الجنوب العربي… شعلة الثورة ونبض الكرامة
الثلاثاء - 07 أكتوبر 2025 - 11:45 م
كتب / عبدالسلام محمد قاسم
ها هو أكتوبر المجيد يعود ليُشرق من جديد، حاملاً معه رائحة البارود وعبق الكفاح، ليُذكّر الأجيال بواحد من أعظم الأيام في تاريخ الجنوب العربي، يوم الرابع عشر من أكتوبر عام 1963م، حين تفجرت الثورة المباركة من جبال ردفان الشامخة، معلنةً ميلاد فجر الحرية، وبزوغ عهد الكرامة والسيادة.
كانت ثورة أكتوبر لحظة فارقة في مسيرة شعبٍ أبى الخضوع، ورفض الاستبداد والهيمنة، لتتحول الشرارة الصغيرة إلى نارٍ أحرقت جذور الاستعمار، حتى تحقق النصر العظيم في الثلاثين من نوفمبر 1967م، يوم ارتفع علم الجنوب عاليًا في سماء عدن ودوّى الهتاف الخالد:
تحيا الحرية… يسقط الاستعمار!
الجنوب… مهد الأبطال ومنبع الكرامة
منذ ذلك اليوم الخالد، ظل الجنوب العربي وفيًّا لتاريخه النضالي، متمسكًا بحقّه في الحياة والكرامة والسيادة. واليوم، ونحن نحيي ذكرى ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة، تتجدد فينا الروح الثورية، ويعلو النداء من جديد:
نحو الاستقلال الثاني… نحو جنوبٍ حرٍ شامخٍ مستقل.
إنّ المشاركة في هذه الذكرى ليست مجرد احتفالٍ عابر، بل موقف شرفٍ ووفاءٍ لدماء الأبطال الذين رَوَوا تراب الجنوب بدمائهم الطاهرة. فهي مناسبة نجدد فيها العهد بأنّ راية الجنوب لن تنكسر، وأنّ الكفاح سيستمر حتى يتحقق حلم الأجيال القادمة بوطنٍ آمنٍ، عزيزٍ، مستقل.
ثورة تتجدد في الوجدان
يا أبناء الجنوب…
لتكن ثورة 14 أكتوبر نبراسًا يضيء الدروب، ولنجعل من 30 نوفمبر موعدًا دائمًا لتجديد العهد بالحرية والكرامة.
من ردفان إلى عدن، ومن حضرموت إلى المهرة، ومن شبوة إلى الضالع، يتردد النداء الجنوبي العريق:
الجنوب العربي... أرض الثورة والكرامة، ومهد الأحرار والأبطال!
أكتوبر المجيد… فجر الحرية ورمز النضال
لم تكن ثورة أكتوبر حدثًا عابرًا في صفحات التاريخ، بل كانت ميلاد أمة وصرخة حق في وجه الطغيان.
ففي ذلك اليوم العظيم، انتفض الأحرار ضد الاحتلال دفاعًا عن الكرامة والحرية والهوية الوطنية، فكانت ريح أكتوبر الزكية تعبق بدماء الشهداء، وتورق بالأمل والنصر في أرجاء الجنوب.
وستظل ثورتنا حية متجددة، جذورها مغروسة في أعماق القلوب، كتبتها أيادي الآباء والأجداد بدمائهم الزكية، ويحتفي بها الأبناء بكل فخرٍ واعتزازٍ، كأحد أعظم الأحداث التي رسمت ملامح التاريخ الجنوبي الحديث.
رسالة وفاء للأبطال
إنّ أكتوبر ستبقى ثورة المجد والعزّة، وشعلةً تهدي الأحرار طريق الخلاص من الظلم والاستبداد.
وما دام في الجنوب قلوبٌ تنبض بالإيمان والكرامة، فسيظل الأمل متجددًا، والراية مرفوعة، والنصر قاب قوسين أو أدنى.
المجد للثوار... والخلود للشهداء... والنصر الحتمي للجنوب العربي