انقلاب الحـ.ـوثي في العام الـ11.. نكبة دمرت اليمن
الأحد - 21 سبتمبر 2025 - 03:45 م
صوت العاصمة/العين الإخبارية:
كارثة ظلت تختمر أعواما حتى لفظت حممها البركانية، وحولت صنعاء ومدن اليمن إلى كتلة من النار والدم، وأصبحت تهدد أمن المنطقة والعالم.
إنه انقلاب مليشيات الحوثي، الكارثة التي تدحرجت من صعدة إلى صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، لتحول جغرافيا اليمن إلى منصة لتهديد الإقليم والعالم من خلال استهداف دول الجوار والممرات البحرية.
ويطلق اليمنيون على 21 سبتمبر/أيلول بأنه: يوم النكبة، اليوم الأسود واليوم المشؤوم وغيرها من توصيفات تدلل على جلب الدم والخراب والدمار.
جماعة مارقة
يصف المحامي والناشط السياسي اليمني ذيزن السوائي مليشيات الحوثي بأنها «جماعة مارقة»، تسببت بأكبر نكبة للبلاد في التاريخ الحديث وأسقطت الدولة في 21 سبتمبر/أيلول قبل 11 عاما.
ويضيف السوائي لـ«العين الإخبارية»، أنه «في مثل هذا اليوم لم يكن مجرد انقلاب وإنما زلزال هدم مؤسسات الدولة وقوضها، لتمر 11 عاما من معاناة اليمنيين والحروب الحوثية التي لا تنتهي».
وأوضح أن «الانتهاكات المستمرة التي تمارسها الجماعة المارقة بحق الشعب اليمني، جعلت من يوم 21 سبتمبر/أيلول، هو يوم نكبة بامتياز بعد إسقاطها هيبة الدولة وشرعية الدولة، ولا تزال تمارس أبشع الجرائم، وتخالف الأعراف والقوانين اليمنية والدولية».
وبحسب الناشط السياسي اليمني، فإن الحوثيين مارسوا «أبشع صنوف الإجرام محليا وإقليميا وبحق الملاحة، مما جعل المليشيات تهديدا عالميا يتطلب تعاونا دوليا في القضاء عليها ودعم الشرعية لاستعادة مؤسسات الدولة المختطفة».
أيلول الأسود
من جانبه، يقول الناشط السياسي اليمني جميل الصامت لـ«العين الإخبارية» إن «يوم 21 سبتمبر/أيلول هو يود أسود ونكبة أضاعت الدولة، وهدمت المؤسسات وانقلبت على الحكم بقوة السلاح».
وأضاف أن انقلاب مليشيات الحوثي «اغتال العملية السياسية في اليمن مما أدخل البلاد نفقا مظلما، حيث سقطت الدولة وسقط القانون واستبيحت البلاد أرضا وإنسانا».
وأوضح أن «هذا اليوم الذي يحتفي به الحوثيون كثورة، هو في الأساس يوم شؤم بالنسبة لليمنيين ويوم كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، كون الجماعة سيطرت على السلطة على غفلة من الزمن».
ويضيف: «هذا اليوم هو يوم كارثي على الشعب اليمني برمته إثر فقد مستقبل البلاد، وتحول جغرافيا اليمن إلى منصة تهديد للإقليم والعالم، عقب استهداف المليشيات المدن والمنشآت المدنية في دول الجوار، والممرات البحرية وتهديد التجارة العالمية».
ساحة حرب
في السياق، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، أن انقلاب مليشيات الحوثي على الدولة اليمنية في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كان نقطة تحول سوداء في تاريخ اليمن الحديث، وأدى إلى تقويض مكتسبات اليمنيين وخلف أكبر مأساة إنسانية في العالم».
وقال في بيان إن «مليشيات الحوثي اقتحمت صنعاء تحت شعارات خادعة عن الشراكة، وإسقاط الحكومة، والإصلاح الاقتصادي، وإلغاء الجرعة، وتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، لكن السنوات الماضية كشفت أن ما جرى لم يكن تلبية لمطالب مشروعة، بل جزءاً من مخطط إيراني توسعي هدفه السيطرة على اليمن وتحويله منصة ضد الجوار وخطوط الملاحة الدولية».
الإرياني أضاف أن «جريمة الانقلاب الغاشم أدت إلى سيطرة المليشيات على مؤسسات الدولة، وأجهزة الجيش والأمن والقضاء، وإلغاء التعددية الحزبية، وإغلاق القنوات والصحف والمواقع الإعلامية، وتحويل مؤسسات الدولة إلى أدوات قمع ونهب لخدمة مشروعها الطائفي المستورد من إيران».
أكبر عملية نهب
وأشار إلى أن المليشيات ارتكبت أكبر عملية نهب في تاريخ اليمن، حيث استولت منذ انقلابها على 103 مليارات دولار من الخزينة العامة والاحتياطي النقدي وأذون الخزانة وحسابات مؤسسات الدولة والإيرادات العامة، وحجبت رواتب الموظفين، وفرضت الجبايات والإتاوات غير القانونية، ودمرت القطاع الخاص، وخنقت النشاط الاقتصادي، مما دفع بالملايين من اليمنيين إلى حافة الفقر والجوع والحرمان.
كما ارتكبت عشرات الآلاف من الانتهاكات بحق اليمنيين، شملت الاعتقال والإخفاء القسري والتعذيب، وتفجير المنازل، وتهجير ملايين السكان، وزرع ملايين الألغام في القرى والمزارع والطرقات، وتجنيد عشرات الآلاف من الأطفال والزج بهم في جبهات القتال.
