مداد العاصمة



بين صوت الكازمي في عدن وصمت حنتوس في ريمة : الإعلام يكتب الحقيقة والتضليل

الأربعاء - 02 يوليو 2025 - 10:49 م

بين صوت الكازمي في عدن وصمت حنتوس في ريمة : الإعلام يكتب الحقيقة والتضليل

صوت العاصمة | خاص | خالد القادري

في حادثتين متقاربتين في الزمن، متباعدتين في الجغرافيا والنهج، تجلت الفروقات الجوهرية بين مشروعين متناقضين: أحدهما في عدن يسعى لبناء دولة تؤمن بالعدالة والمحاسبة، ونهج إعلامي يراقب ويُسائل؛ وآخر في ريمة يقوم على منطق البطش والتغوّل، تسود شريعة القوة على حساب القانون، وتُخنق فيه الأصوات، ويُخرس فيه الإعلام، ويُعامل المواطن كخصم لا كصاحب حق.


في الحادثة الأولى، يظهر الخطأ في عدن لكنه يُلاحق ويُصحح؛ من أعلى هرم السلطة وفي الثانية، ترتكب الجريمة، وتُطمر في الصمت والخوف.ووسط هذا التباين الصارخ، يكشف المشهد أيضًا عن إعلام انتقائي، يتغاضى عن دماء الأبرياء حين يسفك ويغض الطرف عن جرائم ظاهرة بينما يضخّم كل هفوة ويصنع منها عاصفة، لا بحثًا عن الحقيقة، بل في محاولة لتشويه مشروع الدولة ذاته.


الشيخ الكازمي والشيخ حنتوس اسمان تصدّرا المشهد الشعبي مؤخرًا، لكن الفارق في التعامل مع كل حالة كان صادمًا، وفضح المعايير المزدوجة في المواقف والتغطية الإعلامية.

حيث شهدت الأوساط الشعبية جدلًا واسعًا عقب قيام عناصر أمنية باعتقال الشيخ الكازمي، إمام وخطيب مسجد في المنصورة، دون مبرر قانوني واضح لكن اللافت أن التدخل جاء سريعًا، بتوجيهات رسمية عليا بما في ذالك فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين دون رحمة أو شفاعة


وقد صرّح الشيخ الكازمي لاحقًا بأنه رأى المعتدين خلف القضبان، وعلى وقع ذالك وجّه محافظ عدن بتشديد الرقابة على أداء الأجهزة الأمنية ومنع أي تجاوزات مستقبلية وقد حظيت القضية بزخم إعلامي واسع، وتحوّلت إلى قضية رأي عام تابعها النشطاء والمنظمات الحقوقية باهتمام.


ورغم أن الاعتقال في ذاته كان خطأ مرفوضًا وتصرفًا متهورًا، إلا أن ما أعقبه كشف عن وجود نَفَس طويل وإرادة لتصحيح الأخطاء، من قبل القيادة السياسية وهو ما يعكس الفارق بين مؤسسات تخضع للمساءلة، ومليشيات لا تعرف سوى منطق السلاح.


في المقابل، كانت الكارثة أبشع في ريمة، حيث قُتل الشيخ صالح حنتوس ، الرجل الثمانيني، معلم القرآن والمصلح الاجتماعي المعروف، داخل منزله وأمام أسرته، برصاص مسلحين حوثيين، ثم أُحرق منزله بالكامل، وأُخفيت جثته


جريمة قتل الشيخ حنتوس لم تكن مجرد اغتيال جسدي، بل اغتيال أخلاقي ومجتمعي لرمز ديني واجتماعي كبير.

والمؤلم أن هذه الجريمة لم تحرك ساكنًا في الإعلام الموالي للحوثيين، ولم يصدر أي بيان أو رد فعل رسمي، وكأن شيئًا لم يكن. صمت تام، وتجاهل مطبق، وطمس متعمد للحقيقة.


بينما ضجّت مواقع التواصل بحادثة الشيخ الكازمي،وفي حادثة الشيخ حنتوش لا أحد يجرؤ على الحديث، ولا أحد يُسمح له حتى بالبكاء علنًا.هنا يكمن جوهر الفارق: بين مؤسسة تسعى لتكريس قيم العدالة، وإن أخطأت، وبين أخرى تمتهن القتل والقمع، بلا خوف من محاسبة أو رادع.


الحادثتان تكشفان حجم الهوة بين مشروع دولة تُبصر طريقها رغم العثرات، وأخرى لا ترى طريقها إلا بلغة الدم والنار "في عدن، نجا الكازمي، ورأى المعتدين يُحاسَبون، وفي ريمة، سقط حنتوس شهيدًا، ودُفن صوته في صمتٍ ثقيل "



الأكثر زيارة


رئيس توافقي بدعم سعودي غربي .. الكشف عن تفاصيل صفقة إنقاذ كب.

الأربعاء/02/يوليو/2025 - 08:46 م

كشفت مصادر دبلوماسية رفيعة النقاب عن مداولات سرية تجري بين السعودية والولايات المتحدة وبريطانيا بشأن إطلاق مبادرة إنقاذ دولية شاملة لليمن، تهدف إلى إع


الكشف عن سبب غير متوقع لـ"ضعف الانتصاب" لدى الرجال.

الأربعاء/02/يوليو/2025 - 09:57 م

تشير الدكتورة ناتاليا تاناناكينا، أخصائية الغدد الصماء إلى أن نقص فيتامين D قد يسبب ضعف الانتصاب لدى الرجال. وتقول: "ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام ا


مأمور مديرية الضالع يطلع على سير العمل في مشروع الزقاق بمنطق.

الأربعاء/02/يوليو/2025 - 11:34 م

اطلع مأمور مديرية الضالع المناضل عبدالواسع صالح احمد صباح اليوم على سير العمل في مشروع زقاق الاغوال بمنطقة الضبيات ,جاء ذلك أثناء زيارته لموقع العمل ل


قرار سعودي مفاجئ ببدء تطبيق شروط وإجراءات جديدة لدخول المساف.

الخميس/03/يوليو/2025 - 12:33 ص

أفاد مسؤول في منفذ الوديعة اليمني بأن السلطات السعودية بدأت في تطبيق إجراءات جديدة على المسافرين اليمنيين القادمين إلى المملكة. وتتضمن هذه التعليمات،