عبدالحكيم العزيبي .. انموذج التربوي الصامت الذي نذر حياته لخدمة التعليم
السبت - 08 نوفمبر 2025 - 01:30 م
صوت العاصمة / كتب/ حسين العولقي:
في زمنٍ تتبدل فيه الظروف وتزداد فيه الصعوبات المعيشية تبقى هناك نماذج تربوية نادرة تعمل بإخلاص وصمت تجسد معنى الوفاء للمهنة والرسالة ومن بين تلك النماذج المضيئة يبرز اسم الأستاذ عبدالحكيم عبد محمد العزيبي أحد الكوادر التربوية المخلصة في مديرية خنفر – محافظة أبين.
ولد الأستاذ عبدالحكيم في مدينة جعار عام 1967م وتخرج من كلية التربية بزنجبار حاملاً بكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 1993م وهو العام نفسه الذي بدأ فيه رحلته العملية الطويلة في سلك التعليم واضعا نصب عينيه هدفا واحدا خدمة الأجيال وبناء الإنسان .
بدأ مسيرته المهنية معلما للغة الانجليزية في ثانوية الحصن حيث أمضى ما يقارب اثني عشر عاما في ميدان التدريس قدم خلالها الكثير من الجهد والعطاء وترك بصمة طيبة في نفوس طلابه وزملائه . وفي عام 2010م تم نقله إلى مكتب التربية والتعليم بخنفر ليواصل مشواره الإداري والتربوي هناك متنقلاً بين عدة مناصب منها نائب رئيس قسم التعليم العام ثم رئيس قسم الأنشطة التربوية وأخيرا رئيس قسم الرقابة والتفتيش وهو المنصب الذي مايزال يشغله حتى اليوم .
ورغم ما تمر به البلاد من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة وانقطاع الرواتب لأشهر متتالية والارتفاع الجنوني في الأسعار الا أن الأستاذ عبدالحكيم يواصل أداء واجبه بروح عالية ومسؤولية نادرة يعرف بين زملائه بانضباطه وهدوئه فهو يقطع قرابة كيلوين مترا سيرا على الأقدام يوميا من منزله إلى مقر عمله لعجزه عن دفع أجرة المواصلات دون أن يتذمر أو يتقاعس .
تراه يتنقل من مدرسة إلى أخرى ومن منطقة الى اخرى متفقدا شؤون التعليم ومتابعا سير العملية التربوية كالنحلة لا تهدأ يعمل بصمت وإخلاص وتفان مقدما نموذجا يحتذى به لكل تربوي غيور على مهنته .
الأستاذ عبدالحكيم متزوج وأب لأربعة أبناء (ولدان وبنتان) يعيل أسرته المكونة من ستة أفراد بما تيسر متحملا أعباء الحياة القاسية بشموخ التربوي الحقيقي الذي يرى في التعليم رسالة لا وظيفة فحسب .
فالاستاذ عبدالحكيم العزيبي ليس مجرد موظف يؤدي واجبه بل رمز للانضباط والتضحية والعطاء الصامت في ميدان التربية والتعليم ومثال يحتذى لكل من يعمل في هذا القطاع الحيوي .