ثورة 14 أكتوبر .. مجد يتجدد في الضالع وحضرموت وعهدٌ يكتب فجر الجنوب القادم
الجمعة - 10 أكتوبر 2025 - 11:29 م
صوت العاصمة / تقرير / رامي الردفاني
تطلّ على شعب الجنوب الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر هذا العام بوهج مختلف، فالمناسبة لم تعد مجرد احتفالاً تقليدياً بحدث تاريخي مضى، بل تحوّلت إلى رمزٍ متجددٍ للمسار الجنوبي الذي يريد يستعيد هويته، ويعيد رسم خريطة مستقبله بخطوطٍ واضحة الملامح.
كما تمثل ذكرى 14 أكتوبر ليست ذكرى عابرة، بل فجر جديد في أفق الجنوب، كما وصفها ناشطون جنوبيون على منصات التواصل، مؤكدين أن الجنوب “يكتب بيده الآن ما بدأه أجداده في جبال ردفان”.
كما ان احتفالات بذكرى 14 أكتوبر هذا العام في الضالع وحضرموت تعبران عن ، مهد الثورة وعمق الهوية الجنوبية وذاكرة الكرامة، مما يتقاطع التاريخ بالحاضر في مشهدٍ تاريخي نابضٍ بالحرية والكرامة.
فاختيار المحافظتين لإحياء المناسبة لم يكن قرارا عابرا، بل رسالة سياسية وثقافية تقول للعالم ان المشروع الجنوبي لم يكن يوما نزوة، بل إرادة راسخة تمتد من ردفان حتى المكلا والمهرة وسقطرى.
وفي فجر الرابع عشر من أكتوبر 1963، دوّت رصاصة راجح بن غالب لبوزة في جبال ردفان، لتعلن ميلاد الثورة ضد الاحتلال البريطاني و كانت مثابة الشرارة الأولى التي أطلقت ملحمة كفاح امتدت حتى فجر الثلاثين من نوفمبر 1967، حين رفرف علم الاستقلال في سماء العاصمة عدن .. أن تلك اللحظة، كما يصفها المؤرخون، لم تكن مجرد مواجهة استعمار بريطاني بل كانت بداية تشكّل الوعي الجنوبي بهويته وحقه في تقرير مصيره، وهي الذاكرة التي يستدعيها الجنوبيون اليوم في خطابهم السياسي ومشاريعهم الوطنية.
كما ان الاحتفال هذا العام بشعار “أكتوبر مجيد… عهد جديد” لم يكن مجرد عنوان، بل تلخيص لمسيرة طويلة من النضال والتحول .. كما أن كلمة “مجيد” هي كلمة اعتراف بالماضي وتضحيات الأجداد، و“عهد جديد” هي وعدُ الحاضر بالعمل والبناء. في الميادين والساحات، يتلاقى جيل الثورة الأول بجيل الاستقلال الثاني، في لوحة تجمع الوفاء بالعزيمة، والمجد بالإرادة.
كما أن الشارع الجنوبي يقرأ هذه الذكرى بروح مختلفة فالتغريدات والبيانات القادمة من عدن، الضالع، وسقطرى، وحتى من أبناء الجنوب في المهجر، تتقاطع جميعها عند معنى واحد: أن الجنوب اليوم ليس في موقع الذكرى فقط، بل في موقع الفعل والتحول السياسي والعسكري والفكري والثقافي.
"تفاعل إعلامي "
حيث كتب في هذا الصدد، الصحفي الجنوبي صالح أبو عوذل قائلاً : أن ثورة 14 أكتوبر لم تنتهِ، هي مستمرة في الوعي والهوية وفي ملامح كل جندي جنوبي يدافع اليوم عن أرضه.”
كما غرد الصحفي منصور صالح في حسابه على منصة (x) تويتر سابقاً قال فيها “ حين أطلقت ردفان شرارتها لم تكن تملك إلا الإيمان، واليوم نملك الإيمان والقدرة معًا… الجنوب يمضي نحو استعادة دولته بثباتٍ ووعي.
أما الصحفية هند العولقي فكتبت في حسابها على تويتر قالت : إن حضرموت اليوم لا تحتفي بذكرى أكتوبر فقط، بل تؤكد أن الجنوب لا يُختصر في مدينة، بل في وطن يتشكل من ذاكرة مشتركة وهدف واحد وهو استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
" الضالع وحضرموت .. بين المجد والعهد"
كما ان الضالع، التي صارت رمزا للصمود العسكري والسياسي، تكتسب المناسبة فيها طابعاً ثوريا مضاعفاً .. فهنا بدأ الحلم، وهنا يستمر الامتحان
وفي حضرموت، حيث تتلاقى الذاكرة بالتطلعات الشعبية ، وفي ذلك الوهج الشعبي تحوّل الاحتفاء إلى تظاهرة فكرية وثقافية، تؤكد أن الجنوب بكل تنوعه الجغرافي والإنساني يندمج في مشروع وطني واحد يضع أسس الدولة المنشودة.
" من الذاكرة إلى الفعل"
إن الذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر، إذن، ليست وقفة تأمل في الماضي، بل إعلان انطلاق جديد نحو الجنوب الذي يطلب ذاته بكامل هيبته ووعيه
جنوبٌ يسعى إلى بناء دولة عادلة، تستلهم قيم الثورة الأولى، لكنها تخطو بخطابٍ عصري ومسار مؤسسي يواكب المتغيرات الإقليمية والدولية.
حيث، تبقى ثورة أكتوبر، بعد أكثر من ستة عقود، ليست ذكرى فقط، بل مسيرة وعي وهويةٍ وفجرٍ يتجدّد حتى تحقيق استعادة دولة الجنوب العربي بالبسط على كافة ترابها الطاهر.