الشراكة الجنوبية الإماراتية.. نموذج للتكامل الإنساني والتنمية المشتركة
السبت - 18 أكتوبر 2025 - 11:30 م
صوت العاصمة/ متابعات
تُعد الشراكة بين الجنوب والإمارات واحدة من أبرز النماذج العربية في التعاون القائم على المصالح المشتركة والرؤية الواحدة لمستقبل يسوده الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
أثبتت هذه العلاقة، الممتدة جذورها منذ عقود، أنها ليست مجرد تعاون سياسي أو اقتصادي، بل هي شراكة إنسانية وتنموية عميقة تعكس وحدة المصير بين الجانبين.
ومنذ انطلاق العمليات الإغاثية والإنسانية الإماراتية في محافظات الجنوب، برزت دولة الإمارات كركيزة دعم رئيسية في مواجهة التحديات المعيشية والإنسانية التي خلّفتها الحروب والأزمات.
وقدمت الإمارات عبر مؤسساتها الإغاثية، وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مشاريع نوعية أسهمت في إعادة الأمل للآلاف من الأسر، سواء عبر إعادة تأهيل المدارس والمستشفيات، أو توفير الغذاء والمياه، أو دعم الطاقة والخدمات الأساسية.
هذه الجهود لم تكن مجرد مساعدات طارئة، بل جسدت رؤية استراتيجية لإعادة بناء الإنسان الجنوبي وتحسين جودة الحياة في مدنه وقراه.
ومن الناحية السياسية والمجتمعية، عززت تلك المساعدات جسور الثقة المتبادلة، ورسخت قناعة لدى أبناء الجنوب بأن الشراكة مع الإمارات تقوم على مبادئ الأخوة والمصير المشترك، لا على المصالح الآنية.
فالإمارات دعمت الجنوب في مراحل صعبة، وشاركت أبناءه معركة الدفاع عن الأرض والهوية، ما جعل العلاقة بين الطرفين تتجاوز إطار الدعم إلى مستوى التحالف القائم على الاحترام والتكامل.
كما أن النجاحات الميدانية للمشاريع الإماراتية في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية ساهمت في تنمية قدرات المجتمع الجنوبي وتهيئة بيئة مواتية للاستقرار، وهو ما يعزز مكانة الجنوب كشريك فاعل في الإقليم قادر على تحقيق الأمن والتنمية معاً.
استمرار هذه الشراكة يمثل ركيزة محورية في معادلة الاستقرار الإقليمي، ويؤكد أن العلاقة بين الجنوب والإمارات ليست ظرفية أو مؤقتة، بل هي علاقة إستراتيجية تؤسس لمستقبل مزدهر يسوده السلام، ويقوم على التعاون، والتكامل، والوفاء المشترك بين الأشقاء.