انخفاض عناصر أساسية في الدماغ يرتبط بأحد أشد الاضطرابات النفسية
السبت - 11 أكتوبر 2025 - 03:53 ص
صوت العاصمة: istock
توصل باحثون من جامعة كينغز كوليدج لندن إلى علاقة لافتة بين الإصابة بالفصام واضطراب مستويات عنصر الحديد والميالين في مناطق محددة من الدماغ؛ ما قد يفتح الباب أمام فهم أعمق لهذا الاضطراب النفسي المعقد.
ويُعرف الفصام بأنه من أشدّ الاضطرابات النفسية تأثيرًا، إذ يسبب الهلوسة واضطراب التفكير والكلام وصعوبة التركيز، بما ينعكس سلبًا على حياة المريض اليومية.
ورغم الدراسات العديدة حوله، لا تزال أسبابه البيولوجية الدقيقة غامضة إلى حد كبير.
الدراسة التي نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry استخدمت تقنيات متقدمة للتصوير بالرنين المغناطيسي، مكّنت العلماء من قياس مستويات الحديد والميالين في أدمغة 85 مريضًا بالفصام و86 شخصًا سليمًا.
وتبيّن وجود انخفاض ملحوظ لهذين العنصرين في مناطق دماغية رئيسية مثل النواة الذنبية والبطامة والكرة الشاحبة، وهي مناطق تتحكم بالعمليات العصبية والحركية وتحتوي على خلايا دبقية مسؤولة عن إنتاج الميالين.
وأوضح الدكتور لوك فانو، قائد الفريق البحثي، أن "الحديد عنصر أساسي في عمل الدماغ، لكن أي خلل في مستوياته يمكن أن يؤدي إلى تلف عصبي، لذلك يجب أن تبقى نسبه متوازنة بدقة". وأشار إلى أن التفاعل بين الحديد والميالين قد يفسّر التباين في نتائج الدراسات السابقة حول الفصام.
وتكمن أهمية هذه النتائج في تسليط الضوء على دور الخلايا الدبقية قليلة التغصن، التي تستخدم الحديد لإنتاج الميالين المسؤول عن حماية الألياف العصبية، وأي خلل في هذه العملية قد يكون من جذور المرض.
وقد أعلن الفريق البحثي عن خططه لتوسيع الدراسة لتشمل مرضى الاضطراب ثنائي القطب، إلى جانب أشخاص معرضين للإصابة بالفصام، بهدف التحقق مما إذا كان اختلال الحديد والميالين يمكن أن يكون مؤشرًا مبكرًا على تطور المرض.
ويأمل العلماء أن تقود هذه الاكتشافات إلى تطوير علاجات جديدة تركز على إصلاح الميالين أو تنظيم مستويات الحديد في الدماغ؛ ما قد يغير مستقبل علاج الفصام ويمنح المصابين به فرصة لحياة أفضل.