بدوي زبير الأغنية الحضرمية وجوهرتها
الخميس - 20 نوفمبر 2025 - 10:36 م
صوت العاصمة/خاص:
كتب/ مراد علي حصن
رغم مرور (25) عام على وفاة (بدوي) أحمد يسلم زبير، إلّا أنه مازال حضوره الفني الطربي الموسيقي مشرقا وصوته الغنائي العذب الشجي صادحًا يطرب الوجدان، ويحلّق بالسامعين على اجنحة إبداعاته الغنائية في فضاءات الطرب الحضرمي الأصيل، ومازلنا نتذكر جيدًا كيف تلقينا خبر وفاته يوم الـ18 من نوفمبر عام 2000م، حيث اعترى الوسط الفني الحضرمي خاصة والوطني والخليجي عامة ذهول فاجعة رحيله السرمدي، وسرت في أركان ساحل ووادي وصحراء المجتمع الحضرمي نوبة من الحزن العميق من هول وقع خبر وفاته يرحمه الله ويطيّب ثراه.
إن من يتأمل شخصية (بدوي) الفنيّة والإنسانية سيكتشف ميزاتٍ خاصة بعضها فيها موجود لدى كثير من الفنانين، وبعضها تميَّز بها هو عن غيره، ومنها : الثقافة الفنية والتأليف اللحني والشعري والقدرة الفائقة على ضرب الإيقاعات الحضرمية بكل الوانها الغنائية والإنشادية، ناهيك عن قوة الشخصية والاعتزاز بالنفس وبالبلد التي ينتمي وينتسب اليها والذكاء الفائق، وفي العادة فإن الفنانين أرواح أطفال، وهم شديدو البساطة، وعندما يكونوا أذكياء أقوياء الشخصية، يكون ذلك على حساب فنّهم وإبداعهم، إلّا (بدوي زبير) على الصعيد المحلي والقدير الراحل (كرامة مرسال) وعلى الصعيد الوطني الفنان الكبير الرائع الراحل (المرشدي) و (ايوب طارش) وعلى الصعيد العربي (ام كلثوم) و (عبدالحليم حافظ) وجميعهم يرحمهم الله، وهذا طبعا على سبيل الإستشهاد وليس الحصر بالنسبة للفنانين الذين حين أراد الله لهم ان يكونوا مبدعين كبارا يحملون في اعناقهم أمكانة مسؤولية رسالة أوطانهم الفنية الموسيقية الطربية منحهم عدة المضي بها قدما، فتوازى وتساوى لديهم، ذكاء الشخصية وقوّتها الممزوجة بالموهبة والإحساس الطاغي والعاطفة الجياشة، فجاؤوا فنانين مطربين موسيقيين مبدعين كبارا، ملء السمع والبصر، وملء المجتمع والذات.
لذلك عندما نتحدث عن الفنان القدير أحمد يسلم زبير (بدوي) يرحمه الله في هذه العجالة العابرة بمناسبة إطلالة حولية رحيله السرمدي الخامسة والعشرين، نكاد أن نحزم بأنها ستمرّ مئات من السنين قبل أن تُنبت هذه البلاد أو تنجب قامةً فنية في مستوى قيمة ومواهب فنان حضرموت العبقري (بدوي) وجوهرة طربها الأصيل الراحل الكبير القدير أحمد يسلم زبير يرحمه الله ويطيب ثراه، وذلك لسر خاص به يكمن في شخصية الفنية، يتمثل (من وجهة نظرنا) في ذكائه الاجتماعي ومهاراته الفنية الطربية الموسيقية المدهشة، وفي الترويج لنفسه وفنه، فقد كان يرحمه الله حريصًا على إقامة علاقات طيبة مع من يعيش ويتعايش معهم من الناس جملة وتفصيلا.أجل ..
لقد كان بدوي زبير يمتلك صوتا حنونا واضح الحروف، كما كان يتمتع بإحساس فني طربي طازج وصادق موشّى بأداء غنائي سلس، ولكن بدون الظروف المواتية وإخلاصه الشديد في عمله، ما كان بقادر على الحضور بقوة والاستحواذ على إعجاب الناس واهتمامهم به والحديث عن ابداعه الفني الثر حتى اللحظة.ودعوني هنا أن اقدم لكم هذا التعريف المختصر عنه يرحمه الله ويطيّب ثراه، الذي جمعت معلوماته من عدة مصادر موثوق بها، احببت أن أديل بها موضوعي عنه في إطلالة حولية رحيله الخامسة والعشرين، آملا أن أكون قد قدمت للقراء الاعزاء شيئا يثري شغف الباحثين عن معلومات شتى عن هذه القامة الفنية الطربية الموسيقية الحضرمية السامقة من جمهور معجبيه ومحبية داخل حضرموت وخارج حدودها الجغرافية ..
بدوي زبير إنسان لطيف المعشر ومرح ويميل للمواساه والعطف على من يستحقون ذلك و للفنان بدوي صفات آخرى بعيدة عن الفن اذ اشتهر بعلاقات اجتماعية انسانية كثيرة , فكثير من الوقائع تحكي عنه احياء حفلات غنائية للأعراس بدون أجر كأعانة ومساعدة منه للأسرة الفقيرة و الى جانب إحياء حفلات يقدمها هدية لاصدقاء و اهل منطقتة ايضا بدون مقابل قد تعددت مواهب هذا الفنان العبقري وتنوعت بين الغناء والعزف على آلة العود والكمان والنفخ على الات المدروف ضارب جميع الايقاعات الشعبية والتراثية المختلفة وتعدى ذلك الى الازميل والخشب ليبدع وحدات زخرفيه نباتيه وهندسيه وغيرها كشبابيك المنازل والابواب والدواليب الجدارية ، ليس هذا فحسب بل تجاوز ذلك الى مهارات ادق وارق كصناعة آلة الطرب .. فيكفي فخرا انه كان يصنع العود ويعزف عليه، ولقد عاد بنا هذا العبقري (بدوي زبير) الى اصول الاغنية الحضرمية بألوانها المختلفه (الطربية ، الشرحية , و الوان الصوت , و الوان السماع الشعبي , و الصوفي وغيرها ) واجاد رحمة الله عليه كل الوان الغناء فمثلما كان يجيد أداء الاغنية الحضرمية، فهو كذلك ايضا يجيد اداء الاغنية (الصنعانية , و اللحجية , و العدنية) يرحمه الله رحمة الأبرار