ترامب يضغط على نتنياهو لتمديد مهلة نزع سـ.ـلاح حـ.ـزب الله.. ما الرسائل الخفية؟
السبت - 13 ديسمبر 2025 - 01:32 ص
صوت العاصمة : thisisbeirut
أكد خبراء في العلاقات الدولية، أن طلب واشنطن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمنح لبنان مزيدًا من الوقت لإكمال عملية نزع سلاح ميليشيا حزب الله، يعكس رغبة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في عدم إشعال حرب جديدة في المنطقة بعد الحرب على قطاع غزة، في ظل عمله على إظهار نفسه، بأنه رجل سلام ويمنع الحروب.
وأوضحوا لـ"إرم نيوز"، أن المهلة الجديدة التي يريدها ترامب، مرتبطة بالدرجة الأولى باقتناص لبنان الفرصة الدبلوماسية الجارية والقائمة في سياق التفاوض مع إسرائيل بالمستوى المدني، الذي جرى، مؤخراً، ضمن جلسات الميكانيزم بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني، والتي ستستكمل في الـ19 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري.
وكانت قد قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن إدارة ترامب طلبت من نتنياهو منح لبنان مزيدًا من الوقت لإكمال عملية نزع سلاح ميليشيا حزب الله، وعلى الرغم من إعلان الحكومة اللبنانية أنها فككت 80% من أسلحة حزب الله جنوب نهر الليطاني، تشكك إسرائيل في قدرة بيروت على الالتزام بالموعد النهائي المحدد بنهاية العام الجاري، محذرة من أنها لن تنتظر إلى الأبد.
نداء البابا
ورأى الباحث السياسي اللبناني، الدكتور ميشال الشماعي، أنة يبدو أن الرئيس ترامب يمنح فرصة جديدة إلى لبنان بالنسبة لموضوع التفاوض بينما ستربط إسرائيل هذه المسألة بتنفيذ القرار 1701 وما صدر عن الحكومة اللبنانية من توجه صدر في جلسة الـ5 من شهر آب/أغسطس الماضي، بحصرية السلاح في يد الدولة.
وبيّن لـ"إرم نيوز"، أن تماشي نتنياهو مع طلب ترامب بمنح لبنان مزيداً من الوقت، يبدو أنه أمر غير متاح حتى الساعة ومن المستبعد أن تنتظر إسرائيل هذه المهمة، التي تحاول واشنطن أن تعطيها المسار الدبلوماسي بشكل أكبر في ظل استهداف الإدارة الأمريكية منحى السلام بين بيروت وتل أبيب.
ورجح الدكتور الشماعي أن المهلة الجديدة لن تتعدى الأشهر القليلة، معتقدًا أن بلاده لن تستفيد من منح ترامب فرصة جديدة للبنانيين، "وهو ما سيؤدي إلى ما يحمد عقباه"، على حد قوله.
وشدد على ضرورة أن يتخذ لبنان خلال الفترة المقبلة الحذر من هذا الطرح المهم للغاية، وذلك بإدراك كيفية اقتناص الفرصة الدبلوماسية الجارية والقائمة في سياق التفاوض بالمستوى المدني، الذي جرى مؤخرا ضمن جلسات الميكانيزم بتعيين السفير سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني، والتي ستستكمل، في 19 من شهر كانون الأول/ديسمبر الجاري، وإلا ستحدث الكارثة في لبنان.
وأضاف أن طرح تمديد المهلة يعد تطوراً إيجابياً للغاية، واستجابة من جانب واشنطن للنداء، الذي أطلقه البابا لاوون الرابع عشر، الذي يهدف إلى بناء السلام العالمي انطلاقاً من الشرق الأوسط وبالتحديد من الملف اللبناني الذي مازال حتى الساعة عالقاً نتيجة تعنت حزب الله بعدم الالتزام بقرار الحكومة بحصر السلاح منذ أكثر من 4 أشهر.
تفاهمات وتنازلات
بدوره، قال الباحث في الشأن الأمريكي، الداه يعقوب، إن طلب واشنطن من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بمنح لبنان مزيدًا من الوقت لإكمال عملية نزع سلاح ميليشيا حزب الله، يستهدف عدم اشتعال حرب جديدة في المنطقة بعد العدوان على غزة، في ظل عمل الرئيس ترامب على إظهار نفسه بأنه رجل سلام ويمنع الحروب.
وذكر لـ"إرم نيوز" ، أن الإدارة الأمريكية لا تريد المزيد من الحروب والمشاكل في الشرق الأوسط، بعد فصل الحرب على غزة وتكوين بعض أوجه العمل لإطفاء الحرائق، بحسب ما يتطلع إليه الرئيس الجمهوري بعد التحولات، التي ترتبت على 7 أكتوبر 2023 في المنطقة.
وأشار يعقوب أن إدارة ترامب تعي مشاكل المحاصصة السياسية المسيطرة على لبنان، وبالتالي تريد منع المزيد من الوقت للسلطة في بيروت، للتباحث وحل الأزمة والتحرك بأسلوب مناسب نحو نزع سلاح حزب الله بشكل جاد، لاسيما أن هناك نوعاً من المؤشرات الإيجابية تتمثل في الدور الذي يقوم به رئيس مجلس النواب ورئيس حركة أمل، نبيه بري، الذي يمثل حزب الله بشكل غير مباشر.
وأوضح أن الجيش اللبناني يقوم بدراسة المناطق التي يوجد بها سلاح حزب الله والعمل على تفكيكه، الأمر الذي لن يكون بين ليلة وضحاها، في ظل الضغوط التي تمارسها إيران للتحاور مع الولايات المتحدة في ملفاتها من جهة أخرى، مما يجعل تشابكات عدة إقليمية تخص تطورات الوضع في لبنان.
ولفت يعقوب إلى أنه يبدو أن مثل هذا الطلب من جانب ترامب لإسرائيل بمنح لبنان مزيداً من الوقت، يعكس تفاهمات من جهة أخرى قد تحرك ملف السلاح في الداخل المرحلة المقبلة، وربما يكون ذلك عبر تقديم حزب الله تنازلات تكمن في قيامه بتسليم بعض من سلاحه إلى الجيش اللبناني على فترات، لحين انتهاء ولاية الرئيس الجمهوري، حتى لا يكون المصير بحرب تأتي على كامل سلاحه
