قيادة الخطوط الجوية اليمنية .. صمود في وجه الكارثة وانجازات تستحق الثناء
الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - 07:47 م
صوت العاصمة | خاص | عادل حمران
تعرضت الخطوط الجوية اليمنية لأقسى ضربة في تاريخها في أواخر مايو 2025، تمثلت في تدمير طائرات الاحتلال الصهيوني، أربع من طائرات أسطولها في مطار صنعاء الواقع تحت سيطرة مليشيات الحوثي، هذه الكارثة التي سببت خسائر مادية ضخمة، وضعت إدارة الشركة أمام تحديات غير مسبوقة، لم تقتصر على الخسائر المادية فقط؛ بل تفاقمت جراء عجز الشركة عن الإيفاء بجدول رحلاتها وضغوطها الكبيرة لتلبية حاجة المسافرين، وخاصة بعد تحويل مسار الرحلات الدولية من صنعاء إلى مطاري سيئون وعدن.
وزادت الأزمة تعقيداً بسبب قيام مليشيا الحوثي بتأميم أموال الشركة المودعة في بنك صنعاء المركزي، لكن إدارة الشركة بقيادة رئيس مجلس الإدارة الكابتن ناصر حمود ونائب المدير للشؤون التجارية الأستاذ محسن حيدره، لم ترفع راية الاستسلام، وسارعت حينها لوضع خطة استباقية شملت جدولة رحلات إضافية لامتصاص زخم المسافرين في عدد من المطارات، إضافة إلى نجاح ادارة الشركة بفتح خطوط جوية جديدة لربط اليمن بمزيد من المطارات الدولية وشراء طائرة جديدة تم إضافتها إلى أسطول الشركة.
كما عملت الإدارة على تسيير رحلات داخلية منتظمة لتخفيف معاناة المسافرين بين المطارات المحلية كـ عدن والمهرة والريان وسيئون و سقطرى وشبوة، وقريباً المخاء، و لم تقتصر هذه الإنجازات على تذليل صعوبات السفر فحسب، بل أسهمت كذلك في خلق فرص عمل جديدة للشباب ضمن طواقم الشركة والمطارات المحلية، ويُعزى جزء كبير من هذا الصمود والنجاح إلى حسن اختيار الكابتن ناصر حمود لطواقمه، وعلى رأسهم الأستاذ محسن حيدره، فمنذ توليه منصب نائب المدير للشؤون التجارية، استطاع عمل إنجازات ملموسة حيث فتح آفاق جديدة للشركة، مستندًا إلى خبرته الطويلة وعلاقاته الطيبة داخل وخارج الوطن.
ويعد الاستاذ محسن حيدره نموذجًا للكفاءة المهنية والأخلاق العالية، إضافة إلى حرصه على مساعدة الجميع وحرصه الدائم على تذليل كافة الصعوبات امام جمهور المسافرين وخصوصا المرضى في كل ربوع الوطن، فيشهد له الجميع بانه لم يتردد قط عن خدمة اي مواطن وصل اليه او تواصل معه بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو جهوية، وهذا ما جعله محل اعتزاز وتقدير الجميع، الذين يتذكروه دائماً بكل كلمات الشكر والثناء نظير تواضعه ومواقفه النبيلة.
بعد هذا السرد ادرك جيدا بان اجد بعض الرفاق يردون بتعليقات قاسية حول كل ما ورد بسبب غلاء قيمة تذاكر السفر، ولكنني اتفهم جدا غضبهم من ارتفاع أسعار التذاكر وهو غضب مبرر، وخصوصا وأنهم لا يعلمون بأن الشركة ملزمة بتكاليف مالية إضافية لا تدفعها غالبية شركات الطيران الأخرى، وهذه الرسوم تُدفع لعدة جهات، منها وزارة الإدارة المحلية والمطارات الدولية، وقد تصل إلى أكثر من 150 دولارًا عن كل مسافر، وتنعكس هذه التكاليف الإلزامية على سعر التذكرة النهائي الذي يدفعه المسافر، وهي مشكلة لن تُحل جذريًا إلا بـ استقرار الأوضاع العامة في البلاد برمتها.