أخبار دولية



نزيـ.ـف بشري يضـ.ـرب الجبهات الأوكرانية.. خطوط الدفاع تنهار أمام الزحف الروسي

الجمعة - 21 نوفمبر 2025 - 01:45 ص

نزيـ.ـف بشري يضـ.ـرب الجبهات الأوكرانية.. خطوط الدفاع تنهار أمام الزحف الروسي

صوت العاصمة : (أ ف ب)




في الوقت الذي تنشغل فيه العواصم الغربية بحسابات الدعم والتوازنات السياسية، تواجه أوكرانيا معركة أكثر قسوة من صواريخ موسكو، حيث يتسارع النزيف البشري على نحو يهدد قدرة كييف على الصمود، في الوقت الذي لا تزال فيه روسيا تواصل زحفها الثابت نحو الشرق والجنوب. 

وبعد أكثر من 3 سنوات، تجد أوكرانيا نفسها اليوم أمام أزمة تجنيد غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب، مع تراجع ملحوظ في رغبة المواطنين بالالتحاق بالقوات المسلحة، وارتفاع لافت في معدلات الفرار من الخدمة، في لحظة تتقدم فيها روسيا تدريجيًّا على عدة محاور استراتيجية. 


تغير جذري
وبعد الأسابيع الأولى من الحرب التي اندلعت في فبراير/شباط عام 2022، اصطفت طوابير المتطوعين للدفاع عن البلاد، إلا أن هذا المشهد تغير جذريًّا، مع ارتفاع أعداد القتلى والمصابين واستنزاف المقاتلين نفسيًّا، وهو ما أعاد ملف التجنيد إلى واجهة الأزمة العسكرية والسياسية في كييف.

وفي تحول لافت، أطلقت أوكرانيا ما يشبه "أمازون الحرب"، عبر برنامج "قسائم الأسلحة" مقابل إجلاء الجرحى، في محاولة يائسة لسد الفجوة البشرية.

لكن المؤشرات المتاحة تكشف أن الفجوة أعمق مما يبدو، فبحسب ما كشفه أمين لجنة الأمن والدفاع والاستخبارات في البرلمان الأوكراني، رومان كوستينكو، لصحيفة "التايمز" البريطانية، فإن "80% من المجندين يفرون من مراكز التدريب"، محذرًا من أن عدد الهاربين قد يساوي قريبًا حجم الجيش نفسه. 

تصدّع في المؤسسة الأمنية
وأشار إلى أن السلطات "لا تبذل الجهد الكافي لإعادة هؤلاء أو تحسين ظروف التدريب"، في اعتراف يعكس حجم التصدع داخل المؤسسة العسكرية.

وتؤكد بيانات مكتب المدعي العام الأوكراني خطورة الموقف، إذ سُجل منذ عام 2022 أكثر من 280 ألف حالة فرار أو تغيب غير مشروع، بزيادة سنوية تفوق كل ما رُصد خلال سنوات ما قبل الحرب. 

أما الشهر الماضي وحده، فقد شهد تسجيل أكثر من 21 ألف حالة، وهو أعلى رقم منذ بدء الحرب.

ومع ذلك، يقول مسؤولون حكوميون إن جزءًا من هذه الملفات لا يمثل بالضرورة حالات فرار فعلية؛ بسبب تكرار إدراج أسماء الجنود في أكثر من ملف أو احتساب المفقودين ضمن الأرقام. 

وتصل العقوبات إلى 12 عامًا على الفرار، و10 أعوام على التغيب، لكن أقل من 5% من القضايا تصل فعلًا إلى المحاكم.

توترات اجتماعية داخلية
وفي ظل هذا التراجع الحاد في التجنيد، تتصاعد التوترات الاجتماعية في الداخل، حيث تواجه الحكومة انتقادات متزايدة بسبب توسع حملات التجنيد القسري في الشوارع، وما رافقها من مشاهد اشتباكات لفظية وجسدية أثارت غضب السكان. 

كما أدت التعديلات الأخيرة التي سمحت للشباب دون 23 عامًا بمغادرة البلاد إلى موجة خروج واسعة، إذ غادر ما يقرب من 100 ألف شاب خلال ثلاثة أشهر فقط، معظمهم عبر بولندا نحو ألمانيا، وفق بيانات "بوليتيكو".

وأثار هذا التدفق مخاوف أوروبية متزايدة، خاصة في برلين التي تخشى من تأثيره على المزاج السياسي الداخلي، وسط صعود حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتشدد. 

وفي بولندا، ذهب وزير الخارجية رادوسلاف سيكورسكي إلى المطالبة بوقف تقديم الإعانات المالية للرجال الأوكرانيين في سن الخدمة العسكرية، لدفعهم إلى العودة والمشاركة في الدفاع عن بلادهم. 

ومع هذا النزيف البشري الذي يضرب الجبهات، تتزايد الأسئلة حول قدرة كييف على الحفاظ على خطوط دفاعها أمام الزحف الروسي، خاصة في ظل التقدم التدريجي للقوات الروسية وتراجع كفاءة الدفاعات الأوكرانية. 

ويرى الخبراء أن الجيش الأوكراني يواجه "نزيفًا بشريًّا حادًّا" نتيجة النقص المتزايد في الجنود المدربين وارتفاع الخسائر على الجبهات، خاصةً في دونيتسك وخاركيف، وهو ما أدى إلى تراجع فعالية منظومته الدفاعية أمام الزحف الروسي. 

وأضاف الخبراء أن موسكو تستغل هذا الضعف عبر تكتيك "القضم البطيء" المعزز بالتفوق النيراني واللوجستي، ما يجعل خطوط الدفاع الأوكرانية أكثر عرضة للانهيار، خاصة في ظل تباطؤ الإمدادات الغربية وتراجع قدرات التصنيع العسكري في كييف، بما يفتح الباب أمام مزيد من الاختراقات الروسية في المدى القريب.



"القضم البطيء"
وبهذا السياق، قال الخبير العسكري، العميد نضال زهوي، إن الجيش الأوكراني يواجه "نزيفًا بشريًّا متواصلاً" وسط ضغوط كبيرة على عمليات التجنيد، نتيجة النقص العددي وقلة الجنود المدرَّبين، إلى جانب ارتفاع حجم الخسائر في جبهات القتال، ولا سيما في دونيتسك. 

وأكد زهوي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن النظام الدفاعي الأوكراني لم يعد قادرًا على التصدي للهجمات الروسية، لافتًا إلى أن "النظام الثابت في العمق" فقد فعاليته في ظل التغيير الملحوظ في تكتيكات القتال الروسية.

وأضاف أن التفوق الواضح في منظومات النيران الروسية يساهم في استنزاف القوات الأوكرانية والقدرات البشرية، خصوصًا على خطوط الدفاع القريبة. 

وأشار زهوي إلى أن أسلوب الهجوم الروسي يقوم على "القضم البطيء" للأراضي الأوكرانية من خلال الضغط النيراني المكثف، وهو ما يجعل بعض مناطق الدفاع عرضة للانهيار في أي لحظة.

ولفت إلى أن التعبئة الروسية تستفيد من التفوق العددي والقدرات اللوجستية، وهو ما يعزز استراتيجية الاستنزاف البطيء، وقد يقود إلى انهيار مزيد من خطوط الدفاع الأوكرانية.

وأوضح أن خاركيف ودونيتسك تمثلان أكثر المحاور تعرضًا للضغط الروسي، حيث تتقدم القوات الروسية فيهما "ببطء ولكن بثبات"، الأمر الذي قد ينتهي بانهيار مباشر في أحد هذين المحورين.

استمرار التقدم الروسي
وأكد زهوي أن السيناريو الأكثر واقعية يتمثل في استمرار التقدم الروسي المحدود، نتيجة تعزيز الغرب للجيش الأوكراني بالسلاح، بما يمنع الانهيار الكامل، إلى جانب تنامي الضغط السياسي على كييف لإظهار صمود ميداني. 

وتوقع أن يشهد الجيش الأوكراني انهيارًا في دفاعاته أمام القوات الروسية على المدى المتوسط. 

وأشار زهوي إلى أن الغرب فرض على أوكرانيا نمط الدفاع الغربي القائم على العمق، وهو نمط يعتمد على نقاط دفاعية متفرقة بين الخطوط بدلًا من خطوط ثابتة، ما يجعل التقدم الروسي البطيء أكثر سهولة.

وأوضح أن روسيا كانت تعتمد سابقًا على أسلوب "الهجوم السهمي"، لكنها تخلت عنه بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها في المراحل الأولى من الحرب، واتجهت إلى تبني أسلوب "القضم البطيء" الذي من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار دفاعات الجيش الأوكراني. 


تحدٍّ استراتيجي
بدوره، قال المحلل السياسي والخبير في الشؤون الأوروبية، كامل حواش، إن نزيف القوات البشرية في أوكرانيا يمثل تحديًا استراتيجيًّا متصاعدًا، وأن التقارير الغربية والأوكرانية تشير إلى نقص ملحوظ في أعداد الجنود، خاصة في الوحدات المتمرسة على الخطوط الأمامية، مع توسع عمليات التعبئة ورفع سن الخدمة. 

وأضاف حواش، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الواقع يعني انخفاض نسبة القوات التي تتلقى تدريبًا عاليَ المستوى، وهو ما أدى إلى تراجع الخبرة وصعوبة الحفاظ على صمود الجبهات كما كان الوضع سابقاً.

وكشف حواش أن روسيا تستغل هذا الضعف لتوسيع نطاق نفوذها وسيطرتها، خاصة في شرق أوكرانيا، مستفيدة من تفوقها العددي في الجنود والذخيرة والمدفعية، إلى جانب اعتمادها المتزايد على الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ. 

وقال إن هذا التفوق يعزز فرص حدوث تراجع في دفاعات أوكرانيا، مؤكدًا أن وتيرة هذا التراجع تعتمد على مجموعة عوامل، أبرزها الهجمات الجديدة والقريبة من حدود بولندا ورومانيا.

وأوضح حواش أن التطورات الميدانية بدأت تثير قلق حلف الناتو، وسط مخاوف من احتمال امتداد الصراع إلى الدول المجاورة. 

وشدد على أن الدعم الدولي لأوكرانيا لا يزال "مرتفعًا ومستمرًّا"، رغم غياب أي وجود عسكري أجنبي مباشر على الأرض من دول الحلف. 

وتوقع حواش أن تشهد الدفاعات الأوكرانية تراجعًا إضافيًّا خلال الفترة المقبلة في ظل التوازنات العسكرية الحالية.



الأكثر زيارة


أمريكا تلوح بتدخل مباشر ضد الحـ.ـوثيين في اليمن.

الخميس/20/نوفمبر/2025 - 03:36 م

أكد جون كيلي، المستشار السياسي للبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن إنهاء الصراع في اليمن يتطلب تدخلاً مباشراً لوقف تدفق الموارد غير المشروعة إلى جم


نقابة الصحفيين اليمنيين تدين تحريض الشيخ العديني على الصحفية.

الخميس/20/نوفمبر/2025 - 09:41 م

🔻نقابة الصحفيين اليمنيين: تطالب الجهات المعنية بفتح تحقيق عاجل في الواقعة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة 🔻نقابة الصحفيين اليمنيين: تحمّل الجهاتَ


سرقة القرن.. جماعة الإخوان تختلس "نصف مليار دولار" من تبرعات.

الخميس/20/نوفمبر/2025 - 05:10 ص

اشتعلت منصات التواصل الاجتماعي، بتفاعل واسع مع هاشتاج #الاخوان_يتاجرون_بغزه ، عقب فضيحة اختلاس جماعة الإخوان المسلمين نصف مليار دولار من التبرعات المخ


نوفمبر وطوفان عدن و الدعوات للاعتصام أمام بوابة المعاشيق .

الخميس/20/نوفمبر/2025 - 03:52 م

كتب : هشام عبده سعيد الصوفي برزت ثلاث دعوات في الأونة الاخيرة هذا الاسبوع تطالب بالاعتصام أمام بوابة المعاشيق للمطالبة بحقوقها. وهي :- 1) المجلس التنس