الساعة 01:58 ص

الكاتب: د . صدام عبدالله - ارشيف الكاتب

‏
ان يوم الثاني والعشرون من نوفمبر هو محطة ألم وذكرى لا تمحى في سجل الجنوب، حيث يُصادف الذكرى السنوية التاسعة لاغتيال أحد قاماته العسكرية ورموز تفانيه، وهو العقيد عبدالرحيم الصماحي، ضابط امن مطار عدن. لقد سقط الشهيد مغدورا أمام منزله بعملية غدر إرهابي جبان، وهو عائد من ساحة الواجب، ليضاف اسمه إلى قائمة طويلة من القادة والضباط الأوفياء الذين استهدفتهم أيادي الغدر التي لا تريد للجنوب أمنا ولا استقرارا. إن هذه المناسبة تجعلنا نستحضر ماثره ونجدد التنديد القاطع بكل أشكال العنف والإرهاب الذي يهدف إلى ترويع المجتمع واستهداف نخبه المخلصة.
كان العقيد عبدالرحيم الصماحي يعد نموذجا للضابط المخلص والمهني الذي أفنى حياته في خدمة وطنه ومجتمعه، اذ تميز بعمله الدؤوب في مطار عدن الدولي، هذا الشريان الحيوي الذي يربط الجنوب بالعالم، وكان له دور بارز في تنظيم وتأمين امن المطار في ظروف استثنائية بالغة الصعوبة، ولم يكن الصماحي مجرد ضابط يؤدي وظيفته، بل كان يمثل حصنا للأمان، ويُضرب به المثل في الانضباط والنزاهة، وحسن القيادة، إن الأثر الذي تركه في زملائه وفي المؤسسة الأمنية هو إرث من التفاني والإصرار على أداء الواجب مهما كانت التحديات. لقد رحل الصماحي جسدا، لكن سيرته العطرة ومآثره الوطنية ستبقى حافزا لكل من يؤمن بضرورة بناء دولة المؤسسات القوية والآمنة.
إن اغتيال العقيد الصماحي هو حلقة في سلسلة اعتداءات إرهابية ممنهجة استهدفت عددا كبيرا من قيادات الجنوب المدنية والعسكرية والأمنية، بما في ذلك ضباط ذوي كفاءة عالية، وهذه الأعمال الإرهابية ليست مجرد جرائم فردية، بل هي محاولات خبيثة لـإفراغ المؤسسات من كوادرها، وبث الفوضى واليأس وعرقلة جهود استعادة الأمن والاستقرار في الجنوب، إننا ندين ونستنكر بأشد العبارات هذا الإرهاب الآثم الذي يستبيح الدماء الطاهرة ويستهدف الأبطال على أعتاب بيوتهم، ولذلك يجب على الجميع أن يدرك أن الصمت أو التبرير لهذه الأعمال هو مشاركة غير مباشرة فيها، وأن المعركة ضد الإرهاب هي معركة مصيرية تتطلب وحدة الصف، وتكثيف الجهود الأمنية والاستخباراتية، وعدم التهاون مطلقا مع كل من يمول أو يحرض أو ينفذ هذه الجرائم النكراء.
اخيرا وفي الذكرى التاسعة لاغتيال العقيد عبدالرحيم الصماحي، نجدد العهد بأن دماء الشهداء لن تذهب هدرا، وإن تضحيات هؤلاء القادة الذين دفعوا حياتهم ثمنا لإخلاصهم، تزيدنا إصرارا على المضي قدمًا في بناء دولة الجنوب، دولة الأمن والقانون، وان العزاء الوحيد يكمن في إكمال المسيرة التي سقطوا من أجلها، وهي مسيرة التحرير والاستقرار. رحم الله الشهيد العقيد عبدالرحيم الصماحي وجميع ضحايا الإرهاب، ولتبقى ذكراهم شعلة تضيء لنا طريق المقاومة والصمود في وجه الظلام.