حين يكون الغياب كرامة
الإثنين - 20 أكتوبر 2025 - 01:13 ص
كتب : عبدالسلام محمد قاسم
في حياةٍ يزدحم فيها الزيف وتبهت فيها القيم، يصبح الغياب أحياناً موقفًا أكثر من كونه ابتعادًا،فليس كل من يغيب قد رحل، بل بعض الغياب احترام للنفس، وصون لما تبقّى من شعورٍ جميل لا يريد أن يُدنَّس.
كم من حضورٍ يُطفئ وهجك في عيون الآخرين، وكم من غيابٍ يعيد لك قيمتك في صمتٍ مهيب.
الكرامة ليست صخبًا ولا تكلّفًا، إنها سكينةٌ داخلية تقول لك بلطف:
انسحب بهدوء.. فليس كل مكانٍ يُليق بك، ولا كل قلبٍ يستحق دفئك.
نحن لا نغيب لأننا لا نحب، بل لأننا نحترم الحب بما يكفي ألا نُهينه بالبقاء في مواضع لا تليق به.
فبعض الغياب وفاء، وبعض الصمت كبرياء، وكلاهما لغة لا يتقنها إلا أصحاب النفوس الكبيرة.
"غيابٌ تحفظ فيه قيمتك، خيرٌ من حضورٍ تفقد فيه كرامتك."
احفظ نفسك من الانكسار، وامنحها حقّها في البقاء نقيّة مهما كانت الخسارات.
فالحياة لا تُقاس بعدد من حولك، بل بعدد المواقف التي خرجت منها مرفوع الرأس، نقي القلب، محفوظ الكرامة.