هندسة اللقاء
الإثنين - 01 سبتمبر 2025 - 07:40 ص
صوت العاصمة/كتب/ أحمد محمود السلامي:
كلمة "هندسة" هي مصدر للفعل "هندَسَ"، ويعني: صمَّم وبنى وفقًا لأسس علمية ومبادئ تتعلّق بخواص المادة ومصادر القوى الطبيعية.
ومع تطوّر المجتمعات وتفرّع العلوم الإنسانية، أصبح استخدام كلمة "هندسة" شائعًا في مجالات لا ترتبط مباشرة بالعلوم التطبيقية. فقد دخلت الهندسة إلى السياسة، والعلاقات بين الدول، والاقتصاد، وتوقيع المعاهدات، وحلّ الأزمات. كذلك ظهرت مفاهيم مثل: هندسة المعلومات الافتراضية، وهندسة العلاقات الإنسانية، بما في ذلك البروتوكولات، والاجتماعات، والمؤتمرات، وحتى اللقاءات الفردية، التي تتطلب إعدادًا، وتنظيمًا، وتجهيزًا، واختيارات منطقية تليق بطبيعة اللحظة. كلّ هذا يتم وفق أسس علمية ومهنية ضمن مجالات العلاقات العامة، والمراسم، وإعداد جدول الأعمال، والاستقبال... وغيرها.
حتى اللقاء الشخصي الناجح له إعداد، وترتيب، وتهيئة مدروسة، يمكننا ببساطة أن نطلق عليها "هندسة".
بل، وحتى في الحب والعلامات الزوجية ، تُستخدم كلمة "هندسة" بشكل مجازي جميل. دخلت مفردة "الهندسة" إلى لغتنا اليومية، لتُعبّر عن كلّ ما هو مرتّب، متقَن، ومثير للإعجاب.
فقد قرأتُ قصيدة طويلة أعجبتني جدًّا، وهي لشاعر سوداني مبدع، يصف حبيبته بـ "البنت الهندسة"، يقصد بها الفتاة الجميلة في شكلها، ولباسها، وأناقتها، ومشيتها. قصيدة تحمل طرافة التعبير، وعمق الشعور.. يقول فيها:
يا حلوة يا بت هندسة
يا حلوة يا زينة البنات
يا نجمة الليل والمساء
أنا رغم أشكال الشتات
حاضن عواطفك وحارسها
أنا في هواك بقيت فتات
ودخلت عشرين مدرسة
جنيت مع كلمات هواك
بقلبي قاعد أتنفّسها
ويا حلوة يا بت هندسة .