"اتفاقات هشة وهدوء مخادع".. إسر.ائيل تستعد لحـ.ـرب على 4 جبهات
الأربعاء - 03 ديسمبر 2025 - 01:51 ص
صوت العاصمة/وكالات
تمهد إسرائيل مسرح عملياتها العسكرية تأهبًا لـ"حرب رباعية" تشمل قطاع غزة ولبنان وإيران وسوريا، بعد ما وصفته بـ"تمدد حالة عدم الاستقرار الأمني" على الجبهات الأربع، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وذكرت صحيفة "يسرائيل هايوم" أن قوات الجيش الإسرائيلي المنتشرة في سوريا لن تنسحب، وستظل داخل الأراضي السورية لفترة طويلة، وكذلك الحال في لبنان، الذي دشنت إسرائيل في جنوبه 3 مواقع عسكرية ثابتة.
وأضافت أن "إسرائيل تواجه اختبارات متزايدة مع اشتعال عدة جبهات".
وبررت التأهب العسكري بما أسمته "إعادة بناء قوة حماس في غزة، واستئناف تسليح حزب الله في لبنان، واستغلال إيران كل يوم للتعافي" وفق تعبيرها.
وفي إطار استعداداتها، لا تكترث إسرائيل باتفاقات وقف إطلاق النار، سواء في غزة أو لبنان، وترى أن هذه الاتفاقات لم تحرز حتى الآن نتائج إيجابية على أرض الواقع، حتى بعد رعاية الولايات المتحدة لها.
وأوضحت "يسرائيل هايوم" أن استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني الإقليمي "لا يبشر بخير لإسرائيل".
وأكدت أنه "يتعين على إسرائيل القيام بنشاط عسكري يومي، لعرقلة أي محاولة من شأنها تهديد الأمن الإسرائيلي".
ورغم إصرار إسرائيل على بقاء قواتها لأجل طويل في سوريا، ترى تقديرات في تل أبيب أن "هذه الجبهة أقل خطرًا على إسرائيل"، وعزت ذلك إلى اهتمام النظام السوري – رغم مشاكله الداخلية – بالاستقرار والتوصل إلى تسوية، وفق تعبيرها.
وأوصت الصحيفة في الوقت نفسه باستمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في سوريا بين فينة وأخرى، على نسق عملية "بيت جن" الأخيرة جنوب غرب سوريا، للحيلولة دون "رفع رؤوس العناصر المتطرفة".
وعلى الجبهة اللبنانية، سوَّقت الصحيفة العبرية لـ"انعدام الأمل في التوصل إلى حل طويل الأمد".
ورجَّحت مواصلة الجيش الإسرائيلي عملياته اليومية في جنوب لبنان وما وراءه، لضمان السيطرة الأمنية، والحيلولة دون تمكين حزب الله من إعادة رص صفوفه.
وقالت إن الاتفاقية الموقعة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 مع الحكومة اللبنانية، بوساطة المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين، انطوت على نقطتي ضعف رئيسيتين؛ الأولى: اعتمادها على الحكومة لبنانية هشة، والثانية: التعويل على الجيش اللبناني في تفكيك ترسانة حزب الله العسكرية، حيث أثبت الواقع أن "البندين غير موثوقين" وفق تقديرها.
ووصفت "يسرائيل هايوم" جبهة غزة بـ"المعقدة والهشة"، مشيرة إلى أنها "على وشك الانهيار وتجدد القتال"، خاصة أن واقعها الحالي "متقلب وخطير"، إذ تختفي مؤشرات التقدم في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، و"قد تبقى إسرائيل على هذا الوضع لبعض الوقت".
وترى الصحيفة العبرية أن "الهدوء الذي يخيم على الجبهة الإيرانية مخادع"، إذ تستغل إيران كل يوم يمر لإعادة بناء شبكة دفاعها الجوي، وتصنيع صواريخ باليستية إضافية تهدد إسرائيل.
وأشارت إلى أن "إيران لم تتخل عن مشروعها النووي، وستعيد بناءه بلا أدنى شك".
وتعمل إيران، وفق تقديرات تل أبيب، برؤية بعيدة المدى، تستشرف عقودًا قادمة، وهو ما يحرض إسرائيل على ضرورة الاستعداد واليقظة لتطور التهديد القادم من الجبهة الإيرانية.
وانتقدت الصحيفة أسلوب الجهود الدبلوماسية الأمريكية، مشيرة إلى أنها تتعامل مع كامل الشرق الأوسط كـ"ساحة استراتيجية واحدة"، ولا تهتم إلا بتوسيع نطاق الاتفاقات الإبراهيمية، وفق تعبيرها.
ورأت أن الرئيس دونالد ترامب "لا يدرك أن إسرائيل باتت تسير على حبل مشدود؛ فمن جهة، عليها الحفاظ على تحالفها الحيوي مع الولايات المتحدة، ومن جهة أخرى، لن تتنازل عن محدداتها الأمنية الإقليمية".
وخلصت الصحيفة إلى وضع "خطوط حمراء" في الحوار مع الولايات المتحدة، في طليعتها أنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية بين نهر الأردن والبحر المتوسط" بحسب قولها.