أكثر من 3 آلاف ضحـ.ـية.. أطفال اليمن تحت مقصلة إرهـ.ـاب الحو.ثيين
الإثنين - 24 نوفمبر 2025 - 01:49 ص
صوت العاصمة/ متابعات
في كل زاوية من اليمن، تركت الحرب العبثية والمستمرة ندوبًا لا تُمحى، خصوصًا لدى الأطفال الذين باتوا يعيشون في عالم من الخوف والهلع؛ فمنذ خمس سنوات، يشهد اليمن تصاعدًا متواصلًا في العنف المسلح الذي تستهدفه ميليشيا الحوثي بشكل مباشر وغير مباشر، ما خلف آلاف الجرحى والقتلى من الأطفال، ودمر طفولتهم وأحلامهم في الأمن والاستقرار.
لم يعد اللعب في الشوارع أو الذهاب إلى المدرسة آمنًا، فالألغام والعبوات الناسفة والقذائف أصبحت تهدد حياتهم في كل مكان، تاركة أثرًا نفسيًا واجتماعيًا عميقًا على المجتمع بأسره.
وكشف تقرير حديث لمنظمة أنقذوا الأطفال (Save the Children) أن حوادث الأسلحة المتفجرة أوقعت أكثر من 3,146 ضحية من الأطفال بين قتيل وجريح خلال الفترة من 2020 إلى 2024. وأوضح التقرير أن 795 طفلاً فقدوا حياتهم، فيما تعرض 2,351 آخرون للتشويه البالغ نتيجة القصف، الغارات الجوية، إطلاق القذائف، الألغام الأرضية، والعبوات الناسفة.
ويوضح التقرير أن أسوأ عام كان 2020، حيث بلغ عدد الضحايا 1,124 طفلًا بين قتيل وجريح، يليه 2021 بـ681 ضحية، ثم 2022 بـ544، و2023 بـ479، فيما كان العام الأقل 2024 بـ318 ضحية. وبلغت نسبة الفتيان من الضحايا 2,424 مقابل 722 فتاة، مما يعكس تعرض الفتيان لمخاطر أكبر في مناطق النزاع.
وأشار التقرير إلى أن اليمن يُعد من أكثر دول العالم تلوثًا بالألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة، حيث تنتشر في مساحات واسعة من البلاد، بما يشكل تهديدًا مستمرًا للأطفال والمواطنين. ومن أصل 11,733 طفلًا قُتلوا أو أُصيبوا بين عامي 2013 و2024، كان 34% منهم نتيجة للألغام والذخائر المتفجرة، ما يعكس خطورة استمرار النزاع وغياب الرقابة الكافية على مناطق الحرب.
وأكد التقرير أن 5.1 مليون شخص، بينهم 2.8 مليون طفل، بحاجة ماسة إلى حماية من المخاطر المتفجرة، مع التركيز على إزالة الألغام، التوعية بالمخاطر، وتقديم المساعدة للضحايا. وأضافت المنظمة أن انخفاض التمويل أجبر برامج مكافحة الألغام على التوقف، بما يشمل رصد الحماية، وإزالة الألغام، والتوعية، ومساعدة الضحايا، في جميع المناطق المتضررة، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ويزيد من هشاشة الأطفال في المناطق النزاع.
ودعت منظمة أنقذوا الأطفال قادة العالم إلى وقف استخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان، وفرض سياسات سياسية وعسكرية أقوى لحماية الأطفال، واستثمار المزيد من الموارد في إعادة تأهيل الضحايا ومساندة الأطفال المتأثرين نفسيًا وجسديًا. وأكدت المنظمة أن حماية الأطفال ليست مسؤولية محلية فحسب، بل واجب إنساني عالمي، وأن كل يوم يمر دون حماية الأطفال يزيد من حجم الكارثة الإنسانية.
ويبقى الأطفال في اليمن ضحايا الحرب الأكثر هشاشة، حيث يواجهون كل يوم تهديدًا مباشرًا على حياتهم ومستقبلهم. الخطر لا يقتصر على الموت الجسدي، بل يشمل الجروح النفسية والاجتماعية التي قد تستمر مدى الحياة. وبينما تتواصل الحرب والدمار، يظل المجتمع الدولي أمام مسؤولية ملحة لإنقاذ الأطفال اليمنيين وتأمين طفولتهم، عبر تعزيز برامج الحماية الإنسانية ودعم جهود إزالة الألغام والحد من العنف المسلح.