لا تجعلوا أقلامكم سهاماً في صدور من ناضل معكم
الثلاثاء - 29 يوليو 2025 - 05:50 ص
صوت العاصمة | خاص / لطفي الداحمة
بلغوا أصحاب القرار في المجلس الانتقالي الجنوبي، أن في هذا الجنوب رجالاً ونساء ناضلوا وثاروا وواجهوا القمع والظلم، وكتبوا بصدق، وصدحوا بالحق في وجه الباطل، سجنوا، وجاعوا، وتحملوا المشقة، لا طمعاً في حزب، ولا طلباً لمنصب، ولا سعياً لمنفعة، إنما حباً لوطن اسمه "الجنوب"، ووفاء لترابه، وأملاً في كرامة يعيشها أبناؤه.
هؤلاء لم يسلكوا دربا هشاً ولا طريقاً مزيفاً ، خطوا مسيرتهم بالدم والتضحية والإيمان، لم يهادنوا ولم يساوموا، ورفعوا راية الثورة في وجه الفساد والتجويع والإذلال، فكيف يقابلون اليوم بالإقصاء أو التهميش أو التخوين؟ إن الاختلاف في الرأي لا يعني خيانة، والاعتراض على المسار لا يفسر انقلاباً على المبادئ.
لا توجهوا أقلامكم نحو صدور الشرفاء من أبناء الجنوب، أولئك الذين تشاركوا معكم الهدف ذاته، وإن اختلفت طريقتهم في التعبير أو أدواتهم في النضال، هؤلاء ليسوا خصوماً، أنهم امتداد للثورة، وأصوات تعبر عن الألم ذاته، والوجع المشترك، والطموح نفسه.
الجنوب ليس ملكية خاصة، ولا نضاله حكراً على أحد، فالمجلس الانتقالي إطار وطني ولد من رحم التضحيات ودماء الشهداء، ويجب أن يبقى مظلة جامعة لا سيفاً مسلطاً على رقاب المختلفين.
لا تكونوا حجر عثرة أمام شعبكم، ودعوا الشارع الجنوبي يتحرك مجدداً، فمطالبه لا تقتصر على الجوانب المعيشية، وإنما تشمل الدفاع عن الكرامة، وصون الهوية، والحفاظ على الثوابت الوطنية التي لا تباع، لقد سئم الناس محاولات تمييع القضية الجنوبية تحت عناوين جانبية بعيدة عن جوهر المشروع الوطني وحلم الاستقلال الحقيقي.
الشعب تغير، ووعيه اليوم أعمق، وذاكرته حاضرة، لن ينقلب على ذاته، ولن يسمح أن تتحول ثورته إلى أداة تستخدم ضد أبنائه باسم السلطة أو التنظيم أو الانفراد بالقرار.
كونوا إلى جانب هذا الشعب، إلى جانب صوته وكرامته، ألمه وأحلامه، كونوا جزءاً من كسر القيود لا من صناعتها، وجزءاً من مشروع وطني جامع، لا من منظومة تقصي وتخون وتحاصر الأصوات المختلفة.
وسعوا صدوركم، فإن الجنوب لا يبنى بالإقصاء، ولا يدار بالتخوين، فهو يرتفع بالتعدد ويزدهر بالشراكة، ويثبت على الثوابت الجامعة التي التف حولها الشعب منذ أول صرخة حرية.
29 يوليو 2025م