في إنجاز نادر واستثنائي، أتمّت أم يمنية تبلغ من العمر 65 عامًا امتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2025 ونجحت فيها، مؤكدة أن الإرادة الحقيقية والشغف بالتعلم لا يعرفان عمرًا.
وقال الدكتور مروان ذمرين، المهاجر اليمني المقيم في اليابان ورئيس معمل "تويو للألمنيوم لأشباه الموصلات" في جامعة أوساكا، عبر صفحته على فيسبوك:
"أزفّ لأمي أطيب التهاني، فهي من أنجبتني وربّتني وعلّمتني، وكانت دائمًا هي ووالدي الحافز الذي يدفعني للأمام."
وأوضح ذمرين أن رحلة والدته التعليمية بدأت عام 2006، حين سافرت إلى اليابان لمساعدته قبل ولادة حفيدها الأول، ولم تكن حينها تعرف سوى القراءة والكتابة بالعربية، مما جعل التعامل مع استمارات الدخول والجمارك باللغتين الإنجليزية واليابانية تحديًا كبيرًا، وتعرّضت لموقف صعب مع مضيفة طيران بسبب ضعفها اللغوي.
وأضاف: "منذ تلك اللحظة، اتخذت والدتي قراراً غيّر حياتها، وأقسمت على أن تتعلم وتكمل دراستها مهما كانت الظروف."
وبالفعل، بدأت رحلتها التعليمية من صفوف محو الأمية في اليمن، متحدية ظروف الحرب والانشغالات العائلية، واستمرت خطوة بخطوة حتى اجتازت المرحلة الثانوية، في عام تزامن مع تخرج حفيدها يوسف من نفس المرحلة.
وتجسد هذه القصة درسًا بليغًا في الصبر والعزيمة، مؤكدة أن التعلم لا يعرف عمرًا، وأن الإرادة الصادقة قادرة على تحقيق المستحيل مهما طال الزمن.