قطع الحافز عن معلمي عدن إجراء يتنافى مع مقاصده الإنسانية
الأربعاء - 21 مايو 2025 - 05:18 ص
صوت العاصمة | خاص / جمال مسعود
كتبنا فيما سبق عن انجازات متميزة قدمها معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الاخ العزيز احمد حامد لملس تمثلت في سعيه الدؤوب للبحث عن معالجات ذاتية لدعم المعلمين في مدارس العاصمة عدن واجتهاده رغم اعتراض البعض على احتساب قيمة العلاوات السنوية وطبيعة العمل لإجمالي عدد معلمي العاصمة عدن من ميزانية المحافظة وتكفله بصرفها شهريا وبانتظام دون انقطاع حتى جاء ميعاد وفاء الحكومة والتزامها بواجبها في صرف العلاوات لكل الموظفين شاكرين جهوده في العمل وفقا للإمكانيات الذاتية للمحافظة ،
واشدنا بالانجاز الثاني المتمثل في صرف الحافز الانساني للمعلمين شهريا والذي وان اعتبره البعض مبلغا زهيدا في ظل الأزمة الخانقة إلا أنه وبكل تقدير كان جهدا متميزا بذله مشكورا في وقت عصيب ، هذا بالإضافة إلى تدخله السابق وسعيه لمنح المعلمين سلة غذائية متكاملة في شهر رمضان قبل سنوات.
وجد معلمو عدن في أنفسهم ودا تجاه مايقوم به معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن والتمسوا منه لفتات إنسانية أثلجت صدورهم ، وهم متحرجين شديد الحرج من موقفهم المتصلب الرافض للعودة إلى المدارس بعد إعلان الإضراب ، وهم يعلمون أن ذلك سيغضب معالي محافظ العاصمة عدن كون المدارس في إدارته للمحافظة مغلقة والتعليم متعطل وان سعيه للتخفيف من معاناة المعلمين لم يقنع المعلمين برفع الإضراب والعودة إلى المدارس فكل محاولاته باءت بالفشل أمام تصلب موقف المعلمين وتمسكهم بالاضراب ، لم يكن اضراب المعلمين بقصد الإضرار بمصالح العاصمة عدن بل نتيجة لتراكم معاناة المعلمين وعدم مقدرتهم على إدارة شؤونهم الأسرية بسبب أوضاعهم المعيشية المتدهورة وتفاقمها أكثر وأكثر.
مالم يتوقعه أحد ولم يخطر ببال اي معلم هو أن معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الاستاذ احمد حامد لملس نتيجة غضبه من توقف العملية التعليمية وتعطيل المدارس في عدن يتراجع عن مساعيه الإنسانية ويربط بين المقاصد والمواقف فمقاصده النبيلة والإنسانية وتوجيهه بصرف حافز شهري للمعلمين قدره بثلاثين الف ريال ، لم يكن إجراءا إداريا مشروطا يستوجب وفاء المعلمين له على مقاصده ، حتى يربط بين ذلك وبين الاستحقاق وفق قواعد الاجر مقابل العمل الانتهازية ، ولقد أحسنوا الظن ولم يترجم المعلمون قطع الحافز الإنساني على أنه إجراء عقابي ، بل املوا خيرا وربطوا قطع الحافز بميزانية المحافظة وتعثر الموارد وعدم القدرة على توفير المبلغ المخصص للحافز فكانت هذه ترجمة قرأها المعلمون بمبدأ حسن الظن والتماس العذر ،
فهل ياترى صحت ترجمتهم لسبب انقطاع الحافز الثلاثة الأشهر الماضية وان مقاصد معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن احمد حامد لملس النبيلة وسعيه للتخفيف من معاناة المعلمين لم تتغير أو يطرأ عليها عارض يدفعه للربط بين المقاصد الإنسانية لمعاليه والمواقف الإدارية تجاه المعلمين المتوقفين عن العمل بالاضراب.
كلنا يتذكر مفاهيم الجوانب الإنسانية التي يعمل بها المجلس الرئاسي والحكومة والبنك المركزي ووزارة المالية في صرف الرواتب الإنسانية لكبار موظفي الدولة داخليا وخارجيا وان رواتبهم لم تنقطع طيلة الفترات السابقة لعدم الربط بين المقاصد الإنسانية والموقف من العمل فلا تزال رواتبهم بالعملة الصعبة تصرف دون أن يمارسوا اي مهام في الداخل أو الخارج والمقاصد الإنسانية لم تمس صرفياتهم الممنوحة لهم ، فهل صح وكما يقال إن الحافز الإنساني للمعلمين الممنوح لهم في العاصمة عدن بمقصد نبيل من معاليه تم قطعه بسبب مشورة دفعت نحو الربط بين المقاصد والمواقف ، أن صح ذلك فستفقد معاليه المكانة التي حظي بها عند المعلمين ويتطلعون منه المزيد طامعين في مساعيه النبيلة أن تستمر في دعم المعلمين بمحافظته لا معاقبتهم وإلحاق الضرر النفسي بهم جراء التراجع عن المقاصد الإنسانية والنبيلة في صرف الحافز واتخاذ إجراء اداري يتنافى مع القيم الإنسانية النبيلة التي عكسها معاليه عن نفسه لدى المعلمين
سأظل مشككا في صحة ما تناقلته السنة البعض عن توجيه معاليه بقطع الحافز الإنساني عن المعلمين لربطه بموقف المعلمين من العمل وتمسكهم بالاضراب فلا أظن أن الاستاذ القدير احمد حامد لملس يتراجع عن المقاصد الإنسانية النبيلة ويستمع لمشورات مخربين يفسدون ذات البين ويقطعون الود وسبل الوصال النبيلة بين المحافظ والمعلمين في عدن.