كبيرهم من علمهم السحر
الجمعة - 24 أكتوبر 2025 - 06:56 م
صوت العاصمة/كتب/ اياد الهمامي:
في مشهدٍ مؤسفٍ وغيرمسبوق، يشهد مركز السَّلْقَة بمديرية جَحَاف أزمة حقيقية في مياه الشرب، بعد أيام فقط من انتها فصل الصيف وتحوّلت الآبار إلى مصدر صراع واستغلال، نتيجة قيام بعض الأئمة والمشايخ والشخصيات الاجتماعية – الذين يُفترض أن يكونوا قدوة المجتمع ومثال الانضباط والرحمة – بعمليات شفطٍ مفرطةٍ لمياه الآبار الجوفية واستخدامها في سقي أشجار القات بدلاً من تخصيصها للاستخدام المنزلي.
وامام اعيننا فإن عمليات ضخ المياه من الآبار تتم ليلًا ونهارًا، حتى بعد امتلاء خزانات منازل بعض هؤلاء الأشخاص، في حين تظل غالبية السكان – بما يزيد عن 70% من الأسر في المركز – عاجزة عن تعبئة خزاناتها، وتعاني من شحٍّ خانقٍ في مياه الشرب.
وعبّر الأهالي عن استيائهم الشديد من تصرفات بعض من يُفترض أن يكونوا رموز المجتمع ومرجعيته الأخلاقية والدينية، معتبرين أن هذه الممارسات طعنة في القيم القبلية والدينية التي تدعو إلى التكافل والعدل، لا إلى الأنانية والاستحواذ. "المؤلم أن من كنا نعدّهم قدوةً في الصلاح، أصبحوا اليوم مثالًا في الجور، يشفطون المياه بلا حساب، وكأن غيرهم لا يعيش تحت نفس الأرض والسماء."
في ظل هذه الأزمة المتصاعدة، يناشد أبناء مركز السَّلْقَة السلطة المحلية في مديرية جَحَاف بسرعة التدخل ووضع حدٍّ لهذا العبث الذي يهدد استقرار المجتمع وحقّه في الحياة الكريمة.
وطالب الأهالي بتفعيل الرقابة واتخاذ إجراءات حازمة ورادعة ضد كل من يعبث بمياه الشرب أو يحوّلها لأغراض شخصية.
إن ما يجري اليوم في مركز السَّلْقَة لا يمسّ الماء فحسب، بل يمسّ كرامة الإنسان وحقه الأساسي في الحياة. فالماء ليس ترفًا، وليس موردًا للاستغلال، بل هو أمانة ومسؤولية جماعية يجب الحفاظ عليها بروح التعاون لا التناحر. وندعو السلطة المحلية وكافة الجهات المعنية إلى التحرّك العاجل لوقف هذا الاستنزاف، وضمان وصول المياه إلى كل منزلٍ وأسرةٍ تحتاجها.