سـ.ـلاح الجو الجنوبي.. ذكرى التأسيس وذاكرة البطولات والامجاد ..
الإثنين - 29 سبتمبر 2025 - 01:11 ص
صوت العاصمة / كتب / فاطمة اليزيدي:
بعد عام من إعلان تأسيس القوات المسلحة الجنوبية 1971م ‘ في حفل مهيب بالكلية العسكرية عدن وبحضور الرئيس سالم ربيع علي ‘ أعلن عن تأسيس سلاح الجو الجنوبي وتحديداً في 28 سبتمبر 1972 ‘ هذه المناسبة العظيمة التي احتفى فيها ابطال قواتنا المسلحة وشعبنا الجنوبي ‘ على وقع ذاكرة حافلة بالبطولات والامجاد ‘ وفي الذكرى ال53 ‘ تتجددً فيه هذه البطولات في الجبهات وفي استراتيجية إعادة البناء لقواتنا المسلحة الجنوبية بمختلف تخصصاتها.
وشهدت القوات الجنوبية بشكل عام وقوات الدفاع الجوي بشكل خاص ‘ تطور ملحوظ على مر السنين ‘ حيث أصبحت قوة ضاربة على مستوى المنطقة نتيجة لتأهيل منتسبيها في الأكاديميات الدولية آنذاك ‘ لتعكس اليوم مستوى التنظيم العالي والانضباط القتالي التي تتمتع به القوات الجنوبية ‘ إضافة الى يقظة المُقاتلين وقدرتهم على التعامل مع مختلف السيناريوهات.
يُعد هذا اليوم من اهم المناسبات الوطنية ‘ التي تحتل مكانة رفيعة في وجدان أبناء الجُنوب ‘ فهو ليس مجرد تاريخ يُسجًل في الذاكرة ‘ بل محطة متجددة لتجديد العهد والوفاء لدماء الشهداء ‘ واستحضار مسيرة طويلة من النضال والكفاح الذي خاضه رجال القوات المُسلحة الجنوبية دفاعاً عن الأرض والهوية والكرامة.
في هذه الساعات ‘ نستذكر بطولات الجيش الجُنوبي التي كانت تُسمع في أصقاع الشرق الأوسط برمته ‘ لنؤكد مدى القوة التي باتت حالياً تمتلكها القوات المُسلحة الجنوبية ‘ بقيادة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي ‘ رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ القائد الأعلى للقوات المُسلًحة الجنوبية.
منذُ تأسيسه ‘ تولًى الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي الإشراف الكامل على عمل القوات الأمنية ‘ ومكافحة الإرهاب ‘ إضافة الى إعادة هيكلتها وتنظيمها بما يُساهم في تعزيز الامن والاستقرار في عموم محافظات الجنوب ‘ وهو يندرج ضمن هدف حماية الجنوب من أيً إعتداء غاشم.
لقد عانى شعب الجنوب من ويلات الإرهاب خلال السنوات الماضية ‘ غير إنه وبعد تحرير الجنوب ‘ وإعادة تشكيل الجيش الجنوبي ‘ إستطاع الجنوب أن يُخمد فتيل الإرهاب المصطنع ‘ الجيش الجنوبي اليوم استطاع استعادة أمجاده الماضية ‘ وصار اليوم قوة عسكرية وأمنية يُحسب لها ألف حساب ‘ في حين نجددً التأكيد على أهمية ثبات القوات المسلحة الجنوبية ‘ وخلفهم أبناء شعب الجنوب ‘ على الأرض ‘ والتمسك بالحق العادل ‘ والمشروع في تقرير المصير ‘ واستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.
ما حدث للقوات المسلحة الجنوبية من تدمير ممنهج شامل ‘ من قبل نظام الاحتلال اليمني أبان حرب 1994م ضد جنوبنا الحبيب بفتاوى تكفيرية تبيح قتل أبناء الجنوب وقواته المسلحة الجنوبية عنوانها (الضم والالحاق) ‘ لاحتلال الأرض وتشريد الانسان ونهب ثرواته ‘ ولم يكتفي نظام صنعاء حينها ‘ بل قام بتسريح وتهميش كوادر جيشنا الجنوبي ‘ بعد ان تم تصفية عدد كبير منه بالاغتيالات والإخفاء القسري وغيرها من أساليب المحتل البغيضة.
منذُ سنوات ‘أثبتت القوات المسلحة الجنوبية جدارتها في مواجهة الإرهاب‘ وامتازت قواتنا المسلحة الجنوبية ‘ بقدراتها العسكرية الضاربة والمدربة بمهارات قتالية عالية على أسس علمية ونظم وطنية بالتأهيل العلمي الحديث الفني والتقني المتطور في أرقى الاكاديميات وكليات الدول الشقيقة والصديقة ‘ وتسلًحت بالأسلحة العسكرية الحديثة التي جعلته قوة ضاربة على الأرض.
الاحتفاء بعيد القوات المسلحة الجنوبية لا يقتصر على الطابع الاحتفالي فقط ‘ بل يحمل رسائل سياسية وعسكرية مهمة ‘ فهو يؤكد أن القوات المسلحة الجنوبية ثابتة على التزامها الوطني ‘ وفي الوقت نفسة منفتحة على الشراكة مع الاشقاء الإقليميين والدوليين ‘ بما يخدم الامن والاستقرار في المنطقة.
كما يعكس هذا اليوم وعياً شعبياً عميقاً ‘ بأن المعركة لم تنتهً بعد ‘ وأن التحديات لا تزال قائمة ‘ مما يتطلب التكاثف خلف القوات المسلحة ‘ لتبقى صمام الأمان والعين الساهرة على مستقبل الجُنوب.
ولا يمكن الحديث عن نجاحات القوات المسلحة الجنوبية ‘ دون الإشارة الى الدعم الكبير الذي قدمة التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ‘ فقد أسهم هذا الدعم في تعزيز قدرات القوات الجنوبية وتمكينها من مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية ‘ والتصدًي للجماعات الإرهابية التي حاولت زعزعة استقرار الجنوب والمنطقة.
مع احتفالات سبتمبر بعيد القوات المُسلحة الجنوبية ‘ تتجددً آمال أبناء الجنوب في استعادة دولتهم كاملة السيادة على حدود ما قبل 1990م ‘ فالجيش الجنوبي يُمثًل السند المكين لشعب الجنوب في معركته التحررية ‘ وهو الركيزة الأساسية التي يقوم عليها مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية الحديثة ‘ التي تضمن العدالة والمواطنية المتساوية والتنمية المستدامة.
أخيراً ‘ إن عيد القوات المسلحة الجنوبية ليسُ مجرد ذكرى ‘ بل هو تجديد للعهد والوعد ‘ بأن يبقى هذا الجيش الحصن المنيع ‘ والعين الساهرة على أمن واستقرار الجنوب ‘ والدرع الواقي لمستقبلة.
فهو جيش الشعب ‘ من الشعب وإلية ‘ سيظل عنواناً للهوية والسيادة ‘ حتى يتحقق حلم الجنوبيين باستعادة دولتهم كاملة السيادة.