اتصال يربك التحالفات..
الجمعة - 28 نوفمبر 2025 - 02:03 ص
صوت العاصمة : وول ستريت جورنال
طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من رئيسة وزراء اليابان، ساناي تاكايتشي، تهدئة لهجتها حول تايوان، عقب مكالمة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ؛ بهدف تجنب استفزاز بكين والحفاظ على تفاهماتها الاقتصادية مع واشنطن.
وبحسب "وول ستريت جورنال"، فإن مكالمة ترامب-شي كشفت عن واقع جديد في العلاقات بين واشنطن وطوكيو وبكين، حيث أصبح الملف التجاري مرتبطًا بشكل مباشر بالملف الأمني في شرق آسيا.
وكشفت مصادر مطّلعة أن شي قضى نصف ساعة في اتصالٍ هاتفي مع ترامب، شدّد خلاله على المطالبة الصينية التاريخية بتايوان، مؤكدًا على مسؤولية واشنطن وبكين المشتركة في إدارة النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية.
ولاحقًا، اتصل ترامب بتاكايتشي مباشرة، محذرًا من استفزاز بكين، فيما اعتبرت المصادر اليابانية أن التحذير جاء بدقة وحرص لتجنّب الضغط على رئيسة الوزراء حتى لا تتراجع عن تصريحاتها بالكامل، ومع ذلك، أعرب المسؤولون في طوكيو عن قلقهم من أن أي توتر حول تايوان قد يضر بالتفاهم التجاري الأخير، الذي يتضمن وعد الصين بشراء مزيدٍ من المنتجات الزراعية الأمريكية لدعم المزارعين المتضررين من الحرب التجارية.
من جهته قال البيت الأبيض، في بيان نقلته الصحيفة، إن ترامب اعتبر العلاقة بين الولايات المتحدة والصين "جيدة جدًا"، وأن هذا الوضع مفيد أيضًا لليابان، الحليف الوثيق، وأضاف الرئيس الأمريكي: "الاتفاق الجيد مع الصين أمر رائع لكل الأطراف، والرئيس شي سيزيد مشترياته من منتجاتنا الزراعية، وكل ما هو جيد لمزارعينا جيد بالنسبة لي".
ويرى المحللون أن توقيت هذه الحادثة مهم جدًا؛ إذ يتزامن مع استعدادات ترامب وشي لسلسلة لقاءات في العام المقبل، كما يستمر الموقف الرسمي الأمريكي في الاعتراف بالمطالب الصينية دون تأييدها، مع استمرار تقديم واشنطن أسلحة دفاعية لتايوان لضمان ألَّا يُحدَّد مصيرها بالقوة.
وفي البرلمان الياباني، قالت تاكايتشي إنها لم تكن تنوي الخوض في تفاصيل الرد العسكري على تايوان، وهو ما فسره بعض المحللين كإشارة لتخفيف حدة تصريحاتها، كما أشار ترتيب المكالمات، أولاً مع الصين ثم اليابان، إلى استعداد ترامب لتقييد موقف الحليف حول قضية جيوسياسية أساسية؛ في خدمة لمصلحة العلاقة التجارية مع بكين.
بدوره، قال خبير الشؤون الآسيوية في مجلس العلاقات الخارجية ماثيو جودمان: "ليس مستغربًا أن يتحدث الرئيس الأمريكي مع قادة الصين واليابان، لكن ترتيب المكالمات لافت وربَّما أثار بعض القلق في طوكيو".
ووفقًا لمسؤول مقرّب من البيت الأبيض، فإن المكالمة بين ترامب وشي ركزت على التجارة، في وقت تواصل فيه واشنطن متابعة التزامات الصين بشراء الصويا ومنتجات زراعية أمريكية أخرى، بعد اتفاق سابق على شراء 12 مليون طن من الصويا بنهاية العام، و25 مليون طن سنويًا للأعوام الـ3 القادمة، رغم عدم صدور بيان رسمي من بكين لتأكيد الأرقام.
أمَّا بالنسبة لتايوان، فقد كانت محور تركيز شي، الذي لم يذكر اليابان مباشرة، إلَّا أن حديثه عن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية كان تلميحًا صريحًا لليابان، في إشارة إلى موقعها كطرف متأثر بالتوترات الأخيرة.
وأشارت تقارير سابقة إلى أن شي يسعى للحصول على وعد من ترامب بموقف واضح ضد استقلال تايوان، في وقت تؤكد فيه وزارة الخارجية الأمريكية على معارضتها لأيّ تغييرات أُحادية الجانب للوضع الراهن، مع الإشارة إلى أن الصين تمثل أكبر تهديد للسلام والاستقرار في مضيق تايوان.