30 نوفمبر.. إرث التحرر والسيادة ومسار الجنوب نحو دولة حديثة ..
الخميس - 27 نوفمبر 2025 - 12:19 ص
صوت العاصمة/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
يُمثل عيد الاستقلال 30 نوفمبر محطة تاريخية لا يمكن تجاوزها ‘ حيث يجسًد انتصار الإرادة الشعبية على أعتى قوة استعمارية في ذلك الوقت ‘ هذا اليوم بالنسبة للجنوبيين هو رمز للتحرًر ‘ ويؤكد على الحق الأصيل في تقرير المصير وبناء الدولة المستقلة.
وتكتسب هذه الذكرى في العام 2025م دلالة خاصة ‘ إذ تأتي في ظل حراك وطني متصاعد يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي ‘ وفي ظل مرحلة سياسية تشهد تحولات إقليمية ودولية جعلت من القضية الجنوبية محورًا مهمًا على طاولة النقاش.
وتأتي ذكرى الاستقلال هذا العام بينما يتقدًم مشروع الاستقلال الثاني بخطوات ثابتة ‘ كما أصبح للمجلس الانتقالي الجنوبي حضور سياسي قويً ‘ ومشاركة فاعلة في مفاوضات السلام ‘ ورؤية واضحة لبناء مؤسسات دولة جنوبية حديثة.
لم تعد ذكرى الاستقلال مناسبة للاحتفال فقط ‘ بل باتت مساحة للتأكيد على وحدة المصير السياسي للجنوبيين ‘ ورسالة بأنهم ماضون في طريق استعادة دولتهم مهما تعاظمت التحديات ‘ وتكشف حقيقة الحشود المتوقعة في سيئون عن حقيقة ثابتة مفادها أن الجنوب يمتلك اليوم إرادة سياسية وشعبية متماسكة ‘ وأن مشروع الاستقلال الثاني بات أقرب من أي وقت مضى.
يجمع السياسيون بأن الذكرى ال 58 للاستقلال هذا العام تأتي محًملة برسائل وطنية عميقة تمزج بين الماضي المجيد ‘ والحاضر المليء بالتحديات ‘ والمستقبل الذي يصنعه الجنوبيون بإرادة متجددًة ‘ إنه احتفال بالذاكرة ‘ وتأكيد للمسار ‘ والاعلان بأن الجنوب عائد الى مكانه الطبيعي دولة مستقلة ذات سيادة ‘ يقودها شعب يعرف جيدًا ماذا يريد ‘ ويمضي خلف قيادة سياسية صلبة تمثله وتعبًر عن تطلعاته.
* وفي هذا التقرير نستطلع آراء نخبة من القيادات الجنوبية السياسية والعسكرية، إلى جانب شخصيات أكاديمية وصحفية، حول الدلالات العميقة لذكرى نوفمبر ومظاهر الاحتفاء بهذا اليوم الخالد، ورؤيتهم لمستقبل الدولة الجنوبية المنشودة، وكيفية تعزيز دورهم في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة، إضافة إلى أهمية استقلال الجنوب في مسار التاريخ الحديث.
*قضايا محورية.. يجب التركيز عليها في ذكرى نوفمبر:
البداية كانت مع نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء احمد سعيد بن بريك والذي تحدث عن ذكرى الـ58 لعيد الاستقلال 30 نوفمبر قائلا: “في ذكرى نوفمبر يجب التركيز على القيام بزيارة أسر شهداء التحرير والاستقلال مشددًا على ضرورة تفقًد أحوالهم بزيارة أمهاتهم وأولادهم وأحفادهم ‘ وتقديم لهم هدايا رمزية ‘ منوهًا بضرورة القيام بنقل أي هموم وتذليلها لهم ولأولادهم وأحفادهم”.
وشددً بن بريك بالقول :” من ضمن القضايا التي يجب التركيز عليها هي : القيام بزيارة من تبقى من مناضلي حرب التحرير وإجراء مقابلات تلفزيونية وإذاعية للاستماع الى مآثرهم وذكرياتهم النضالية”.
*نموذج الوحدة القديمة .. لم يعد قابلًا للحياة:
من جانبه قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ الدكتور ناصر الخبًجًي: ” يرى الجنوبيون أن مستقبلهم يبدأ بتأسيس دولة جنوبية فيدرالية كاملة السيادة وتقوم على أسس واضحة وراسخة ‘ في إطار نظام سياسي حديث يرتكز على الشراكة ‘ والحوكمة الرشيدة ‘ وسيادة القانون ‘ في ظل مؤسسات أمنية وعسكرية وطنية تحمي المواطن وحدود الدولة وتضمن الامن والاستقرار”.
وربط الخبجي رؤية الجنوبيون في مستقبل بلدهم باقتصاد مستدام يقوم على استثمار الموانئ والثروات الطبيعية ‘ وتعزيز الشفافية ‘ وتوريد الإيرادات الى البنك المركزي بعدن”.
وأكد الخبجي على أهمية إقامة علاقات متوازنة مع الإقليم والعالم قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة ‘ بعيدًا عن التبعية ‘ بمعنى أن يكون هناك انفتاح مسؤول نحو الشمال يقوم على الندية والاحترام المتبادل ‘ ضمن حل سياسي عادل يعترف بقضية الجنوب وهويته وحق شعبه في استعادة دولته.
وشددً الخبجي بأن هذه الرؤية لم تعد مجرد طموح أو شعار ‘ بل ضرورة سياسية وواقعية فرضتها عقود من الحروب والانهيارات التي أثبتت أن نموذج الوحدة القديمة لم يعد قابلًا للحياة”.
وأشار إلى إن دور الجنوب في تحقيق السلام والاستقرار يتمثّل في أنه اليوم الركيزة الأهم في معادلة الأمن الإقليمي، وإن دوره المحوري يقوم على عدة مرتكزات، أبرزها تأمين خطوط الملاحة الدولية في باب المندب وخليج عدن، ومحاربة الإرهاب والتطرف عبر قوات جنوبية أثبتت كفاءتها بدعم التحالف والشركاء الدوليين، مما يضمن إدارة مستقرة للمناطق المحررة مقارنة ببقية الجغرافيا اليمنية، ويجعل الجنوب قاعدة صلبة لأي مسار سياسي قادم.
وأضاف الخبجي:”دور الجنوب في السلام يظهر أيضًا من خلال الاستعداد للانخراط في عملية سياسية شاملة تعالج جذور الأزمة، وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب، وتقديم شراكة موثوقة للمجتمع الدولي في الأمن البحري ومكافحة التهريب وحماية المنشآت الاقتصادية الحيوية. لا يمكن بناء سلام حقيقي دون حضور الجنوب كطرف رئيسي في صياغة مستقبل البلاد”.
ولفت إلى أن تحويل الرؤية إلى واقع يتطلب العمل على ثلاثة مسارات رئيسية:
أولًا: المسار السياسي والدبلوماسي: تعزيز حضور المجلس الانتقالي في المسارين الأممي والإقليمي، وبناء شبكة علاقات فاعلة مع العواصم المؤثرة مثل الرياض وأبوظبي والقاهرة وواشنطن ولندن، إضافة إلى تفعيل الدبلوماسية الإعلامية.
ثانيًا: المسار المؤسسي: تطوير أداء المؤسسات وتوحيد القرار الإداري، واستكمال إصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية، وتفعيل الهيئات الرقابية، وتحسين الخدمات.
ثالثًا: المسار المجتمعي: تعزيز الاصطفاف الوطني ووقف الصراعات الجانبية، ودعم مشاركة الشباب والمرأة، وحماية النسيج الاجتماعي وتعزيز الهوية الوطنية الجنوبية.
*دور محوري في بناء الإنسان وتحصينه بالعلم والمعرفة:
بدوره صرًح عميد كلية اللغات والترجمة البروفيسور جمال الجعدني لعدن 24 وذلك بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسون لعيد الاستقلال 30 نوفمبر قائلًا : “بمناسبة احتفالات شعبنا بالذكرى الثامنة والخمسين لعيد الاستقلال الوطني في ال 30 من نوفمبر ‘ نتقًدم بأسمى آيات التهاني لأبناء وطننا الحبيب ‘ مؤكدين أن هذه المناسبة الوطنية الخالدة تمثل محطة مضيئة في تاريخ وطننا الغالي ‘ وملحمة نضال تجسًدت فيها تضحيات الابطال الذين صنعوا فجر الحرية والاستقلال”.
وأضاف الجعدني: “إن استلهام الدروس والعبر من هذه المناسبة العزيزة مسؤولية وطنية تقع على عاتق جميع المؤسسات ‘ وفي مقدمتها مؤسسات التعليم العالي ‘ لما لها من دور محوري في بناء الانسان وتحصينه بالعلم والمعرفة ‘ مشددًا على أهمية تثقيف الشباب وتعزيز وعيهم الوطني ‘ وترسيخ قيم الانتماء والمواطنة الإيجابية ‘ وإبراز دورهم الفاعل في بناء الأمم والنهوض بالمجتمعات”.
ودعا الشباب إلى أداء دورهم الريادي في دعم مسارات الأمن والاستقرار ‘ ونشر ثقافة التسامح والسلام ‘ والعمل بروح الفريق الواحد من أجل مجتمع مزدهر يقوم على أسس العدالة والاحترام وسيادة القانون”.
وأكد في تصريحه لعدن 24 على التزام جميع المؤسسات الأكاديمية بمواصلة جهودها في تطوير التعليم ‘ وتحديث البرامج الأكاديمية ‘ وتعزيز الشراكات البحثية والمجتمعية ‘ بما يسهم في ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة ‘ والارتقاء بجودة التعليم ‘ وإعداد جيل قادر على الإبداع والمنافسة وصناعة المستقبل”.
واختتم الجعدني بقوله: “نسأل الله أن يحفظ وطننا الغالي ‘ وأن يرحم شهداءه الأبرار ‘ وأن يكتب لشعبنا المزيد من الأمن والسلام والتقًدم والازدهار”.
*وجود النساء في الصفوف الأمامية.. رسالة سياسية قوية:
من جهتها قالت الدكتورة سهير علي أحمد أستاذ القانون العام / كلية الحقوق – جامعة عدن.: ” لعبت المرأة في الجنوب العربي دورًا محوريًا في مسيرة التحرير من الاستعمار البريطاني وصولًا إلى 30 نوفمبر 1967م ‘ تمثل هذا الدور في الاشتراك في الفعل التحررًي بكل أبعاده ‘ فقد كان دورها جزءًا أصيلًا من الفعل الثوري والسياسي والتنظيمي والاجتماعي ‘ حيث شاركت مباشرة في الكفاح المسلح ضمن جبهة التحرير ‘ والجبهة القومية ‘ كما شاركت في تنفيذ عمليات فدائية ضد مواقع ودوريات الاحتلال ونقل السلاح والذخائر ‘ إضافة إلى دورها في رصد تحركات القوات البريطانية ونقل المعلومات للفدائيين”.
وأضافت:” كما كان للمرأة دورًا حاسمًا في العمل السًري والتنظيمي ‘ لأن وجودها في المجتمع سمح لها بالتحرك في بعض الأماكن دون اثارة الشكوك وهو ما خدم العمل السري بشكل كبير ‘ مثل إخفاء الفدائيين في البيوت وتهريبهم بين الاحياء والمدن ‘ وإنشاء شبكة اتصال آمنه بين خلايا المُقاومة”.
وأردفت سهير: “كما أسهمت المرأة الجنوبية في خلق بيئة اجتماعية واعية تُشكل قاعدة داعمة للثورة ‘ من خلال كتابة المقالات والمنشورات السرية وتوزيعها ‘ ونشر الوعي الوطني بين النساء والطالبات”.
واستطردت بالقول: “وكان لوجود النساء في الصفوف الأمامية رسالة سياسية قوية تُظهر أن قضية التحررً قضية شعب بأكمله ‘ فشاركت في عددً من المظاهرات المناهضة للاحتلال في الستينات والاحتجاج ضد سياسة القمع ‘ كما قدًمت النساء أشكالًا من الدعم الإنساني واللوجستي منها اسعاف الجرحى في المعارك والاشتباكات ‘ وجمع التبرعات والطعام والملابس للفدائيين”.
ونوهت بأن هذه الأدوار كانت أحد أعمدة استمرار المقاومة آنذاك ‘ مؤكده بأنها من خلالها أثبتت المرأة الجنوبية أنها شريك في صناعة الاستقلال ‘ وأن 30 نوفمبر لم يكن ليُكتب في التاريخ لولا حضورها القوي وتضحياتها.
*تحويل التحديات الى فرص .. لبناء مستقبل يُليق بتضحيات نوفمبر:
بدوره قال نائب وزير الصناعة والتجارة الدكتور سالم الوالي: “بمناسبة الذكرى الثامنة والخمسين لثورة نوفمبر المجيدة ‘ نستحضر تضحيات الأجيال التي ناضلت من أجل الحرية والكرامة ‘ وننظر بوعي إلى التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الجنوب اليوم في ظل ظرف وطني دقيق وحسًاس.
وأشار الوالي إلى جملةٍ من التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها الجنوب، من بينها تدهور الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم، وارتفاع تكاليف توفيرها بسبب هشاشة البنية التحتية، إضافةً إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر نتيجة تقلّص الفرص الاقتصادية وتراجع النشاطين الصناعي والتجاري، فضلًا عن ضعف الاستقرار الإداري في بعض المناطق وتأثيره المباشر على جذب الاستثمارات وتحفيز النمو.
كما تطرق إلى مشكلة هجرة الكفاءات وتراجع برامج التدريب المهني وضعف تأهيل الشباب لاحتياجات سوق العمل، إلى جانب تشظّي الجهود المؤسسية وغياب سياسات فعّالة للتنمية المستدامة، علاوةً على تأثيرات الاقتصاد غير المنظّم ودوره في إضعاف الإيرادات الرسمية وتقويض الجهود الرقابية.
وأكد الوالي على أهمية التصدي لهذه التحديات، متطرقًا إلى الإجراءات والمعالجات الضرورية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي، مشددًا على وجوب توحيد القرار الاقتصادي والإداري وتعزيز دور المؤسسات الرسمية بعيدًا عن التجاذبات السياسية، والعمل على تطوير البنية التحتية الخدمية عبر شراكات فاعلة مع القطاع الخاص والمنظمات الدولية، بما يساهم في خلق بيئة جاذبة للاستثمار عبر تعزيز الأمن وحماية الأعمال وضمان الشفافية.
ومن بين هذه المعالجات، شدد على إطلاق برامج لتشغيل وتمكين الشباب وتوسيع نطاق التدريب الفني والمهني، مضيفًا إلى ذلك ضرورة تنشيط القطاعين التجاري والصناعي وتسهيل حركة البضائع والخدمات وتشجيع الإنتاج المحلي، مشددًا على أهمية تفعيل أجهزة الرقابة ومكافحة الفساد لضمان عدالة توزيع الموارد وتحسين ثقة المواطن بالمؤسسات، بما يخلق توافقًا مجتمعيًا واسعًا يضع أولويات الاقتصاد والمعيشة فوق أي اعتبارات أخرى.
وختم الوالي حديثه بالقول: ” اللحظة الراهنة تتطلب من الجميع سواًء مؤسسات وقيادات ومجتمع مدني وقطاع خاص ‘ العمل بروح الفريق الواحد لاستعادة دور الجنوب الريادي ‘ وتحويل التحديات الى فرص لبناء مستقبل مستقر يُليق بتضحيات أبناء نوفمبر المجيد مختتمًا :” وكل عام والشعب والوطن بخير وازدهار”.
*30 نوفمبر.. ميلاد الدولة الجنوبية المستقلة:
وفي سياق إبراز الرمزية الوطنية لذكرى 30 نوفمبر، أكد القائد العسكري رشدي العُمري في تصريح لصحيفة وموقع عدن 24 أن هذا اليوم يمثل يوم الاستقلال الوطني وطرد آخر جندي بريطاني من أرض الجنوب عام 1967، مضيفًا أن هذا الإنجاز كان ثمرة ثورة أكتوبر المجيدة التي انطلقت شرارتها الأولى من جبال ردفان الشماء، مشددًا على أن هذا اليوم يشكل رمزًا للتحرر واستعادة السيادة وولادة دولة جنوبية مستقلة.
وأضاف العُمري: “تحتفل الأجيال الاجيال الجديدة بهذا اليوم عبر رفع الاعلام الجنوبية ‘ وحضور الفعاليات والأنشطة المدرسية ‘ ونشر والمواد التاريخية عبر وسائل الاعلام ‘ إضافة الى المشاركة في المسيرات والفعاليات الثقافية ‘ مشددًا بأنه من خلال هذه الاحتفالات نستذكر العبر والدروس ونستلهم منها التضحية والفداء”.
وأردف في حديثه لعدن24: “مظاهر الاحتفال شعبيًا هي تنظيم مسيرات جماهيرية وعروض شبابية ‘ وأناشيد وطنية ‘ ورفع الاعلام ‘ وإقامة فعاليات ثقافية ورياضية مختلفة ‘ أما رسميًا فيكمن مظاهر الاحتفال في إقامة العروض العسكرية ‘ ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكارية ‘ وتنظيم حفلات خطابية وفنية ‘ وفعاليات ثقافية وغيرها”.
وبهذه المناسبة العظيمة رفع العُمري آيات التهاني والتبريكات الى الشعب الجنوبي والى قيادتنا السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي ‘ وإلى كافة أبطال وقوتنا المُسلحة الجنوبية في كافة الجبهات والمحافظات الذين يذودون عن تراب أرضنا الطاهرة ويحمون المكتسبات الوطنية التي تحققتً ‘ كما نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين رسموا بدمائهم الطاهرة طريق الحرية والاستقلال”.
*ثلاثية النصر.. تمضي بالجنوب نحو مستقبله:
ويأتي الإعلام الجنوبي ليكمل دور القيادات السياسية والعسكرية في تعزيز وحدة الصف وتأكيد رسالة الجنوب على الساحة الوطنية والدولية، حيث أكد الإعلامي عمر عرم في تصريح لموقع وصحيفة عدن 24 أن الإعلام يقع على عاتقه مسؤولية تعزيز الوحدة الوطنية من خلال توحيد الخطاب وترسيخ الهوية الجامعة. وأضاف أن هذا الدور يتجلى في مواجهة الشائعات والتضليل بمعلومات دقيقة، وإبراز الإنجازات الأمنية والخدمية في كافة محافظات الجنوب، مع فتح مساحات للحوار لتأكيد حقيقة أن الجنوب وطن واحد ومصير واحد، بما يعكس تلاحم الشعب وتماسكه الوطني، ويعزز حضور القضية الجنوبية محليًا وإقليميًا ودوليًا، في سياق دعم الجهود السياسية والعسكرية لاستعادة دولة مستقلة كاملة السيادة.
وأشار عرم إلى أن من أبرز أولويات التغطية الإعلامية لذكرى 30 نوفمبر تعزيز قيم التحرر والسيادة وربط دروس الماضي بالحاضر، مؤكدًا على أهمية إبراز جهود الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي والمجلس الانتقالي في توحيد الصف الجنوبي وتعزيز الحضور الدولي للقضية، مشددًا على ضرورة نقل صورة التلاحم الشعبي الجنوبي للعالم وإظهار الوحدة المتينة لشعب الجنوب من المهرة حتى باب المندب.
وأضاف: “هذه الذكرى يجب أن يستفيد منها الجيل الجديد بشكل أساسي من خلال الدروس التاريخية وأخذ العبرة ونقل التجارب لهم ‘ ويكمن ذلك في تعزيز الوعي بالهوية الجنوبية وتضحيات رواد النضال ‘ وتحويل التاريخ لقوة إيجابية تدفع للبناء والعمل والإنجاز ‘ وشددً عرم على إدراك قيمة الثبات والمثابرة في تحقيق الأهداف ‘ ومشاركة الشباب في الفعاليات الوطنية والمبادرات لتعميق الانتماء”.
وأردف: “وهنا لابد أن نُشير الى دور المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي في توحيد الصف الجنوبي وتعزيز اللحمة الداخلية ‘ وإيصال صوت الجنوب الى المحافل الدولية وترسيخ الاعتراف السياسي بالقضية ‘ مشيرًا الى دعم الأمن والخدمات وتمكين السلطات المحلية ‘ وإعادة بناء الجيش الجنوبي على أسس وطنية ومهنية”.
وتابع عرم : ” في الختام أود أن أقول بأن الاعلام الجنوبي والقيادة السياسية والجيل الجديد هم ثلاثية النصر التي تمضي بالجنوب بثبات نحو مستقبلة ‘ بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي الذي أعاد للقضية الجنوبية حضورها ومكانتها”.