الأمن البحري والقضية الجنوبية من اولويات اهتمام الرئيس الزُبيدي في نيويورك
الخميس - 25 سبتمبر 2025 - 01:06 ص
صوت العاصمة/ تقرير / رامي الردفاني
منذ سنوات، كان المشهد في الجنوب مختلفا حيث خاضت القوات المسلحة الجنوبية معارك ضارية ضد التنظيمات المتطرفة التي حاولت تحويل محافظات الجنوب إلى بؤر للفوضى والإرهاب ولكن لم يكن الطريق سهلاً أمام تلك التنظيمات المتطرفة أمام بسالة القوات الجنوبية، ولكن جاء ذلك بإصرار القيادة الجنوبية وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، الذي وضع أسسا صلبة لمعادلة جديدة عنوانها حماية الأرض وصناعة السلام.
واليوم، يتكرر المشهد لكن هذه المرة من نيويورك عاصمة القرار الدولي، حيث يشارك الرئيس الزُبيدي في أعمال الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، عضوًا في وفد مجلس القيادة الرئاسي بصفة ممثل عن الجنوب .. وظهوره هناك لم يكن مجرد حضورا عاديا ، بل هو امتداد طبيعي لدورٍ بدأ منذ لحظة تأسيس المجلس الانتقالي، ليوصل صوت الجنوب إلى واحدة من أهم المنصات الدولية.
في سلسلة من اللقاءات الثنائية مع قادة دول مؤثرة – منهم الرئيس السوري أحمد الشرع ، إلى رئيس لاتفيا إدغارز رينكيفيتش، ورئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس وجوردان غرليتش رادمان وزير الخارجية والشؤون الأوروبية في جمهورية كرواتيا وغيرهم من البعثات الدبلوماسية لدول العالم.. بدا واضحاً أن أن الملفات التي حملها الزُبيدي تتجاوز حدود الجنوب فالقضية لم تعد مجرد صراع داخلي، بل مرتبطة مباشرة بالأمن الإقليمي والدولي، خاصة في ظل التهديدات الحوثية المستمرة للممرات البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
الجنوب الذي حمى خطوط الملاحة العالمية من تمدد الجماعات الإرهابية قبل سنوات، يعيد اليوم تذكير العالم بأهمية موقعه الجيوسياسي وهنا يظهر الرئيس الزُبيدي كواجهة سياسية تعكس هذه الحقيقة من دون الجنوب المستقر، لن يكون هناك استقرار في المنطقة بأكملها.
اللقاءات الثنائية في نيويورك لم تقتصر على بحث التحديات الآنية بل تناولت آفاق التعاون الدولي لتعزيز الأمن والاستقرار. وهو ما يؤكده الرئيس الزبيدي أن الدور الذي يلعبه الجنوب لم يعد محصورا في الداخل، بل أصبح جزءً من شبكة أوسع لحماية المصالح الدولية في واحدة من أكثر المناطق حساسية في العالم.
حيث قوبلت مشاركة الرئيس الزُبيدي في الشارع الجنوبي اهتماماً واسع في شبكات التواصل الاجتماعي امتلأت بوسوم داعمة وتفاعلات تعكس إدراك الجنوبيين لحجم ما يمثله حضور قائدهم في هذه المحافل فالأمر بالنسبة لأبناء الجنوب ليس مجرد صورة في نيويورك، بل ترجمة لمسيرة طويلة بدأت في الجبهات وانتهت إلى قاعات الأمم المتحدة.
وبينما تتسابق القوى السياسية على تدوير خطابها أمام المجتمع الدولي، يظهر صوت الجنوب اليوم أكثر وضوحاً وصلابة، محمولاً على تجربة ميدانية في مكافحة الإرهاب وعلى إرادة شعب يطالب بالحرية والسيادة ، والرئيس الزُبيدي، بحضوره في هذه اللقاءات، يثبت أن الجنوب لم يعد متلقيا للقرارات الدولية، بل شريكا في صناعتها.
وفي ظل التحديات الراهنة، يبدو الدور القادم للجنوب أكثر وضوحاً ، إذ يسعى المجلس الانتقالي بقيادة الزُبيدي إلى تعزيز الأمن البحري، وحماية الممرات الاستراتيجية، والمساهمة في صناعة السلام الإقليمي .. فالجنوب، بخبرته الميدانية وموقعه الجيوسياسي، أصبح عنصراً أساسياً لا غنى عنه في أي معادلة للأمن والاستقرار العالمي، ويواصل الرئيس الزبيدي إيصال صوته بقوة إلى صناع القرار العالميين، بما يضمن مستقبلاً أكثر أماناً لشعبه وللمنطقة.