حين يغيب الكبّار تظل ظلالهم حاضرة
الجمعة - 04 يوليو 2025 - 09:27 م
صوت العاصمة | خاص | عماد السقلدي
في الذكرى السنوية لرحيل الأستاذ عبدالكريم أحمد عبيد السقلدي: حين يغيب الكبار تظل ظلالهم حاضرة في مثل هذا اليوم، غاب عن دنيانا رجلٌ من رجالات العلم والتربية، وأحد أعمدة الأخلاق في مديرية الشعيب – الأستاذ الفاضل عبدالكريم أحمد عبيد السقلدي، الذي ترك فينا من الوجدان والوفاء ما لا يُمحى، ومن المواقف ما يستعصي على النسيان.
لم يكن الأستاذ عبدالكريم مجرد معلمٍ في مدرسة، بل كان مدرسةً بذاته؛ بنبله، بثباته، بوقاره وحنوه على طلابه وأهله ومجتمعه. غرس في الأجيال قيماً راسخة، وعلّم بحاله قبل مقاله أن التربية ليست مهنة، بل رسالة، وأن الكلمة الصادقة أبلغ من أي عصا.
كنا نراه يسير في طرقات القرية، فيكتسي المكان سكينة، وتنهض فينا معاني الهيبة. بابتسامته الخجولة وصوته الهادئ، كان يبث الطمأنينة في من حوله. علمنا الصبر من صمته، وعلمنا العدل من تعامله، وعلمنا الإيمان من سلوكه دون أن يخطب فينا يوماً.
في ذكراه، نترحم عليه بقلوب حزينة، وندعو له دعاء الأبناء للآباء، والطلاب للمعلّمين، والأحبة للأحبّة. نُجدد العهد ألا ننسى فضله، وألا تنقطع الصلة به ما حيينا، فمثله لا يرحل من الذاكرة، بل يزداد حضورًا كلما افتقدنا معاني النبل في هذا الزمن العابر.
رحمك الله يا أبا أحمد، وجعل مثواك الجنة، وألحقنا بك على خير، وجعل ذكراك نورًا يضيء لأبنائك وذريتك وأهلك سبيل الخير، فأنت منهم وإليهم، والوفاء لك دينٌ في أعناقنا.
إنا لله وإنا إليه راجعون.