أخبار محلية



اعتراف القا.تل... ولغة الجسد: قراءة جـ،نائية في جر .يمة اغتـ،يال أفتِهان المشهري

الأربعاء - 24 سبتمبر 2025 - 09:31 م

اعتراف القا.تل... ولغة الجسد: قراءة جـ،نائية في جر .يمة اغتـ،يال أفتِهان المشهري

صوت العاصمة | متابعات | مصطفى محمود

لم يمر وقت طويل على اغتيال الشهيدة أفتِهان المشهري حتى تسرب مقطع فيديو يوثّق اعترافات القاتل، الذي قضى لاحقًا برصاص الحملة الأمنية. لم يكن المقطع مجرد تسجيل عابر، بل كشف عن طبقات خفية في المشهد الجنائي والسياسي بمدينة تعز، وأثار تساؤلات عميقة حول شبكات النفوذ والفساد التي قد تكون وقفت وراء الجريمة. ومن خلال دراستي المتواضعة في لغة الجسد والتحليل الجنائي، حاولت أن أساهم في قراءة محتوى الفيديو عبر الملاحظات الآتية:

1 ــ كان وجه القاتل مرهقًا، كأن الجريمة لم تقتل الضحية فقط، بل أصابته في صميمه. نظراته تتشتت ثم تستقر، كمن يحاول أن يتذكر ما تم تلقينه ليقوله، لا ما حدث فعلًا.

2 ــ جسده يميل إلى الأمام، لا استسلامًا فحسب، بل كمن يطلب الغفران دون أن يملك إرادة الاعتذار.

3 ــ حين ذكر تفاصيل القتل، شدّ زاوية فمه، وانخفضت عيناه، كأن الذنب يثقل عليه أكثر من الكلمات. لكنه حين نطق باسم محمد سعيد قاسم، ارتفعت نبرته واشتدت نظراته، كمن يريد أن يقنع الناس بما يقوله، لا أن يقرّ لهم بالحقيقة؛ يريد أن ينجو لا أن يتطهّر.

4 ــ لم يظهر عليه أي انفعال حين تحدث عن أفتِهان: لا غضب، لا ندم، لا حزن. فقط برودٌ يشبه الجدار، كأن الضحية كانت رقمًا في معادلة، لا إنسانًا في ذاكرة.

5 ــ يداه كانتا تتكلمان أيضًا: فرك متكرر، شدّ للملابس، حركات صغيرة لكنها فاضحة. توترٌ لا يخفيه الصمت، ورأس يتحرك عند ذكر "التحريض"، كمن يربط مصيره برواية يريد لها أن تُصدّق.

6 ــ صوته لم يكن ثابتًا: خافت حين تحدث عن القتل، حاد حين اتهم. هذا التباين ليس صدفة، بل انعكاسٌ لصراع داخلي بين اعتراف فُرض عليه ولا مفر منه، ودفاع يحاول أن يبني جدارًا من الكلمات.

7 ــ لم يكن هناك دافع شخصي واضح: لا ثأر، ولا مرتبات ثلاثة أشهر تبرر القتل. وهذا ما يجعل من القاتل أداة لا فاعلًا. لكنه لم يكن صادقًا تمامًا؛ هناك لحظات تهرّب بصري وانخفاض في الصوت عند النقاط الحرجة، كأن الحقيقة تُروى ناقصة أو تُخفى عمدًا. والملاحظ أن القاتل أثناء تسجيل الفيديو كان واقعًا تحت هيمنة ما.

8 ــ اتهامه محمد سعيد قد لا يكون حقيقيًا؛ ربما كان محاولة ذكية لإلقاء التهمة على شخصية نافذة، لتخفيف الضغط أو لتوجيه التحقيق نحو طريق آخر.

من زاوية جنائية، لا يكفي الاعتراف. يجب أن يُفكك: هل هناك علاقة تبعية؟ هل ثمة دافع خفي؟ هل التوقيت مدروس؟ هل الاسم المذكور جزء من شبكة أم مجرد قناع؟

لغة الجسد تقول إن الرواية ليست كاملة. القاتل بدا كمن يحمل عبء فعل لا يفهمه، أو لا يريد أن يفهمه. كمن استُخدم ثم تُرك ليواجه مصيره وحيدًا.

في النهاية، لم يكن الاعتراف تطهيرًا، بل محاولة لتوزيع المسؤولية. لم يكن القاتل حاقدًا، بل منهارًا. لم تكن الجريمة فعلًا فرديًا، بل مشهدًا مركبًا: فيه السلطة، وفيه التحريض، وفيه ضحية تُغتال مرتين؛ مرة بالرصاصة، ومرة بالتبرير. تعز لا تحتاج إلى سرديات بطولية، بل إلى تحقيق صارم يُفكك الشبكة، ويعيد للعدالة معناها، وللذاكرة كرامتها.

ــــــــــــــــــــــــ
* * تقوم هذه الدراسة على منهجية قراءة وتحليل تتسم بالحياد والموضوعية، وأتحمّل كامل المسؤولية عن سلامة منهجيتها ودقة نتائجها.



الأكثر زيارة


عاجل: أول صورة لوصول جثة قا/تل أفتهان المشهري إلى مبنى محافظ.

الأربعاء/24/سبتمبر/2025 - 12:36 م

وصلت قبل قليل إلى مبنى محافظة تعز جثة المطلوب أمنيًا محمد صادق المخلافي، المتهم باغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة، أفتهان المشهري. وكانت


عاجل: تفاصيل مق/تل محمد صادق المخلافي وآخر أفعاله قبل الوفاة.

الأربعاء/24/سبتمبر/2025 - 12:56 م

صرّح العقيد نبيل الكدهي بأن الحملة الأمنية المشتركة نفذت صباح اليوم عملية محاصرة استهدفت المنزل الذي كان يختبئ فيه المطلوب أمنيًا محمد صادق المخلافي،


اليمن في مواجهة مصيرية أمام الإمارات بكأس الخليج للناشئين.

الأربعاء/24/سبتمبر/2025 - 01:42 م

يخوض منتخب اليمن للناشئين، مساء اليوم الأربعاء، مواجهة حاسمة أمام نظيره الإماراتي، ضمن منافسات الجولة الثانية من بطولة كأس الخليج لكرة القدم تحت 17 عا


شرطة تعز تعلن القبض على بكر صادق سرحان على ذمة اغتيال افتهان.

الثلاثاء/23/سبتمبر/2025 - 09:20 م

أعلنت شرطة محافظة تعز، مساء اليوم الثلاثاء، أن الحملة الأمنية المشتركة تمكنت من ضبط المدعو بكر صادق سرحان، وذلك عقب مداهمة منزله وتفتيشه، في عملية أمن