الزبيدي يجسد نهج التسامح والتلاحم لبناء وطن جنوبي موحد
الخميس - 16 أكتوبر 2025 - 04:34 ص
كتب : عبدالسلام محمد قاسم
في مشهد سياسي يبعث برسائل إيجابية إلى الداخل والخارج، تتجلى ملامح مرحلة جديدة من التوافق الجنوبي عنوانها التسامح والوحدة، يقودها بحكمة واقتدار الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي.
فقد أثبت الزبيدي أن وحدة الصف الجنوبي ليست شعارًا يُرفع في المناسبات، بل قناعة راسخة ونهج عمل يومي يسعى من خلاله إلى ترميم النسيج الوطني الجنوبي وردم أي صدوع خلفتها سنوات الانقسام والتباعد السياسي.
وتأتي زيارة الرئيس الزبيدي إلى القائد صلاح الشنفرة في منطقة غول سبوة تجسيدًا حيًّا لسياسة اليد الممدودة والتواصل الأخوي بين القيادات الجنوبية. فهي ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل خطوة تحمل في جوهرها رسالة وحدة وتلاحم مفادها أن الجنوب يسع الجميع، وأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية طالما أن الهدف واحد والمصير مشترك.
منذ انطلاق المشروع الوطني الجنوبي، أدرك الرئيس الزبيدي أن التسامح هو حجر الزاوية لبناء الثقة، وأن الحوار الصادق هو الطريق الأقصر للوصول إلى التفاهم والتكامل بين مختلف المكونات السياسية والعسكرية.
وقد عبّر عن ذلك في كلمته الشهيرة عندما قال:
"من لم يأتِ إلينا سنذهب إليه."
كلمة تختصر فلسفة القيادة الحكيمة في السعي نحو الجميع بلا استثناء، وترسخ مبدأ أن الجنوب لا يُبنى بالإقصاء، بل بالشراكة والتعاون.
إن هذا النهج المتزن الذي يسير عليه الرئيس الزبيدي اليوم يعيد للجنوب وجهه المشرق وروحه الجامعة، ويعزز من تماسك جبهته الداخلية في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية. فبقدر ما تتوحّد القيادة، تتقوّى الجبهة، ويتعزّز الموقف التفاوضي والسياسي للجنوب في كل المحافل.
اللحمة الوطنية ليست ترفًا سياسيًا، بل ضرورة وجودية في هذه المرحلة الدقيقة. والرئيس الزبيدي، بوعيه وإيمانه العميق بعدالة القضية الجنوبية، يدرك أن المصالحة هي الجسر نحو المستقبل، وأن وحدة الصف هي الضمان الحقيقي لتحقيق تطلعات الشعب الجنوبي في الحرية والسيادة وبناء دولته المستقلة.
خاتمة
إن ما يصنعه الرئيس عيدروس الزبيدي اليوم ليس مجرد خطوات سياسية، بل زرع لجذور الثقة وبناء لجدار الوحدة الوطنية الجنوبية الذي لن تهزه رياح الخلاف. فحين تتوحد القلوب، تتماسك الصفوف، ويولد الجنوب الجديد من رحم التسامح والتلاحم، قويًا بعزيمة رجاله ومخلصًا لقضيته العادلة تحت راية واحدة وقيادة وطنية حكيمة.