منوعات

هل تسبّب محفزات الكولاجين تليفا وندوبا بالوجه؟

السبت - 01 نوفمبر 2025 - 01:49 ص

صوت العاصمة : iStock

وسط انتشار تقنيات شدّ الوجه والحقن التجميلي، يزداد الجدل حول مدى أمان محفّزات الكولاجين، وتحديدًا ما إذا كانت قد تُسبب تليّفات أو ندوبًا على المدى الطويل. وبين المخاوف من النتائج غير المرغوبة والرغبة بالحفاظ على مظهر شبابي طبيعي، يبرز السؤال: هل هذه التقنيات حقًا آمنة؟

في هذا السياق، التقت "إرم نيوز" طبيبة الجلدية الحاصلة على البورد الأمريكي لجراحة الليزر الجلدية والتجميل والزمالة الأمريكية في طب التجميل الدكتورة هنادي أبو يوسف، التي أوضحت كل ما يتعلق بآلية عمل محفّزات الكولاجين، ودرجات الأمان، وكيفية اختيار المريض المناسب.

وتقول الدكتورة هنادي أبو يوسف إن محفزات الكولاجين هي مواد تُحقن في طبقات محددة من الجلد لتحفيز الخلايا الليفية (Fibroblasts) على إنتاج كولاجين جديد. وتُستخدم هذه التقنية لاستعادة الامتلاء الطبيعي، وشدّ الجلد، وتحسين جودة البشرة مع التقدم بالسن. ومن أمثلتها:

• كالسيوم هايدروكسي أباتايت (CaHA) – Radiesse

• بولي إل-لاكتيك أسيد (PLLA) – Sculptra

• بولي كابرولاكتون (PCL) – Ellansé

وتوضّح أن هذه المواد ليست فيلر هيالورونيك أسيد، بل محفّزات بيولوجية تُشجّع الجسم على التجديد الذاتي.

هل يمكن أن تتسبب محفزات الكولاجين بتليّف أو ندوب في الوجه؟

تؤكد أبو يوسف أنه لا يحدث تليّف عند استخدامها على يد طبيب خبير وبالجرعات الصحيحة. لكن، إذا تم الحقن بكمّية زائدة أو في مستوى جلدي خاطئ، فقد تُحفَّز استجابة ليفية مفرطة تُنتج كولاجينًا خشنًا مشابهًا للتندّب. لذا يشترط فهم ديناميكية الجلد وتقييم طبيعة أنسجة المريض.

ما أنماط الكولاجين الجلدي.. وأيها نفقد مع التقدم في السن؟

توضح الطبيبة هنادي أبو يوسف أن الجلد الصحي يحتوي على الكولاجين من النمطين الأول والثالث:

النمط الأول (Type I): يشكل أكثر من 80٪ من كولاجين الجلد، يعطيه القوة والشدّ والمرونة. وهو المسؤول عن تماسك البشرة ومظهرها الشبابي.
النمط الثالث (Type III): يساعد في مرونة الجلد ودعمه الداخلي، ويتناقص تدريجيًا بعد سن الثلاثين، ما يجعل الجلد أرقّ وأقل امتلاءً.
وتضيف الطبيبة مع التقدم في السن، يقل إنتاج النوعين الأول والثالث بسبب انخفاض نشاط الخلايا الليفية. ولهذا، تعمل محفزات الكولاجين على "إيقاظ" هذه الخلايا لتصنع كولاجينًا جديدًا بنفسها.

ما الفرق بين الكولاجين الذي يمنح الجلد تماسكه، وذلك المسؤول عن التليفات؟

وتشرح الطبيبة هنادي أبو يوسف أن الفرق الجوهري في التركيب البنيوي وطريقة التنظيم داخل الأنسجة:

• الكولاجين الطبيعي الصحي (النوع I وIII): يكون منظّمًا في ألياف مرنة ومتوازنة، مما يمنح الجلد ليونة وشدًا متناغمًا.

• أما الكولاجين المسبّب للتليفات (النوع V وVII غالبًا) فيتكوّن بشكل عشوائي وسميك، كما يحدث بعد الجروح أو العمليات الجراحية، ويعطي مظهرًا صلبًا أو غير متجانس.

وتؤكد الطبيبة هنادي أبو يوسف أن محفزات الكولاجين عندما تُحقن بطريقة صحيحة، تخلق بيئة تحفّز الأنواع الصحية (I وIII) دون إثارة الأنواع الليفية الخشنة.

بالإضافة إلى الكولاجين من النمط الرابع (Type IV) هذا النمط يختلف في موقعه ووظيفته تمامًا. فهو يوجد في الغشاء القاعدي (Basement Membrane) وهي الطبقة التي تفصل بين البشرة والأدمة. وتشبّهه بشبكة دقيقة تثبّت البشرة وتسمح بتبادل المغذيات والإشارات.

وتشير الطبيبة هنادي أبو يوسف إلى أنه من ناحية الجمال لا يسهم النمط الرابع في الشد أو الامتلاء، لكنه يحافظ على نعومة سطح الجلد وتجانسه، كما أن وجوده المنتظم يمنع التليفات. أما محفزات الكولاجين فتركز على الأدمة ولا تستهدفه مباشرة، لكن تحسين جودة الأدمة يدعم هذا النمط بشكل غير مباشر.

ما "التليف الجلدي"؟

تشرح الطبيبة هنادي أبو يوسف أن التليف الجلدي (Fibrosis) هو استجابة مفرطة من الجسم لشفاء الجرح. وفي الحالات الطبيعية، يرمم الجسم المنطقة، لكن أحيانًا يبالغ في "الترميم" فينتج كولاجينًا زائدًا وغير منظم، فتتشكّل ندبة سميكة أو تليف.مراحل التئام الجروح التي قد تنحرف نحو التليف إذا اختلّت التوازنات.

إذًا، ما الذي يحوّل الشفاء إلى تليف؟

توضح الطبيبة هنادي أبو يوسف أن الأسباب تشمل استمرار الالتهاب فترة طويلة، شدّ ميكانيكي في مكان الجرح، نقص الأوكسجين الموضعي، العوامل الوراثية مثل الاستعداد للجدرة، وأخيرا سوء العناية بعد الجراحة. وتضيف: في الترميم الطبيعي تتكون ألياف الكولاجين بنمط متوازٍ، أما في التليف فتتشابك عشوائيًا، ما ينتج جلدًا قاسيًا غير مرن.

ما علاقة هذا بمحفزات الكولاجين؟

توضح هنادي أن محفزات الكولاجين لا تخلق التليفات لأنها تُنشّط الخلايا الليفية ضمن بيئة سليمة دون جرح أو التهاب، ولذا تحفّز إنتاج كولاجين طبيعي ومنظم.

في النهاية، تؤكد الدكتورة هنادي أبو يوسف أن التليف ليس خطأ في الكولاجين بل في الظروف التي يُنتج فيها، ومحفزات الكولاجين لا تسبب تليّفًا إذا استُخدمت علميًا بجرعات صحيحة، فهي وسيلة ذكية لتنشيط الكولاجين الصحي، والسر في النجاح هو الاختيار الصحيح للمريض، المنتج، الطبيب.