أكتوبر ذاكرة ثورية تتجدد : "المرأة والرجال" أشعلوا معا فجر التحرير
الإثنين - 13 أكتوبر 2025 - 10:56 ص
صوت العاصمة | كتب |نور علي صمد :
مع حلول الذكرى الثانية والستون لثورة الرابع عشر من أكتوبر العام 1963م يستعيد شعبنا واحدة من أكثر الصفحات إشراقًا في تاريخهم الوطني.
فقد شكّلت ثورة أكتوبر منعطفًا حاسمًا في مسار مقاومة الاستعمار البريطاني إذ انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء في جنوب بلادنالتفتح طريق التحرير بعد احتلال دام منذ العام 1839م.
فثورة اكتوبر كانت نتاج تراكم نضالي طويل غذّته مشاعر الرفض الشعبي للهيمنة الاستعمارية وتنامي الوعي القومي عقب الثورات العربية المجاورة.. وبفضل تلاحم القوى الوطنية تزايدت العمليات الفدائية في عدن وأبين ولحج والضالع وصولًا إلى طرد آخر جندي بريطاني في ال 30 من نوفمبر العام 1967م وإعلان الاستقلال.
وفي خضم هذا النضال والتحرر لم تكن المرأة اليمنية مراقبًا صامتًا لأحداث الثورة بل شريكًا فاعلًا في مساراتها التنظيمية والميدانية وكان حضورها بارزا حيث ساهمت في إيصال الرسائل والأسلحة للمقاتلين سرًّا واسعاف الجرحى وتوفير المأوى للثوار والمشاركة في المظاهرات والعمل التعبوي الشعبي.
كما عملت على تشجيع الرجال والشباب على الالتحاق بصفوف المقاومة وبرزت أسماء نسائية في عدن وردفان وأبين أدّين أدوارًا بطولية لا تزال الذاكرة الشعبية تحفظها رغم غياب التوثيق الرسمي الكافي.
ان احتفالنا اليوم بهذه الذكرى الغالية على قلوبنا جميعا هو بالتاكيد تعبير متجدد عن الفخر بتضحيات الآباء والأمهات والإيمان بقيمة السيادة والوحدة الوطنية.واستلهام دروس الصمود والعزيمة في مواجهة التحديات.
وختاما نقول ان ثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة العام 1963م لم تكن حدثًا عابرًا بل منعطفًا تاريخيا كبيرا غيّر وجه جنوب الجزيرة العربية ورسّخ مسار التحرر العربي. وبرغم الظروف التي تمر بها بلادنا تبقى روح ثورة أكتوبر الخالدة حيّة كرمز للكرامة الوطنية والإرادة الشعبية ولحضور المرأة والرجل كتوأم في معركة التاريخ