الجنوبيون عمق استراتيجي وأصحاب قضية عادلة
السبت - 15 نوفمبر 2025 - 12:27 ص
صوت العاصمة / تقرير/ خلدون السباعي
تمر اليمن بمنعطف خطير وحاسم، تتجاذبه الأطراف الإقليمية والدولية بحثاً عن تسوية سياسية تُنهي سنوات من الحرب والدمار. ولكن أي مسار سياسي قادم، إذا أغفل المكون الجنوبي وأهمل تطلعاته المشروعة، ومثلّه الشرعي المتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي، فإنه محكوم عليه بالفشل مسبقاً، ولن يكون إلا حلقة أخرى في سلسلة الصراعات الطويلة.
*الجنوب من الجغرافيا إلى العمق الاستراتيجي
فالجنوب ليس مجرد جغرافيا على الخريطة، بل هو عمق استراتيجي، وشريك تاريخي في تشكيل هوية اليمن السياسية عبر العصور. ومع ذلك، ظل الجنوبيون لعقود يعانون من سياسات الإقصاء والمصادرة، والتي بلغت ذروتها بعد حرب صيف 1994 وما تلاها من سياسات منهجية استهدفت الهوية الجنوبية ومصادرة ممتلكات أبنائه وتهميشهم في مؤسسات الدولة.
هذه المعاناة الجائرة هي التي أنجبت الحراك الجنوبي السلمي في بداياته، ثم دفعته لاحقاً لتبني خيار المقاومة المسلحة بعد أن أُغلقت كل أبواب الحلول السلمية أمامه، وظنّ المتربصون أن بإمكانهم تجاهل إرادة شعب كامل.
* المجلس الانتقالي الجنوبي الطرف الأساسي
إن المطالبة بإشراك المجلس الانتقالي الجنوبي كطرف أساسي في أي مفاوضات ليست دعوة شكلية، بل هي ضرورة تستند إلى حقائق ميدانية وسياسية لا يمكن تجاوزها
*ممثل شرعي ذو قاعدة شعبية
: المجلس الانتقالي الجنوبي ليس وليد اللحظة أو نتاج ترتيبات نخبوية، بل هو تتويج لسنوات من النضال الشعبي، وتمثيل حقيقي لتطلعات الغالبية العظمى من أبناء الجنوب. وهو القوة التي حافظت على وجود الجنوب ككيان سياسي وشريك أساسي خلال أعتى المحن.
*شريك حاسم في المواجهة الأمنية
كان للمجلس الانتقالي ودعم أبناء الجنوب الدور الحاسم في تحرير عدن ومعظم محافظات الجنوب من قبضة الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً. هذا الدور يجعله شريكاً لا غنى عنه في أي معادلة أمنية وسياسية مستقبلية، بل هو الضامن للاستقرار في نصف البلاد.
*رؤية سياسية واضحة ومطلوبة شعبيًا
يتبنى المجلس رؤية سياسية تقوم على إعادة بناء دولة الجنوب الاتحادية السابقة ذات السيادة. هذا المطلب ليس طرحاً فردياً، بل هو إرادة شعبية التزم المجلس بتمثيلها والتفاوض من أجلها بكل شفافية وإصرار، وهو ما يمنحه قوة تفاوضية لا يمكن تجاهلها.