في تحدٍ واضح لإعلان وقف إطلاق النار، شهدت منطقة زابوريجيا جنوب أوكرانيا تصعيداً عسكرياً جديداً، حيث أعلن الحاكم المحلي، إيفان فيدوروف، أن القوات الروسية شنت أكثر من 220 هجوماً على ثماني قرى خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال فيدوروف، في منشور عبر تطبيق تيليغرام، إن الهجمات الروسية استخدمت نحو 150 طائرة مسيرة و70 قذيفة مدفعية، واستهدفت القرى الواقعة في الجنوب، متسبباً في موجة من الدمار والهلع بين السكان، على الرغم من إعلان موسكو وقفاً لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام بدأ يوم أمس الخميس.
وكانت الحكومة الروسية قد أعلنت عن هدنة أحادية الجانب، تزامناً مع احتفالاتها بالذكرى الثمانين للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، في محاولة رمزية لوقف القتال خلال المناسبة.
لكن أجواء الهدنة سرعان ما خيمت عليها الاتهامات المتبادلة. فبينما أكدت وزارة الدفاع الروسية التزام قواتها بالتهدئة، اتهمت كييف بارتكاب 488 انتهاكاً منذ بدء سريان الهدنة. من جانبها، شددت السلطات الأوكرانية على أن الهجمات الروسية لم تتوقف، معتبرة أن ما يحدث على الأرض يتناقض تماماً مع التصريحات الرسمية الصادرة عن الكرملين.
في هذا السياق، تطالب أوكرانيا بوقف كامل وغير مشروط لإطلاق النار لمدة شهر، كخطوة أولى نحو أي مفاوضات سلام محتملة. في المقابل، يشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تقديم “ضمانات ملموسة” من كييف قبل الموافقة على أي اتفاق شامل لوقف القتال.
يُذكر أن موسكو سبق أن أعلنت هدنة مماثلة خلال عطلة عيد الفصح في أبريل الماضي، إلا أنها انتهت كسابقاتها بتبادل الاتهامات بين الجانبين حول المسؤولية عن خرقها.