تقارير



الجنوب.. درع الأمن الإقليمي في مواجهة التهـ.ـريب والإرهـ.ـاب الإيـ.ـراني

الجمعة - 03 أكتوبر 2025 - 11:23 م

الجنوب.. درع الأمن الإقليمي في مواجهة التهـ.ـريب والإرهـ.ـاب الإيـ.ـراني

صوت العاصمة/خاص:

يشكّل الجنوب اليوم إحدى النقاط المحورية في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، ليس فقط لكونه يمتلك موقعاً جيوسياسياً حساساً يطل على أهم الممرات البحرية في العالم، وإنما لأنه تحوّل إلى ساحة اختبار حقيقية لقدرة قواته المسلحة والأمن الجنوبية على حماية استقرار الجنوب من جهة، والمساهمة الفاعلة في تحصين الأمن الإقليمي من جهة أخرى.

وفي هذا السياق، يبرز الدور الجنوبي، متمثلاً في قواته المسلحة وأجهزته الأمنية، كقوة صاعدة وفاعلة أثبتت جدارتها في مواجهة أخطر أشكال التهديدات الأمنية، وعلى رأسها شبكات التهريب العابرة للحدود، والتي تمثل أحد الشرايين الحيوية التي تغذّي الميليشيات الحوثية الارهابية بمختلف أنواع السلاح.

منذ السادس والعشرين من يوليو وحتى الثاني من أكتوبر، و بيقضة عالية تمكنت قواتنا المسلحة الجنوبية العسكرية والامنية من إحباط أربع محاولات تهريب نوعية للأسلحة، تفاوتت في حجمها وخطورتها، لكنها جميعاً عكست دلالات استراتيجية بالغة الأهمية.. هذه النجاحات الأمنية لم تكن مجرد عمليات ضبط روتينية، بل هي جزء من معركة أوسع تواصل من خلالها قواتنا المسلحة الجنوبية حماية أمنها القومي، وتعزيز مكانتها كفاعل رئيسي في أمن المنطقة، والتأكيد على أن الجنوب أصبح درعاً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي.

المحاولة الأولى: رأس العارة وباب المندب

في السادس والعشرين من يوليو، تمكنت قوات العمالقة الجنوبية من ضبط قارب بحري محمّل بكميات ضخمة من الذخيرة والقنابل الهجومية في محاولة تهريب عبر رأس العارة بالقرب من مضيق باب المندب.

هذه العملية تحمل في جوهرها أكثر من رسالة.. فمن جهة، تكشف أن شبكات التهريب الحوثية لا تزال تحاول بشكل محموم وخائب إلى اختراق الممرات البحرية الحيوية، ومن جهة أخرى، تؤكد أن قواتنا المسلحة الجنوبية باتت تمارس دوراً مباشراً في حماية واحد من أهم المضايق العالمية الذي يمر عبره أكثر من 12% من التجارة الدولية.

كان من الواضح أن هذه الشحنة، إذا ما وصلت إلى الحوثيين، كانت ستعزز قدرتهم على شن هجمات جديدة تهدد الملاحة الدولية، وتعيد خلط الأوراق في البحر الأحمر.

المحاولة الثانية: شقرة على الساحل الشرقي لأبين

في الأول من أغسطس، نجحت قوات الحزام الأمني في عملية دقيقة عند مثلث شقرة على الساحل الشرقي لمحافظة أبين حيث تمكنت نقطة تفتيش روتينية من اكتشاف خمسين حقيبة ذخيرة مخبأة داخل خزاني وقود لشاحنة كانت في طريقها نحو الحوثيين.

هذه العملية أبرزت أهمية الجهد الأمني على الشريط الساحلي، وتُظهر كذلك أن مليشيات الحوثي الإرهابية تعتمد على أساليب التمويه المعقدة، ما يفرض على قواتنا المسلحة الجنوبية تطوير أدواتها وأساليبها الاستخباراتية والرقابية باستمرار.

المحاولة الثالثة: ميناء عدن والتنسيق المؤسسي

في السادس من أغسطس تمكن جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات الأمن بالتنسيق مع النائب العام ومصلحة الجمارك وأمن المنطقة الحرة بالعاصمة عدن، من ضبط حاويات على متن سفينة تجارية تضم شحنة نوعية شديدة الخطورة.

هذه الشحنة لم تكن مجرد ذخيرة تقليدية، بل ضمت طائرات مسيّرة، وأجهزة لاسلكية، ووحدات تحكم متقدمة للطائرات المسيّرة، إضافة إلى معدات تقنية معقدة، والعملية هنا لم تبرز فقط القدرات الميدانية للأجهزة الأمنية الجنوبية، بل أكدت كذلك فعالية التعاون المؤسسي بين الجهات القضائية والأمنية والجمركية، وهو ما يعكس تطوراً ملحوظاً في القدرات العالية للأمن الجنوبي وقدرتها على إدارة ملفات الأمن القومي وفق مقاربات مؤسسية.

المحاولة الرابعة: 2 أكتوبر والضربة الأكبر

لكن التطور الأخطر تجسد في الثاني من أكتوبر، حين أحبطت الأجهزة الأمنية في ميناء الحاويات بالعاصمة عدن، بإشراف النيابة الجزائية المتخصصة واللجنة الرئاسية المكلفة من الفريق أول عبدالرحمن المحرمي نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، نائب رئيس المجلس الانتقالي، واحدة من أكبر عمليات التهريب العسكري في المنطقة.

فقد جرى ضبط 58 حاوية، تزن مجتمعة أكثر من 2500 طن، كانت محملة بمعدات عسكرية متطورة، ابتداءً من الطائرات المسيّرة ومنصات الإطلاق، وصولاً إلى مصانع وورش كاملة لتصنيع الطائرات المسيرة و الأسلحة، من مخارط و مكابس و مكائن حقن بلاستيك، إلى جانب سبائك الألومنيوم، الصفائح الحديدية، المحركات النفاثة، أجهزة الاتصال والتشويش، الكاميرات الحرارية، وحتى الملابس الواقية للفرق الفنية.

هذه الشحنة، القادمة عبر جيبوتي كانت في طريقها إلى ميناء الحديدة قبل أن تحوّل مسارها إلى ميناء عدن، بسبب حضر دخول السفن إلى ميناء الحديدة كانت ستضاعف من الخطر الإرهابي الذي تمثله مليشيات الحوثي على الامن الملاحي والمنطقة، إذ أنها لم تكن مجرد إمداد عسكري، بل مشروع متكامل لبناء قدرة تصنيع حربي محلي لدى الحوثيين.

الدلالات الإستراتيجية

إن ضبط هذه الشحنة العملاقة يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن إيران ما زالت المزود الرئيس لمليشيات الحوثي بأحدث منظوماتها العسكرية. ورغم كل الدعايات الحوثية حول “الاكتفاء الذاتي” والتصنيع المحلي، فإن الحقائق الميدانية تكشف أن الميليشيا تعتمد اعتماداً كاملا على الدعم الإيراني، ليس فقط في السلاح، بل في الخبرات الفنية والتقنية.

وبالتالي كان إدخال معامل ومعدان تصنيع الطائرات المسيّرة والأسلحة سيمنح المليشيات قدرة على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وتعزيز معادلة “منع الوصول/منع المناورة” (A2/AD)، وهو ما يشكل خطراً استراتيجياً يتجاوز حدود اليمن ليهدد الأمن الإقليمي والدولي برمته.

الجنوب كفاعل أمني إقليمي

تُظهر هذه النجاحات الأمنية أن الجنوب بات فاعل إقليمي مؤثر يسهم في حماية الممرات البحرية الدولية، ويقف في خط المواجهة الأول ضد مشاريع إيران الإرهابية في المنطقة إذ بات من الواضح وبجلاء أن قواتنا المسلحة الجنوبية بمختلف تشكيلاتها وصنوفها الامنية والعسكرية، تملك من اليقظة والكفاءة ما يؤهلها للقيام بدور استراتيجي لا يقل أهمية عن أدوار القوى الإقليمية الكبرى

الرسائل الإقليمية والدولية

أولاً: الرسالة إلى إيران وحلفائها واضحة: الجنوب لن يكون ساحة مفتوحة للتهريب بل مقبرة للغزاة.
ثانياً: الرسالة إلى المجتمع الدولي، وخاصة الدول المعنية بأمن الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، هي أن الجنوب يملك القدرة والإرادة للمشاركة بفعالية في تحصين الأمن البحري الدولي.
ثالثاً: الرسالة إلى الداخل الجنوبي هي أن بناء قواتنا الأمنية والدفاعية أثبت جدواه وها نحن ننعم بثماره أمن واستقرار.

وخلاصة لما سبق فإن العمليات الأربع التي جرت بين 26 يوليو و2 أكتوبر لا يمكن النظر إليها باعتبارها مجرد نجاحات متفرقة، بل هي تعبير عن مسار استراتيجي متكامل.. فقواتنا المسلحة الجنوبية أثبتت أنها لم تعد تكتفي برد الفعل، بل باتت قادرة على المبادرة وقطع شرايين التهريب الحيوية التي تشكل العمود الفقري لقدرات مليشيات الحوثي العسكرية.

وهذا بدوره يعزز مكانة الجنوب كركيزة أساسية في معادلة الأمن الإقليمي والدولي، ويؤكد أن معركة الجنوب لاستعادة دولته كاملة السيادة هي في جوهرها معركة من أجل استقرار المنطقة بأسرها.

إن يقظة قواتنا المسلحة الجنوبية، وتكامل مؤسساتها الأمنية والنجاحات النوعية في مواجهة التهريب، تشكل اليوم أهم عوامل الردع في وجه المشروع الإيراني ومليشياته الارهابية في المنطقة.

ومن هنا، يمكن القول إن الجنوب بات أكثر من أي وقت مضى حجر الزاوية في معركة حماية الممرات البحرية، وصون الأمن الإقليمي، والتصدي لشبكات التهريب التي تمثل التهديد الأخطر على الاستقرار في البحر الأحمر وخليج عدن.






الأكثر زيارة


إسر..ائيل تعلق على رغبة إير..ان بنقل العاصمة من طهران.

الجمعة/03/أكتوبر/2025 - 06:23 م

علقت وزارة الخارجية الإسرائيلية، يوم الجمعة، على مساعي إيران لنقل العاصمة من طهران. ونشر حساب الخارجية الإسرائيلية باللغة الفارسية تدوينة على منصة "إك


محطة "هايم غاز كو" لتعبئة الغاز المنزلي والسيارات تفتتح في ا.

الخميس/02/أكتوبر/2025 - 11:46 م

​افتُتحت اليوم محطة "هايم غاز كو" لتعبئة الغاز المنزلي والسيارات في منطقة المشروع بـالممدارة بمديرية الشيخ عثمان، وذلك بحضور الأستاذ أحمد عبدالله هايم


وفد الانتقالي الجنوبي يقدّم إحاطة حول التطورات اليمنية للكون.

الجمعة/03/أكتوبر/2025 - 02:16 م

عقد وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة محمد الغيثي عضو هيئة رئاسة المجلس، سلسلة لقاءات مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس الأمريكي، وذلك ف


انتقالي حريضة يدشّن توزيع الحقائب المدرسية على الطلاب.

الجمعة/03/أكتوبر/2025 - 12:01 ص

دشّنت القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية حريضة بمحافظة حضرموت، أمس الخميس، توزيع الحقائب المدرسية، وذلك في إطار جهودها لدعم العملية ال