أخبار محلية



الانتقالي يدعو للمشاركة الواسعة في لحظة تتكاثر فيها المؤامرات على حضرموت والجنوب

الثلاثاء - 25 نوفمبر 2025 - 12:55 ص

الانتقالي يدعو للمشاركة الواسعة في لحظة تتكاثر فيها المؤامرات على حضرموت والجنوب

صوت العاصمة/ حضرموت


تستعد مدينة سيئون التاريخية في وادي حضرموت لاستضافة حشد جماهيري غير مسبوق في 30 نوفمبر 2025، تزامناً مع الذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني للجنوب.


وتأتي هذه الدعوة للمشاركة الشعبية الواسعة، التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي، في وقت يتزايد فيه القلق بشأن محاولات زعزعة استقرار المحافظة وتفتيت نسيجها الاجتماعي، مما يضع الفعالية المرتقبة في قلب المشهد السياسي كـ "استفتاء شعبي" على خيار الجنوب ودعم سياسات المجلس.

ويُنظر إلى المليونية التي ستحتضنها سيئون، التي تُعد المركز التقليدي لأي تحرك سياسي في وادي حضرموت، بوصفها إشارة حاسمة إلى رفض السواد الأعظم من أبناء المحافظة لأي مشاريع سياسية تهدف إلى عزل حضرموت عن إطارها الجنوبي أو إعادتها إلى دائرة الفوضى والصراعات التي سادت قبل سيطرة القوات الجنوبية على مناطق الساحل.


ويؤكد سياسيون جنوبيون تحدثوا لـ "حضرموت21" أن الهدف من هذا الحشد إلى جانب الاحتفال بذكرى وطنية، هو توجيه رسالة مدوية للداخل والخارج بأن حضرموت، بواديها وساحلها، موحدة خلف المشروع الجنوبي، وأن أي مساعٍ لإثارة القلاقل أو إعادة النفوذ القديم لن تجد لها موطئ قدم.


وتتوقع اللجنة المنظمة أن يشهد وادي حضرموت أعلى نسبة مشاركة جماهيرية في تاريخه، مما سيعكس تحولاً جذرياً في المزاج الشعبي تجاه خيارات المستقبل.


تزايد المخاطر والرد الجماهيري

تأتي فعالية 30 نوفمبر في سياق سياسي معقد، حيث يرى المجلس الانتقالي أن المحافظة تتعرض لسلسلة من المؤامرات الممنهجة التي تهدف إلى إضعاف الجنوب ومنع المجلس من بسط نفوذه الأمني والإداري الكامل في وادي حضرموت، على غرار ما تحقق في الساحل.


وتشمل هذه المؤامرات محاولات لإحياء النزعات المناطقية والقبلية، وتمويل أجنداتإعلامية مناهضة، ومحاولة خلق كيانات سياسية موازية تفتقر إلى أي شرعية شعبية.


وقد شهدت حضرموت خلال الأسابيع الماضية تصعيداً ملحوظاً في التوترات القبلية، لاسيما في مناطق الساحل. وفي الوادي، سبق وأن دعا المجلس الانتقالي مراراً وتكراراً، إلى انسحاب القوات الشمالية المنضوية تحت المنطقة العسكريّة الأولى وإحلال قوات النخبة الحضرمية محلها، وهو المطلب الذي يحظى بتأييد شعبي واسع في المحافظة.


استعدادات لتثبيت الهوية الجنوبية

يشير الحراك غير المسبوق في وادي حضرموت إلى أن الدعوة للمشاركة في فعالية 30 نوفمبر قد لاقت استجابة فاقت التوقعات الأولية. ففي الوقت الذي كانت فيه سيئون تُعرف تاريخياً بكونها نقطة ارتكاز للقوى المناهضة للمشروع الجنوبي، يُتوقع أن تتحول الساحة الكبرى في المدينة إلى بحر من الجماهير المؤيدة للمجلس الانتقالي، لكسر الصورة النمطية القديمة عن طبيعة الولاء السياسي في الوادي.


ويؤكد مراقبون أن الفعالية تمثل لحظة فارقة لـ "حضرمة" القرار السياسي، أي تحريره من التبعية للقوى الشمالية أو الأجندات التي لا تخدم مصالح المحافظة.


وتشير هذه القناعات إلى "الانقلاب المزاجي" الذي طرأ على سكان وادي حضرموت، الذين باتوا يدركون أن استقرار الساحل، الذي يوليه المجلس الانتقالي اهتماما بالغا، يمثل نموذجاً إيجابياً مقارنة بالاستقطاب الأمني والخدمي الذي يعيشه الوادي تحت سيطرة القوات الأخرى.


هذه المقارنة عززت من التفافهم حول مشروع المجلس الانتقالي كضامن للاستقرار المستقبلي.


مواجهة محاولات التفتيت

يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي أن الدعوة للمشاركة الواسعة هي الرد الأقوى والأكثر شرعية على محاولات تفتيت وحدة حضرموت والجنوب. وتستغل القوى المناهضة، بحسب سياسيون، الأوضاع الاقتصادية الصعبة وقضايا الخدمات لإذكاء حالة من السخط الموجه ضد سلطات الساحل، في محاولة يائسة لتغيير مسار المحافظة نحو مشروع مناطقي ضيق.


وفي هذا الإطار، يُنظر إلى الحشد المرتقب في سيئون على أنه تصدي مباشر للمشاريع المشبوهة التي يتم تمويلها إقليمياً لشق الصف الجنوبي.


ففي ظل التقارير التي تتحدث عن نشاط مكثف لكيانات محلية تسعى لتقديم نفسها كبديل للمجلس الانتقالي، يمثل الوجود الجماهيري الكبير في 30 نوفمبر دليلاً دامغاً على أن هذه الكيانات لا تمتلك الشرعية الشعبية الكافية للتحرك.


الورقة الجماهيرية تخلط الأوراق

حظيت دعوة المجلس الانتقالي للمشاركة الواسعة بتحليل عميق من قبل المحللين السياسيين الذين يرون فيها استراتيجية ناجحة لتثبيت الأقدام في واحدة من أهم محافظات الجنوب.


وفي حديثه لـ "حضرموت21"، قال الصحفي هاشم باوزير إنّ الدعوات المتكررة للمشاركة الشعبية الواسعة في حضرموت، وفي مقدمتها فعالية 30 نوفمبر المرتقبة، تعكس تحوّلاً واضحاً في طريقة تعاطي القوى الجنوبية مع التحديات المتزايدة التي تشهدها المحافظة خلال الأشهر الأخيرة.


ورأى أن التحشيد الجماهيري لم يعد مجرد فعالية رمزية، بل أصبح أداة سياسية لإعادة تنظيم المشهد المحلي وإظهار التوازن الحقيقي للقوى على الأرض.


وأضاف باوزير أنّ ما يميز هذه المرحلة هو إدراك المجلس الانتقالي الجنوبي لأهمية “الورقة الجماهيرية” في مواجهة ما يصفه كثير من القادة الجنوبيين بمحاولات إعادة هندسة الخارطة السياسية في حضرموت عبر أدوات مختلفة، بعضها يسعى لإحياء التوترات القبلية والمناطقية، والبعض الآخر يحاول تقديم مشروعات سياسية لا تحظى بقبول شعبي.


وأشار إلى أنّ حضور المواطنين في أي فعالية كبرى يكتسب بعداً مضاعفاً في المناطق التي تشهد استقراراً نسبياً، مثل ساحل حضرموت، حيث ينظر السكان إلى المشاركة الشعبية باعتبارها موقفاً عاماً يرفض العودة إلى الفوضى ويدعم بقاء المحافظة خارج دوائر الصراع. وقال إنّ هذا المزاج الشعبي بات عاملاً مؤثراً في حسابات القوى المحلية والإقليمية على حد سواء.


وبشأن الرسالة السياسية المتوقعة من أي حشد كبير في سيئون، أكد باوزير أنّها ستكون أشبه بـ اختبار لإرادة المجتمع الحضرمي، وإشارة إلى أن الرأي العام في المحافظة بات أكثر حساسية تجاه محاولات تغيير الهوية السياسية للمنطقة أو فرض مسارات لا تنسجم مع إرادة الناس.


وأكد باوزير أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تصاعداً في أهمية الدور الجماهيري، وأنّ أي قوة سياسية لن تستطيع تثبيت حضورها دون قاعدة شعبية تعبر عنها وتمنحها الشرعية اللازمة للتحرك.


وتعليقاً على دعوة المجلس الانتقالي للمشاركة الواسعة في هذه المرحلة، قال المحلل السياسي ورئيس مركز المعرفة للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، د. عمر باجردانة، إنّ الحشد الجماهيري يمثل ورقة سياسية ذات دلالة مجتمعية قوية، يمكن توظيفها في أكثر من اتجاه، مؤكداً أنّ أي حراك شعبي واسع يعبّر عن وجود قاعدة جماهيرية صلبة ما تزال تمنح ثقتها للمجلس الانتقالي الجنوبي ومشروعه السياسي.


وأضاف باجردانة أنّ الحشود الكبيرة تكشف أن المجلس ما يزال يحظى بتأييد واسع من غالبية المواطنين في الجنوب، وأنّ هناك شريحة كبيرة من الناس ترى فيه الإطار السياسي القادر على قيادة مشروعهم وتمثيل طموحاتهم، مشيراً إلى أن هذا النوع من الحراك يعكس ثبات العلاقة بين القيادة السياسية وجمهورها.


وأشار إلى أنّ دلالة الحشد تختلف باختلاف الظروف المحيطة؛ فعندما تكون الظروف الاقتصادية والمعيشية صعبة، وتتزايد الأزمات التي تطال حياة المواطنين اليومية من خدمات وصحة وتعليم وكهرباء ورواتب، تصبح مهمة الكيان السياسي ــ وفي مقدمته المجلس الانتقالي ــ هي الانتقال من “رسالة الحشد” إلى خطوات عملية لمعالجة الاختلالات التي تمس حياة الناس. وأكد أن نجاح المجلس في ذلك سينعكس إيجاباً على مستوى الثقة الشعبية ويعزّز مكانته السياسية.


وتابع باجردانة قائلاً إنّ المسؤولية الوطنية والأخلاقية تضع المجلس الانتقالي أمام تحدٍ مهم، يتمثل في تحويل التفويض الشعبي إلى عمل واقعي لمعالجة الأزمات، لأن تحسين مستوى الخدمات والمعيشة سيجعل المواطن أكثر تمسّكاً بالمجلس ومشروعه السياسي، وأكثر قدرة على مواجهة محاولات زعزعة الاستقرار التي تستهدف حضرموت والجنوب عموماً.


وبشأن الرسالة السياسية الأبرز من التأكيد على المشاركة الشعبية، قال باجردانة إنّ الفعالية المرتقبة في 30 نوفمبر بمدينة سيئون تأتي في توقيت حساس، في ظل ما تتعرض له حضرموت من محاولات لزعزعة الأمن والاستقرار وتفكيك النسيج الاجتماعي. واعتبر أنّ إظهار القوة الجماهيرية للانتقالي في هذا التوقيت يحمل رسالة واضحة مفادها أن المجلس ما يزال رقماً صعباً في المشهد السياسي، وأنّ امتداده الشعبي في حضرموت والجنوب ثابت ولم يتأثر بمحاولات التشويش أو الاستقطاب.


وأضاف أنّ بعض القوى التي خسرت نفوذها خلال التحولات السياسية الأخيرة تحاول استغلال التوترات وإثارة الفوضى وإحياء النزعات المناطقية والقبلية باعتبارها ــ من وجهة نظر تلك القوى ــ الطريق الأقصر لاستعادة الحضور السياسي. لكنه شدّد على أنّ الحشد الشعبي الكبير يقطع الطريق على تلك المشاريع، ويؤكد أنّ أبناء حضرموت، خصوصاً في الساحل، متمسكون بحالة الاستقرار التي يعيشونها ويرفضون أي محاولات لجرّهم إلى مربعات الفوضى السابقة.


وتحدث باجردانة عن أبعاد المشهد قائلاً إنّ إبراز القوة الجماهيرية في سيئون سيساهم في تغيير قواعد الاشتباك السياسي في حضرموت، ويعيد ضبط توازن القوى، خصوصاً مع ارتفاع الأصوات المحلية المطالبة بحماية قرار المحافظة من التدخلات ومحاولات خلق واقع سياسي موازٍ لا يحظى بالقبول الشعبي.


ولفت إلى أنّ المجلس الانتقالي أمام فرصة مهمة لتأكيد حضوره السياسي عبر هذا الحراك الشعبي، مضيفاً أنّ أي فعالية جماهيرية ناجحة في هذا التوقيت لن تكون مجرد تجمع شعبي، بل رسالة سياسية ممنهجة تعكس أن حضرموت لا تزال جزءاً أصيلاً في المشروع الجنوبي، وأنّ الجماهير قادرة على حماية قرارها المحلي حين تقتضي الحاجة.


الرسائل الإقليمية وتأكيد الثقل السياسي

لا تقتصر أهمية مليونية سيئون على المشهد المحلي فحسب، بل تمتد لتشمل رسائل إقليمية ودولية بليغة. ففي ظل حالة الجمود السياسي والتأخير في تنفيذ بعض بنود اتفاق الرياض المتعلقة بنقل القوات وإعادة هيكلة الوحدات العسكرية، يرى المجلس الانتقالي أن التعبير الجماهيري هو وسيلة فعالة لإجبار الأطراف الإقليمية والدولية على الاعتراف بثقل المجلس كفاعل سياسي لا يمكن تجاوزه في أي تسوية مستقبلية


ومن المتوقع أن تشكل هذه الفعالية ضغطاً إضافياً على الأطراف المناوئة داخل مجلس القيادة الرئاسي، الذين يعتمدون على قوة عسكرية في الوادي لا تحظى بالتأييد الشعبي.


إن نجاح الحشد في سيئون سيؤكد مرة أخرى أن الشرعية الحقيقية تكمن في الشارع، وليس في التوازنات القائمة على القوة المسلحة غير المؤيدة شعبياً.


كما أن إظهار هذه القوة الجماهيرية في قلب وادي حضرموت سيعزز مطالب المجلس الانتقالي بتسليم الملف الأمني في الوادي إلى قوات النخبة الحضرمية الجنوبية المدربة، وهو ما يعتبره المجلس خطوة حاسمة لضمان استقرار المحافظة وحمايتها من الاختراقات الإرهابية التي قد تستغلها القوى المتربصة.


وبحسب المحللين السياسيين الذين تحدثوا لـ "حضرموت21"، فإن الفعالية المليونية التي ستنطلق من قلب الوادي الغني بالنفط، هي بمثابة إعلان شعبي مدوٍ بأن أبناء حضرموت قد حسموا خيارهم وأنهم مستعدون للدفاع عن مشروعهم الجنوبي بجميع الوسائل المتاحة، وفي مقدمتها الإرادة الجماهيرية الصارمة.



الأكثر زيارة


حادث مروّع في عدن يصيب طالبات ويثير صدمة الأهالي.

الإثنين/24/نوفمبر/2025 - 02:16 م

شهد خط الجسر في محافظة عدن صباح الاثنين حادث سير خطير، بعد أن فقد السائق السيطرة على المركبة نتيجة السرعة الزائدة، ما أسفر عن إصابة عدد من الراكبات، م


تحذير من الأرصاد: سحب الرماد البركاني القادمة من إثيوبيا تمت.

الإثنين/24/نوفمبر/2025 - 03:10 ص

حذّر مركز التنبؤات الجوية والإنذار المبكر التابع للهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، من تمدد سحب الرماد البركاني الناتجة عن ثوران بركان إرتال في إث


اختفاء غامض يضـ.ـرب هرم الحو.ثيين… قادة الجماعة يُهرَّبون إل.

الإثنين/24/نوفمبر/2025 - 01:32 ص

اختفى أعضاء المجلس الانقلابي الحاكم في مناطق سيطرة الحوثيين ومعهم من تبقى من أعضاء الحكومة غير المعترف بها، باستثناء سلطان السامعي عضو مجلس الحكم الشك


عاجل | مركز الطوارئ والاسعاف م عدن يصدر تحذير هام! .

الإثنين/24/نوفمبر/2025 - 01:52 ص

اخي المواطن أختي المواطنة بسبب الرماد البركاني الناتج عن بركان أثيوبيا، لحمايتك، ابق بالداخل وأغلق النوافذ والأبواب. ارتدِ كمامة وغطِّ مصادر المياه، إ