أخبار محلية

في ذكرى أكتوبر المرقشي من على سرير المرض: الوحدة الجنوبية ليست خيارًا بل ضرورة

الثلاثاء - 14 أكتوبر 2025 - 02:21 ص

صوت العاصمة/ خاص

في غرفة مستشفى تعلوها همسات الألم، يرقد المناضل أحمد عمر عباد المرقشي، "عميد الأسرى الجنوبيين"، ليسجل من على فراش المرض فصلًا جديدًا من فصول عطائه، حاملاً في ذاكرته تاريخًا حافلاً يمتد من ساحات القومية العربية إلى سجون صنعاء لأجل القضية الجنوبية.

مسيرة نضال متشعبة الجذور

لم تبدأ مسيرة المرقشي النضالية من سجون صنعاء، بل تمتد جذورها إلى حقبة النضال القومي العربي. ففي شبابه، شارك ضمن كتيبة "الجليل" في معركة الكرامة الخالدة في لبنان عام 1982، مدافعًا عن فكرة العروبة الموحدة ضد العدوان. هذه التجربة صقلت لديه مبكرًا مفاهيم النضال والتضحية، ووسعت من أفق قضيته لتمتد من المحيط إلى الخليج.

ولم تقتصر مسيرته على النضال المسلح، فقد كان للمرقشي دور بارز في "إصلاح ذات البين" محليًا، حيث عمل طويلاً وسطي، يستند إلى حكمته وعدله في حل النزاعات ومدّ جسور المصالحة بين الأفراد والقبائل، مما أكسبه احترامًا واسعًا جعل من كلمته صوتًا يوثق به.

النداء الأخير من فراش المرض: حكمة رجل وهمامة أمة

اليوم، من على فراش المرض في عدن، وحالته الصحية الحرجة تتراوح بين الجلطة الدماغية و السكر والضغط وغيرها ، يوجه المرقشي في ذكرى ثورة 14 أكتوبر خطابًا يجمع بين حكمة الشيخ وروح الثائر وخبرة المصالح:

� رص الصفوف وتوحيد الكلمة: ينادي بعقلية من خاض غمار الوحدة والفرقة، داعيًا إلى توحيد كل المكونات تحت مظلة القضية الجنوبية، مستحضرًا دروس الماضي القومي والوطني.
� المصالحة الوطنية الشاملة: يرى في المصالحة ضرورة استراتيجية، مستندًا إلى خبرته الطويلة في إصلاح ذات البين، لبناء جبهة داخلية قوية.
� الدعوة إلى التسامح: بتأمل الحكيم، يذكر الجميع بأن "الدنيا زائلة"، وأن الخلافات لا يجب أن تطغى على الهدف الأكبر المتمثل في التحريروالاستقلال.
� استحضار روح أكتوبر: يجدد الدعوة إلى ترجمة إرث ثورة 14 أكتوبر إلى واقع ملموس، لضمان غد أفضل للأجيال.

من سجن صنعاء إلى مستشفى عدن: مسيرة لا تتوقف

قضى الرجل ما يقارب عقدًا في سجون صنعاء بسبب نشاطه في الحراك الجنوبي، قبل أن يطلق سراحه عام 2019. اليوم، وهو يواجه مرضه العضال، يواصل نضاله بسلاح الكلمة المستمدة من رصيد نضالي حافل بالعطاء.

خاتمة: دروس المسيرة الطويلة

مسيرة أحمد المرقشي - من الكرامة إلى السجن إلى فراش المرض - تقدم درسًا شاملاً: أن النضال الحقيقي هو سلسلة متصلة، تبدأ بالبندقية دفاعًا عن الكرامة، وتمر بالسجن دفاعًا عن الهوية، وتنتهي بالحكمة والكلمة دفاعًا عن الوحدة والمستقبل. إنها دعوة لتوحيد الجهود مستلهمة دروس الماضي، لصنع غدٍ يليق بتضحيات الأمس وآمال الغد.