عند كل إنجاز جنوبي.. إعلام الإخـ.ـوان يتحول إلى أداة لتزيـ.ـيف الحقائق
الأربعاء - 17 سبتمبر 2025 - 12:31 ص
صوت العاصمة / تقرير / فاطمة اليزيدي :
في كل مرة يحقق الجنوب نجاحاً سياسياً أو مؤسسياً، تسارع بعض المنابر الإعلامية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين إلى شن حملات مضادة، عبر تزييف الحقائق وبث الإشاعات، في محاولة للنيل من هذه الإنجازات والتشويش على المشروع الوطني الجنوبي.
وأبرز مثال على ذلك ما شهدته العاصمة عدن مؤخراً، من خلال الحملة التي قادتها قناة بلقيس الإخوانية، بعدما روّجت مزاعم حول زيارة وفد صحفي إسرائيلي إلى عدن ولقائه بقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، في محاولة مكشوفة لتحويل الحدث إلى مادة تحريضية تستهدف الجنوب وقضيته.
أكاذيب متكررة وتحريض ممنهج
ما جرى بشأن “إشاعة الوفد الإسرائيلي” ليس سوى نموذج جديد لفقدان المهنية في إعلام حزب الإصلاح، الذي اعتاد على استهداف الجنوب عبر فبركات لا تصمد أمام وعي الشارع الجنوبي.
فمنذ تأسيس المجلس الانتقالي، يتعرض الجنوب لحملات إعلامية شرسة من قبل الإخوان والحوثيين وخصوم سياسيين آخرين، تقوم على تضليل الرأي العام وتشويه الحقائق. وقد أثبتت هذه الحملات أنها أقرب إلى “البروباغندا” من كونها عملاً إعلامياً مهنياً، كونها تنطلق من أجندات حزبية تسعى لإضعاف المشروع الوطني الجنوبي.
منابر الإخوان.. صناعة الفوضى وتضليل الرأي العام
يحاول حزب الإصلاح، بعد انحسار نفوذه، خلط الأوراق مجدداً عبر خطاب عدائي ضد الجنوب وداعميه الإقليميين، خصوصاً دولة الإمارات. هذه الحملات الإعلامية تعكس حالة الارتباك التي يعيشها الحزب، بعدما فقد الكثير من أدواته.
وتحذر أوساط مراقبة من خطورة هذه المنابر، التي لا تكتفي بالتشويش على الوعي الجنوبي، بل تسهم في تغذية التطرف، من خلال خطاب متناقض يجمع بين التحريض الإعلامي والدعوي، وصولاً إلى الترويج لمواقف تتقاطع مع خطاب الحوثيين، في مشهد يكشف حجم التحالف غير المعلن بين الطرفين.
شائعات لتبرير الفوضى
يرى ناشطون جنوبيون أن ترويج شائعة زيارة وفد إسرائيلي إلى عدن، يهدف إلى إيجاد مبرر لتأجيج أعمال إرهابية أو استهداف المدينة أمنياً، وهو ما يظهر بوضوح في تناغم خطاب قنوات (بلقيس – يمن شباب – المهرية) مع قنوات الحوثيين.
كما أشاروا إلى مفارقة لافتة، حين خرجت قيادات من حزب الإصلاح بتصريحات علنية لقناة إسرائيلية، ما عرّى تناقضاتهم بين شعارات “نصرة فلسطين” وبين ممارساتهم الفعلية التي تقارب التطبيع المباشر.
استراتيجية للعودة عبر التضليل
تسعى الأطراف الحوثية والإخوانية إلى صرف الأنظار عما يجري في الشمال من مأساة إنسانية حقيقية، من قصف وتهجير وفرض جبايات، بينما تستميت هذه الأطراف في استهداف الجنوب والمجلس الانتقالي باعتباره العقبة الأكبر أمام مشاريعها.
فبينما يموت الأطفال في صمت تحت وطأة حرب الحوثي في مناطق مثل رداع وصنعاء، يتفرغ الإعلام المعادي لتشويه صورة الجنوب، ما يعكس أولويات مختلة تكشف زيف شعارات هذه الجماعات.
الجنوب يثبت حضوره
رغم كل الحملات، يسير الجنوب بخطى ثابتة نحو استعادة دولته، وهو ما يفسر حالة الهلع لدى خصومه. فالمجلس الانتقالي الجنوبي أثبت أنه رقم صعب في المعادلة السياسية والعسكرية، وأنه بات أقرب من أي وقت مضى لتحقيق تطلعات شعبه.
تفاعل شعبي واسع
رد الجنوبيون على حملات التضليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة منصة إكس، مؤكدين أن تصاعد استهداف الجنوب ما هو إلا انعكاس لنجاح قيادته وخطوات الرئيس عيدروس الزُبيدي في تمكين الكفاءات الجنوبية داخل مؤسسات الدولة.
وقال الناشط فريد الدويل باراس: “كلما اقتربنا من استعادة دولتنا، ارتفع صراخهم. وحين عجزوا عن مواجهتنا سياسياً وعسكرياً، لجأوا إلى الإعلام وفشلوا”.
أما المحامي علي ناصر العولقي، فأكد أن “تخادم الحوثي والإخوان ليس جديداً، لكنه اليوم بات أوضح من أي وقت مضى”. فيما شدد الناشط أحمد بايعقوب على أن “القنوات الإخوانية والحوثية تحولت إلى غرف عمليات إعلامية ضد الجنوب، لكن الحقيقة أن الجنوب اليوم أقوى بقيادة المجلس الانتقالي”.
الجنوب.. ركيزة إقليمية ودولية
لقد أثبت الجنوب أنه صمام أمان للمنطقة، وكان في طليعة من واجهوا الحوثي والإرهاب. واليوم، ومع تزايد الاستهداف الإعلامي والسياسي والأمني له، يبرز الجنوب أكثر من أي وقت مضى كركيزة أساسية في معادلة الأمن الإقليمي والدولي.
فالجنوب لم يعد ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات، بل قوة صاعدة لن تسمح بعودة مشاريع الاحتلال أو الوصاية مجدداً.