الزُبيدي وقرارات الزلزال السياسي
السبت - 13 سبتمبر 2025 - 12:05 ص
صوت العاصمة / كتب / مهيب الجحافي
لم تكن قرارات الرئيس عيدروس الزُبيدي الأخيرة مجرد تغييرات إدارية أو مناصب روتينية، بل شكّلت منعطفاً حاسماً في المشهد السياسي الجنوبي، وكسرت رهانات القوى التي اعتقدت أن بإمكانها النيل من وحدة الصف أو التشويش على مسار القضية...
فقد حاول خصوم الجنوب، في حكومة الشرعية وخارجها، استثمار استقالة القيادي سالم ثابت العولقي لإحداث شرخ داخلي، غير أن قرارات الزُبيدي جاءت كضربة استباقية أربكتهم وأعادت ترتيب موازين القوى، لتؤكد أن قيادة الجنوب لا تنتظر الأحداث بل تصنعها بإرادة شعبية قوية..
ولهذا.. فإن يوم العاشر من سبتمبر 2025 سيبقى علامة فارقة في الذاكرة السياسية الجنوبية؛ يوم تكسرت فيه أوهام المتآمرين، وانكشفت هشاشة خصوم الجنوب، فيما رسخت القرارات رسالة بالغة الوضوح أن الشرعية الحقيقية لا تُصاغ في فنادق الخارج، وإنما تُبنى بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال...
وأمام هذا التحول، لجأ خصوم الجنوب إلى حملات إعلامية مشبوهة كانت قد حاولت إحياء النزعات المناطقية وتشويه صورة المجلس الانتقالي. غير أن هذه الحملات لم تفلح في حجب الحقيقة، إذ لم يعد الإعلام المأجور قادراً على إسقاط قائد نذر حياته لقضيته، ولا على تغيير واقع يكتبه الشعب بإرادته وتضحياته...
وأما سالم ثابت العولقي، فقد خرج من استقالته أكثر حضوراً واحتراماً في وجدان الشارع الجنوبي، بينما انكشفت وجوه الحقد التي حاولت توظيف اسمه للإساءة إلى الجنوب. فخسر خصومه آخر أوراقهم، وربح هو مكانةً مضاعفة ومحبةً أوسع...
وما جرى لم يكن مجرد حدث سياسي عابر، بل زلزالاً أعاد صياغة المشهد وأرسل رسائل قوية للداخل والخارج على حد سواء مفادها بأن الجنوب عصيّ على الكسر، وقضيته أكبر من أن تُختزل في مؤامرات أو حملات تضليلة...
اليوم، تقع على أبناء الجنوب مسؤولية مضاعفة في حمل الوعي والمعرفة كسلاح لمواجهة التحديات المقبلة، لأن أي تفريط أو غفلة ستكون كلفته باهظة. وفي المقابل، على الخصوم والمتربصين أن يدركوا أن مشاكل الجنوب الداخلية شأنٌ داخلي، لا يحق لهم استغلالها أو تحويلها إلى أدوات للطعن في وحدة الجنوبيين....
وختاماً... لقد أكدت قرارات الزُبيدي أن الجنوب يقف على أرض صلبة، وأن قيادته قادرة على تجاوز العواصف مهما اشتدت، وأن مستقبل القضية بات أوضح من أي وقت مضى، ولا تراجع، ولا مساومة، حتى استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.