التنظيم الإخو.نجي اخترق كل الأحزاب
الأحد - 07 ديسمبر 2025 - 09:43 ص
صوت العاصمة/ كتب / هاني بن بريك :
إذا أردت أن تعرف الأعضاء المدسوسين من قبل التنظيم السري الدولي للإخونج في بلد فلا تفتش عنهم في الحزب الإخونجي المعلن في هذا البلد فليس هذا مكانهم مطلقاً، بل ابحث عنهم في الأحزاب القومية واليسارية والتي هي أبعد ما يكون عن الإيدلوجية الدينية، وانظر لموقفهم في أهم قضية يتبناها التنظيم الإخونجي محلياً ودولياً، ستجدهم متخندقين مع الإخونج قلباً وقالباً.
قديماً في مصر وغيرها كان من رؤوس التنظيم من انخرط في هذه الأحزاب - اشتراكي ناصري بعثي وغيرها - وشكلوا جبهة معاضدة للإخونج في أهم المنعطفات؛ لإيجاد رأي معاضد للتنظيم من خارج التنظيم.
وُجد وزراء في حكومات عربية كانوا من التنظيم الإخونجي وهم من حصص أحزاب أخرى في الحكومة وقد تكون وزارات سيادية، فلا يمكن أن يعطي الإخونج في حكومة هم مسيطرون عليها وزارة سيادية لشخص ليس لهم عليه نفوذ ويد.
هناك أشياء تجمعهم لا يمكن يخفونها ولا يستطيعون. منها وعلى رأسها كرههم للسعودية، وستجد لهم مواقف يتهمون فيها السعودية بكل بلاء حل بالعرب والمنطقة، ويستنكرون بكل غباء لماذا سميت الدولة باسم أسرة حاكمة ؟!!! وينسبون للسعودية اغتيالات رؤساء عرب - منهم الرئيس اليمني الحمدي - مع إن الإخونج ضد الحمدي وتقدميته، إنما مرادهم إلصاق كل بلاء بالسعودية وتحشيد الشارع العربي والإسلامي لكرهها.
ومن الأشياء الجامعة بينهم: كرههم للملكيات العربية مهما كانت متقدمة وتجاري روح العصر مع انضباط وتمسك بالأعراف والتقاليد والقيم العربية والإسلامية وتوفر الرخاء والعدالة الاجتماعية - التي أصمنا بها الإخونج - في كل أطروحاتهم التي يزعزعون بها الأمن والاستقرار.
جمال عبدالناصر والذي ينسب الناصريون أنفسهم له، خرج من رحم تنظيم الإخونج - كما هو ثابت في كتابات ومدونات ومذكرات قيادات التنظيم الإخونجي - واستغل قدرتهم على حشد الجموع، ثم اختط لنفسه مع الضباط الأحرار مسلكاً قومياً بعيداً عنهم وحاربهم وزج بهم في السجون وعلق لهم المشانق؛ لما تيقن أن قرار تصفيته قد اتخذ من قبل التنظيم، ولكن التنظيم لم يقضَ عليه، وكانت قوته في خارج مصر بعد لجوء قيادات التنظيم للدول الخليجية بالذات، والتي كانت حينها في شقاق مع عبدالناصر، وباضوا هناك وفرخوا، وشكلوا جبهة مدد لكل فروع الإخونج في العالم مستغلين طيبة شعوب الخليج وحبها للإسلام وسلامة صدور حكامها .
بثوا خلاياهم لاختراق كل الأحزاب؛ لأنه السبيل الأسرع لضمان وجودهم في السلطة بأي شكل.
وقويت شوكة الناصرين في مقارعة السادات فظن السادات بإنه بإطلاق التكفيريين من السجون سيقضي على الناصريين والشيوعيين وأحزاب اليسار الأخرى، ولكن سُخِّر أولئك التكفيريون من قبل التنظيم السري للإخونج لذبح السادات الذي أطلقهم من السجون وأعادهم لوظائفهم وأعاد لهم ممتلكاتهم، السادات الذي كان يلقب بالرئيس المؤمن، والمصحف لايغادره والسجدة تعلو جبهته، ذبحوه بدلاً عن الناصريين، والسبب هو الاختراق الإخونجي للناصريين الذي جعلهم في مأمن من استخدام السادات للتكفيريين ضدهم.
اليوم ستسمع صراخهم أشد من الإخونج الظاهرين ، سترى نشاطاً كتابياً لهم غير مسبوق عن استحالة عودة الجنوب، ضاربين أمثلة لا تتطابق بحال مع وضع الجنوب، كل هذا لأن المعركة اشتدت وعوار الإخونج انفضح، ولابد من من حشد من خارج التنظيم ظاهراً.
قديماً قيل : ( من ثمارهم تعرفونهم ) سواء كان ناصرياً أو بعثياً أو اشتراكياً أو ملحداً لا دين له ولا ملة، تعرفه من ثماره ومن قضاياه التي يتبناها وبالأخص القضايا الكبرى المحورية ستجده متخندق مع أصله وجذره. لم أقل ليبرالياً؛ لأن مقتضى اللبرالية هي الحرية والحرية تلتزم بحق الشعب الجنوبي في أرضه وعودة دولته، ولهذا نجد كثيراً من اللبراليين العرب مع عودة الجنوب ومن هنا نحييهم جميعاً.
ولا عزاء للجبناء المتسترين بالبراقع وعبي الخداع.
من المهم أن أقول: ليس كل معارض لعودة الجنوب لزاماً أن يكون إخونجياً في حقيقته، ولكن لن تجد هذا المعارض الغير إخونجي مستميتاً كالإخونجي في عداوته للجنوب الذي فقد الأمل فيه وفي اختراقه.
ولزاماً تكرير القول : إن التنظيم الإخونجي اخترق كل الأحزاب حتى الكافرة بالأديان، لم يسلم من ذلك أي حزب.
وفي مقدمة تلك الأحزاب الناصري والاشتراكي والبعثي، وأما المؤتمر فقد عقدوا العزم على حرقه وإبادته بعدما اعتقدوا أن صالح ذاهب لإقصائهم، ولا زال في المؤتمر إخونج وسيظهرون بشكل أوضح قريباً، وقد جمعتني الصدفة المحضة قبل زمن بعيد بدكتور في الشريعة في إحدى الجامعات اليمنية الحكومية الكبرى مدسوساً في المؤتمر، قلت له : الأقرب لك حزب الإصلاح، فقال بكل صراحة ولم يكن يعرفني تماماً: نحن في كل حزب وفي كل مكان لخدمة الإسلام.
الناصري في مقدمة تلك الأحزاب المخترقة، فلا يخدعنك المسمى، وعلى القيادة في الناصري وسائر الأحزاب أن تفتش عن الدبابير.
والنار من تحت الرماد.