اختفاء غامض لقيادات حـ.ـوثية بارزة في صنعاء
السبت - 01 نوفمبر 2025 - 10:09 م
صوت العاصمة/خاص:
تشهد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، تحولات داخلية لافتة تمثلت في تراجع ظهور عدد من قياداتها البارزة خلال العام 2025، مقابل صعود متسارع لشخصيات أمنية نافذة يُتهم بعضها بالتورط في عمليات خطف وتجنيد قسري وإدارة شركات أمنية خاصة، ما يعكس حالة من الارتباك والتنافس داخل أجنحة الجماعة.
وبحسب المعلومات، فإن إحدى الشخصيات الأمنية الحوثية البارزة – المتهمة داخل أوساط المليشيا نفسها بالإشراف على حملات الخطف خلال العامين الماضيين – باتت تنافس جهاز الأمن والمخابرات الحوثي في النفوذ الميداني، بعد لقاء جمعها برئيس الجهاز عبد الحكيم الخيواني، في وقت تصاعدت فيه الصراعات الداخلية إثر تهديد رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" مهدي المشاط في أبريل الماضي، لمن يعارض سياسات الجماعة بوصفهم “يهودًا”.
وأكدت المصادر أن هذه الشخصية عيّنت موالين لها في شركات الأمن والحراسة الخاصة برواتب مرتفعة تصل إلى أربعة أضعاف ما يتقاضاه الموظفون الآخرين، في خطوة تهدف إلى تعزيز سيطرتها على الأجهزة الأمنية الحوثية وتوسيع نفوذها الاقتصادي في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى خاضعة للجماعة.
في المقابل، اختفى جلال الرويشان، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن في حكومة الانقلاب غير المعترف بها، عن الظهور العلني منذ مطلع العام الجاري. ويُعتقد أن الرويشان، المنتمي لقبيلة خولان، كانت تربطه علاقات وثيقة بالولايات المتحدة خلال عمله السابق في جهاز الأمن القومي قبل انقلاب الحوثيين على الدولة عام 2014.
وكان آخر ظهور له في 25 أغسطس الماضي خلال زيارة ميدانية لمواقع أمنية في صنعاء، قبل يومين فقط من غارة جوية استهدفت قيادات حوثية في حي حدة، فيما غاب لاحقًا عن جنازة القيادي البارز يوسف الغماري، في إشارة إلى احتمال إبعاده من دوائر القرار الحوثية.
أما محمد علي الحوثي، عضو ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى"، فقد حافظ على نشاطه الإعلامي المرتفع عبر منصاته في مواقع التواصل الاجتماعي، رغم تراجع تحركاته الميدانية منذ فبراير الماضي. وكان آخر ظهور ميداني له في محافظة صعدة يناير الماضي، حيث أجرى مقابلات متلفزة مع قناتي “الميادين” و”المسيرة” تناولت الأوضاع في اليمن وغزة.
ويرى محللون سياسيون أن هذه التطورات تعكس تصاعد التوجس داخل بنية القيادة الحوثية، وتنامي الخلافات بين الأجنحة الأمنية والسياسية في ظل تصاعد الضربات الجوية والخلافات حول تقاسم النفوذ داخل مؤسسات صنعاء، ما يشير إلى تآكل داخلي في هرم الجماعة قد يعجّل بانفجار صراع أجنحة على السلطة والثروة في المرحلة القادمة.