“وادي حضرموت يواجه الاحتلال اليمني.. اعتصام سيئون يُعلن مرحلة “الرد الشعبي المباشر”
الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - 12:06 ص
صوت العاصمة/ تقرير/ فاطمة اليزيدي:
في تطورات متسارعة ‘ تتجه الأنظار بثقلها نحو وادي وصحراء حضرموت ‘ حيث تحول شارع الستين في سيئون إلى ساحة نضال متقدمة ‘ بعد محُاولات اجتياح قوات المنطقة العسكرية الأولى واعتقال عدد من المعتصمين السلميين ‘ أصبح هذا الشارع مركز ثقل سياسي وشعبي غير مسبوق.
شكًل اعتصام سيئون المفتوح نقطة تحول فارقة في مسار المواجهة ‘ خصوصًا بعد تزايد الاعتقالات التي تُطال أحرار الجنوب العربي السلميين.
لم يعد التحرك في وادي حضرموت حدثًا احتجاجيًا عابرًا ‘ بل أصبح منعطفًا وطنيًا سيحدد شكل النفوذ والامن والسيادة في حضرموت ‘ ويضع حدًا لمرحلة طويلة من الهيمنة التي مارستها المنطقة العسكرية الأولى ‘ التي يعتبرها الشارع الجنوبي اليوم (رأس الحربة) في التخادم بين الإخوان والحوثيين.
*حضرموت لن تكون جسرًا لعودة الإمامة:
منذُ اليوم الأول للاعتصام ‘ ترتسم ملامح لحظة جنوبية مختلفة ‘ فالإعداد المتزايد ‘والإصرار الشعبي ‘ والتنظيم المحكم ‘ رغم المداهمات وممارسات القمع والاعتقال كلها تعكس إدراكًا عامًا بأن أبناء حضرموت لم يعودوا قابلًا للمساومة.
واليوم دخلوا مرحلة جديدة في النضال لاستعادة أرضهم وطرد قوات الاحتلال اليمني ‘ الشارع يُعلن بوضوح أن حضرموت لن تكون جسرًا للإمامة ‘ ولا ظهرًا مكشوفًا للجنوب ‘ بل ستكون نقطة انطلاق نحو استعادة السيادة على الوادي والصحراء ‘ وبسط الأمن وفق رؤية جنوبية خالصة.
*معركة اليوم امتداد لمعركة الأمس:
إن التحديات التي يواجهها الجنوب اليوم تُعد امتدادًا لمسيرة التحرر الأولى ‘ ومعركة فاصلة في مرحلة دقيقة وحساسة تتطلب وحدة الصف وتماسك الجبهة الوطنية خلف مشروع الاستقلال الثاني.
*الالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي.. إرادة لا تُقهر:
في الوقت الذي حاولت فيه قوات الاحتلال اليمني استخدام الترهيب لفض التجمعات ‘ أكدت خيام الاعتصام المتواصلة في سيئون على استمرارية المقاومة الشعبية السلمية ‘ وفي المقابل جسًد الاعتصام الالتفاف الشعبي الواسع حول قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ‘ الذي يُنظر إلية كممثل شرعي لتطلعات الجنوب العربي.
*حضرموت تحسم موقفها .. رفض قطعي للتمدد الحوثي والإخواني:
لقد لعبت جغرافية حضرموت الحيوية دورًا في جعلها محورًا لمحاولات القوى المتصارعة للتمددً ‘ لكن الرسالة التي خرج بها المعتصمون اليوم كانت واضحة لا لبس فيها وهي حضرموت ترفض أن تكون مددًا للإمامة الحوثية أو جسرًا جديدًا لتمددها نحو الجنوب ‘ هذا الموقف الحازم يتأسس على قراءة سياسية معمقًة تستحضر دروس الماضي القريب.
أدرك المعتصمون ان الإبقاء على المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت يعني عمليًا توفير منفًذ استراتيجي للحوثيين وداعميهم للتوغل والاقتراب من الجنوب العربي ‘ وأي تساهل أو تأخير في مواجهتها لن يعود إلا بكلفة مضاعفة على حضرموت خاصة وعلى الجنوب عامة ‘ مما يُحوًل مطلب تحرير وادي حضرموت إلى أولوية قصوى.
*دعوة قوات الجنوب العربي للتدخل:
في سياق متصل ‘ وجًه شباب الغضب نداًء مباشرًا الى قوات الجنوب العربي للقيام ب “واجبها الوطني” في حماية المواطنين والانتصار لإخوانهم في وادي وصحراء حضرموت ‘ وأكد البيان أن ما جرى يفرض على هذه القوات الاستجابة العاجلة ل “تفويض أبناء حضرموت” بتحرير الوادي والصحراء من هذا الاحتلال الغاشم ‘ هذه الدعوة تضع مسؤولية حماية الشعب على عاتق القوات الجنوبية وتفوضها شعبيًا بالعمل على إنهاء الوجود العسكري الحالي.
*الإصرار الجنوبي.. مُعادلة أمنية جديدة:
رغم حجم التحديات ‘ حافظ الجنوبيون على موقف ثابت وواضح ‘ يتمحور حول نقطتين أساسيتين لا يمكن التراجع عنهما وهي رفض أي وجود متطرف ويأتي هذا الرفض القاطع لوجود العناصر المتطرفة أو قوات تسهل عملها داخل وادي حضرموت أو على حدوده ‘ كما أن الموقف يؤكد على التمسك بتمكين النخبة وهو أن التمسك بحق تمكين قوات النخبة الحضرمية من إدارة أمن هذه المناطق بشكل كامل.
المشهد العام يُوحي بأن هذا الإصرار يعكس قناعة راسخة بأن الجنوب العربي لن يستعيد أمنه واستقراره إلا من خلال إزالة بؤر التهريب والإرهاب ‘ وقطع خيوط التخادم الذي سمح سابقًا بتمدد التهديدات.
*شعلة الغضب لن تنطفئ.. مصير المنطقة العسكرية الأولى:
اللافت في المشهد الحضرمي أن كلما زاد قمع قوى الاحتلال ‘ زادت معه عزيمة الجنوبيين وتمسكهم بمواقفهم ‘ ليتحول الغضب الشعبي الى شعلة وقودها غضب الناس ‘ هذه الشعلة ‘ وفقًا للبيان الشعبي ‘ “لن تنطفئ الا بتحقيق مطالبهم الجوهرية ‘ والتي تتمثل في الرحيل الفوري لقوات المنطقة العسكرية الأولى.
*تفاعلًا واسعًا.. غير مسبوق:
شهد الفضاء الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي تفاعلًا واسعًا وغير مسبوق ‘ عقب إطلاق سياسيين ونشطاء من مُحافظة حضرموت وسمين مؤثرين يعكسان جوهر المرحلة الحالية ‘ الهاشتاجات التي أُطلقت أمس وهي # رحيل المنطقة العسكرية الأولى و # وحدة الجنوب قرار مصيري ‘ تصدرت قائمة الموضوعات الأكثر تداولًا في عدد من الصفحات والمجموعات النشطة ‘ مؤكدة أن المعركة على الأرض وفي الميدان لها امتداد مصيري في الساحة الرقمية.
ويأتي هذا التفاعل الرقمي الكثيف ليُصاحب اعتصام سيئون السلمي المستمر ‘ حيث يهد ف الى تعزيز الشرعية الشعبية للحراك وتوصيل رسالة واضحة الى جميع الأطراف الإقليمية والدولية مفادها أن الإرادة الجماهيرية في حضرموت قد حسمت أمرها.
*معركة محسومة الاتجاه؟.
يؤكد المراقبون أن العملية العسكرية اعتمد بشكل كبير على ترتيب خطة سياسية وإدارية مرافقة لمرحلة ما بعد تحرير وتطهير وادي حضرموت ‘ بما يمنع حدوث فراغ أمني أو فتح مجال لقوى متطرفة جديدة.
وبحسب محللين ‘ فإن المؤشرات الميدانية والشعبية تصب في اتجاه دعم جهود التحرير وإنهاء النفوذ العسكري لمليشيات المنطقة الأولى ‘ غير المنسجم مع متطلبات الأمن المحلي ‘ خصوصًا مع اتساع التأييد الشعبي للمطالبة بتسليم الأمن في مناطق وادي حضرموت لابناء حضرموت ممثلين بالنخبة الحضرمية والقوات الأمنية المحلية ‘ ورفض أي وجود عسكري لمليشيات المنطقة العسكرية الأولى والذي يعتبر وجود داعم للإرهاب ومليشيات الحوثي.
ومع أن العمليات لا تزال في بداياتها ‘ إلا أن التوقعات تُشير إلى أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل وادي حضرموت ‘ حيث ستشهد تحولًا جذريًا نحو مرحلة جديدة عنوانها الأمن والاستقرار وتعزيز سلطة القوى المحلية الحضرمية.
*التوجه نحو الأمن الذاتي:
بات من الواضح أن الجنوب العربي يتحرك بخطى واعية نحو تحقيق مُعادلة أمنية جديدة ‘ تضع مصلحة حضرموت وأهلها في صدارة الأولويات ‘ وتؤكد أن تمكين الجنوب من إدارة شؤونه الأمنية هو الضمان الوحيد للتحرر من عبء التخادم الاخواني- الحوثي ‘ الهدف الأسمى هو ترسيخ مسار استعادة الدولة وبناء مستقبل مستقر وآمن لأجيال الجنوب