شريان الحياة المنسيّ بين الجبال: صرخة من الحقل الأزارق إلى ضمير المنظمات الانسانية الداعمة
الثلاثاء - 30 سبتمبر 2025 - 12:34 ص
صوت العاصمة / الضالع : ذياب الحسيني
في قلب التضاريس الجبلية الوعرة، حيث تتكسر الطرقات على صخور الصبر، وتتعثر الحياة في ممرات النسيان، يشق أهالي بلدة الحقل بمديرية الأزارق في محافظة الضالع طريقًا جبليًا بأيديهم العارية، وعلى نفقتهم الذاتية، متحدّين قسوة الطبيعة وغياب الدولة، في ملحمة إنسانية تجسّد الإرادة المجتمعية حين تنطفئ كل الإمكانيات.
لم يكن المشروع مجرد طريق، بل هو شريان حياة ينبض بالأمل، يربط بين مناطق القفلة، الحقل، جبل بن عواس، عباب، وغيرها من البلدات المحاذية التي تعاني من عزلة قاسية، وانقطاع شبه تام عن أبسط مقومات الحياة. لقد بدأ الأهالي هذا الإنجاز الجبّار بعد أن تقطعت بهم السبل، وعجزوا عن نقل المواد الغذائية، وتأمين احتياجات المرضى وكبار السن، في ظل غياب أي دعم رسمي أو دولي.
إنها ليست مجرد مناشدة، بل نداء إنساني عاجل، يطلقه المواطنون من أعماق الجبال إلى المنظمات الدولية ذات الاختصاص، وإلى السلطات المحلية في الضالع والعاصمة عدن، مطالبين باستكمال ما بدأه أبناء المنطقة، وتوفير الدعم الفني واللوجستي لهذا المشروع الحيوي الذي سيغيّر وجه الحياة في هذه المناطق النائية، ويعيد لها نبضها المفقود.
ففي ظل الانفجار السكاني، وتزايد الاحتياجات، وغياب البنية التحتية، تبرز هذه الطريق كضرورة ملحّة، لا كخيار تنموي. فهي لا تربط فقط بين بلدات مديرية الأزارق، بل تمتد لتصل مديرية المسيمير بمحافظة لحج، ما يجعلها محورًا استراتيجيًا للتنمية، والتواصل، وتسهيل حركة التنقل، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتفعيل عجلة الحياة في منطقة طال انتظارها.
إنها دعوة للضمير الحي، أن يصغي لصوت الجبال، ويستجيب لنداء الإنسان حين ينهض من تحت الركام، ليصنع طريقًا نحو الحياة.