"من سهام الشرق إلى عملية الحسم.. استراتيجية الأمن الشامل"
الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 12:13 ص
صوت العاصمة/ كتب / فاطمة اليزيدي:
تمثل عملية الحسم امتدادًا منطقيًا للنجاحات التي حققتها عملية سهام الشرق ‘ والتي أدت الى دحر الإرهاب من مناطق واسعة في أبين والمناطق المجاورة ‘ ويُظهر تتابع العمليات العسكرية أن القوات المسلحة الجنوبية تتبًنى استراتيجية طويلة الأمد لا تكتفي بضربات سريعة ‘ بل تسعى لترسيخ السيطرة الكاملة.
لقد نجحت عملية سهام الشرق في إحداث اختراق كبير في جهود مكافحة الإرهاب‘ وتمكنت من تحرير مساحات واسعة ‘ إلا أن عملية الحسم تعكس إدراكًا من القيادة بأن معركة الإرهاب تتطلب يقظة مستمرة وتحركًا شاملًا ل استئصال شأفة الإرهاب بشكل لا يسمح لها بالعودة مجددًا.
أشارت القوات المُسلحة الجنوبية الى أن قرار تدشين عملية الحسم لم يأتً من فراغ ‘ بل جاء في ظل التهديدات والتحركات العدائية المستمرة التي يشنها تحالف يجمع بين مليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي ‘ وجاء إطلاق عملية الحسم تزامنًا مع التهديدات المستمرة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ‘ حيثُ تمثل محافظة أبين كخاصرة رخوة تستهدف أمن الجنوب بالكامل مما يجعل تأمينها ضرورة قصوى لحماية الجنوب بأكمله.
ويأتي إعلان “انتفاضة الحسم” في سياق مرحلة بالغة الحساسية ‘ تشهد تقاطعًا وتكاملًا بين الزخم الميداني العسكري الذي تقوده القوات المُسلحة الجنوبية ‘ وبين التعبئة الشعبية الجارفة ‘ هناك إدراكًا واسع النطاق بأن التحولات الأخيرة ‘ التي أعادت ترتيب الأوراق في مناطق رئيسية ‘ قد تركت أثرًا عميقًا ومستدامًا على المشهد العام برمته في محافظات الجنوب العربي كافة.
هذا المشهد التعبوي لا ينفصل أبدًا عن الانتصارات العسكرية الأخيرة والمهيبة ‘ فالشعب الذي رأى نجاح قواته في تغيير موازين القوى على الأرض ‘ بات أكثر ثقة وقدرة على التعبير عن مطالبه باستعادة الدولة ‘ إن هذا التلاحم بين الزخم الشعبي والإنجاز العسكري يُعد حجر الزاوية في انتفاضة الحسم التاريخي ‘ فالحراك الشعبي يمد الحركة السياسية والعسكرية بالشرعية الجماهيرية اللازمة للمضي قدمًا.
وفي المقابل ‘ حسم الحرب على الإرهاب يحمل أهمية بالغة ضمن مسار قضية شعب الجُنوب ‘ إذ لا يمكن الحديث عن مزيد من المكتسبات للواقع السياسي من دون نجاح الجنوب في فرض منظومة الأمن والاستقرار ‘ ومجابهة كل التهديدات التي تحيط بحق الشعب في استعادة دولته ‘ ومن الملاحظ أن القترة الماضية شهدت تصعيدًا غاشمًا من قبل المليشيات الحوثية الإرهابية ‘ بالتنسيق مع المليشيات الإخوانية في شن عمليات عدائية ضد الجُنوب على صعيد واسع ‘ في محاولة لتقويض المكاسب والانتصارات التي حققها الجنوب على مدار الفترات الماضية.
إلا أن القوات الجنوبية تقف بالمرصاد لهذه التهديدات وتحقق نجاحات في جميع المحافظات الجنوبية ‘ لترسيخ حق الجنوبيين في استعادة دولتهم ‘ اعتمادًا على تحقيق هدف أولًيً وهو فرض الأمن والاستقرار.
المرحلة القادمة في أبين هي مرحلة تحديد المصير ‘ حيث ستتضافر فيها الجهود العسكرية والاجتماعية لإرساء دعائم الأمن الدائم ‘ لتكون “عملية الحسم” هي البوابة التي يعبر منها الجنوب إلى مرحلة الاستقرار والتنمية بعيدًا عن تهديدات الإرهاب والتطرف.
ختامًا ‘ حسم الجنوب وحزمه وإشهاره راية القوة ‘ هي مسارات شديدة الأهمية في توقيت دقيق وحسًاس ‘ تثير فيه المليشيات الحوثية والارهابية تصعيدًا مستمرًا ومتعدد الأوجه.
أخيرًا ‘ لغة القوة أصبحت العنوان الحالي الذي يؤكد عليه الجنوبيون للتعامل مع مختلف صنوف التهديدات التي تثيرها المليشيات الإرهابية والتي ترغب في المساس بأمن الجنوب واستقراره.