مشاركة الرئيس الزُبيدي الثانية في جمعية العموم بالامم المتحدة تعزز شرعية دولة الجنوب على المستوى الدولي
الثلاثاء - 23 سبتمبر 2025 - 12:20 ص
صوت العاصمة/ تقرير / منير النقيب
تتجه الأنظار إلى نيويورك حيث يشارك الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، في أعمال الدورة الـ(80) للجمعية العامة للأمم المتحدة، في خطوة وُصفت بالتاريخية على المستويين الجنوبي والإقليمي.
هذه الزيارة لا تقتصر على كونها مشاركة بروتوكولية في أروقة المنظمة الدولية، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار القضية الجنوبية، وتأكيدًا على أن الجنوب أصبح حاضرًا بقوة على الطاولة الدولية، بعد عقود من التهميش والتغييب.
*أبعاد سياسية ودبلوماسية
يحمل الرئيس الزُبيدي إلى نيويورك ملفات متعددة، في مقدمتها قضية الجنوب وحق شعبه في تقرير مصيره، إضافة إلى الأوضاع الأمنية والإنسانية التي يعيشها المواطن الجنوبي. ومن خلال حضوره في هذا المحفل الدولي، يؤكد أن الجنوب أصبح رقمًا صعبًا في معادلة الحل السياسي باليمن والمنطقة.
وتفتح هذه المشاركة آفاقًا واسعة للتواصل مع قادة الدول الكبرى والمنظمات الدولية المؤثرة، بما يتيح تعزيز الشراكات الاستراتيجية في مجالات الأمن البحري، مكافحة الإرهاب، الاستثمارات، وإعادة الإعمار.
*رسائل للمجتمع الدولي
زيارة الرئيس الزُبيدي للأمم المتحدة تمثل رسالة قوية بأن الاستقرار في اليمن والمنطقة لن يتحقق دون حل عادل وشامل للقضية الجنوبية. فالقضية لم تعد محصورة داخل حدود الجغرافيا، بل أصبحت قضية مطروحة أمام صانعي القرار الدولي، وهو ما يعزز موقع المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف رئيسي في أي تسوية سياسية قادمة.
كما أن لقاءاته المرتقبة مع زعماء دول ومنظمات دولية، ستفتح المجال أمام كسب المزيد من التأييد السياسي والدبلوماسي لمشروع الشعب الجنوبي، ولإيصال صوته بشكل مباشر إلى المجتمع الدولي.
*تعزيز الشرعية الجنوبية
مشاركة الرئيس الزُبيدي في أعمال الدورة الـ(80) تعكس اعترافًا دوليًا متزايدًا بالمجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية شرعية، وتؤكد أن الجنوب بات جزءًا من القرار الدولي، على عكس سنوات ما قبل 2015م. كما أنها تأتي امتدادًا لجولات خارجية سابقة للرئيس، رسخت حضوره كشريك أساسي للمجتمعين الإقليمي والدولي.
*التحديات الأمنية والإنسانية
من المتوقع أن يطرح الرئيس الزُبيدي أمام الجمعية العامة أبرز التحديات الأمنية والإنسانية التي يواجهها الجنوب، داعيًا إلى حشد دعم دولي لمعالجتها. ويشمل ذلك دعم جهود مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية، إضافة إلى تحسين الظروف الإنسانية وتخفيف معاناة الشعب الجنوبي.
*رؤية سياسية واضحة
سيعرض الرئيس الزُبيدي رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي للحل السياسي، المبنية على حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم واستعادة دولتهم. هذه الرؤية باتت تحظى باهتمام وتقدير متزايد من قبل القوى الكبرى والمنظمات الدولية، ما يرفع من فرص اعتمادها كخيار واقعي للحل الشامل في اليمن.
*محطة فارقة في مسار القضية الجنوبية
لا شك أن مشاركة الرئيس الزُبيدي في الدورة الـ(80) للجمعية العامة تمثل محطة فارقة في مسار النضال الجنوبي، حيث ينتقل صوت الجنوب من ميادين التضحيات إلى أروقة القرار الدولي. إنها لحظة سياسية تعكس صمود الشعب الجنوبي وتضحياته، وتجسد انتقال قضيته من مرحلة الدفاع المحلي إلى مستوى التأثير العالمي.
* جنوب جديد
زيارة نيويورك ترسم ملامح مرحلة جنوبية جديدة، تؤسس لواقع سياسي مختلف عنوانه الاعتراف الدولي بالشعب الجنوبي وحقه المشروع.
وهي كذلك مناسبة وطنية تواكب استعدادات الجنوبيين لإحياء الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر المجيدة، والذكرى الـ58 ليوم الاستقلال الوطني 30 نوفمبر، لتؤكد أن الجنوب ماضٍ في طريقه بثبات نحو الحرية والاستقلال.