أخبار محلية



في ظل مخطط الاستحواذ والسيطرة.. غليان مجتمعي رافض لفكر الحو.ثيين الطائفي.. الخطر الداهم

الأحد - 14 ديسمبر 2025 - 02:01 ص

في ظل مخطط الاستحواذ والسيطرة.. غليان مجتمعي رافض لفكر الحو.ثيين الطائفي.. الخطر الداهم

صوت العاصمة/ متابعات


أفادت مصادر محلية في مناطق سيطرة عصابة الحوثي الإيرانية بوجود غليان مجتمعي واسع، رفضًا لمساعي الجماعة الاستحواذ على جميع منابر المساجد، بهدف نشر أفكارها الطائفية القائمة على رؤية دينية واحدة، تخدم مشروعها المتمثل في التهيئة لعودة الإمامة الحوثية.

وأكدت المصادر ارتفاع الأصوات المطالبة بتبني رؤية وطنية، وإقرار مدونة سلوك عادلة، لوقف مساعي الحوثيين الاستحواذ بالقوة على جميع المنابر، وفرض فكرهم الدخيل على المجتمع اليمني.

من التربية إلى الإعلام.. إلى المساجد

وأوضحت المصادر أن عصابة الحوثي استكملت فرض سيطرتها على المجالات التنويرية والثقافية والتعليمية، وفرضت نهجها الفكري القائم على رؤية ومذهب واحد يخدم مشروعها، عبر القنوات والوسائل الإعلامية الرسمية والخاصة التي سيطرت عليها عقب انقلابها، وتبعت ذلك بحملات قمعية واسعة ضد جميع وسائل الإعلام الأهلية والحزبية والخاصة، والعاملين فيها.

كما عملت الجماعة على تجريف المناهج التعليمية، ووضعت هيكلة خاصة بجميع المنشآت والمؤسسات التعليمية، وحولتها إلى أدوات تروّج وتخدم مشروعها، وضيّقت الخناق على بقية العلوم والمعارف الأخرى، وصولًا إلى استخدام المراكز الصيفية لتعبئة أطفال المدارس بفكرها الضال، والمخالف لنهج التعليم الحديث الذي انتهجته اليمن منذ فجر الثورة ضد الإمامة.

صراع المساجد ورفض الآخر

وأكدت المصادر أن أحد أخطر الخطط الحوثية لنشر فكرها المشوَّه تمثلت في الاستحواذ الكامل على المساجد، عقب السيطرة على أهم المرافق الحكومية، وفي مقدمتها وزارة الأوقاف والإرشاد، التي ألغتها الجماعة مؤخرًا وحوّلتها إلى مؤسسات فكرية تخدم مشروعها الطائفي فقط.

وإلى جانب نهبها ومصادرتها ممتلكات الأوقاف ومصادر الزكاة، بدأت مؤخرًا سياسة الاستحواذ الكامل على منابر المساجد في جميع المناطق الواقعة تحت سيطرتها، وفي مقدمتها العاصمة المختطفة صنعاء، متجاوزة جميع المذاهب، بما فيها الزيدية المعتدلة.

وحسب المصادر، فقد عمدت الجماعة وبشكل علني وأمام الجميع، إلى طرد واعتقال واختطاف الأئمة والقائمين على المساجد في مناطقها، وفرضت أشخاصًا يحملون فكرها على جميع المنابر.

ووفقًا للمصادر، فإن إغفال مخطط الحوثيين المتمثل في فرض فكرهم بالقوة على المجتمع، والذي تجسّد مؤخرًا في تزايد النزاعات والاحتكاكات بين الخطباء والأئمة وممثلي الأجهزة الأمنية والإرشادية التابعة للجماعة، وبين الخطباء والأئمة المعتدلين والوسطيين من بقية المناهج الإسلامية المتعايشة في اليمن منذ مئات السنين، يُعد مؤشرًا خطيرًا على المجتمع اليمني والمجتمعات المحيطة به، لا سيما الخليجية، وفي مقدمتها المجتمع السعودي.

القضاء على التنوع الفكري

ونقلت المصادر عن شيوخ دين يمثلون مختلف المذاهب، أن النزعة الحوثية وسلوكها الرافض للتنوع المذهبي في اليمن، واستخدامها القوة والقمع، حوّلت المساجد إلى بؤر صراع، وشكلت خطرًا على وحدة المجتمع، وأسهمت في خلق الكراهية والفرقة المجتمعية، وهو مسعى حوثي مقصود لإبقاء المجتمع في حالة خلاف دائم، بما يطيل من بقائها، إذ تعيش على النزاع والدماء.

ويرى رجال الدين من مختلف المذاهب، بما فيها الزيدية، أن ما تمارسه الإمامة الحوثية في المساجد، وكذلك في الإعلام والثقافة والتعليم، يخلق حالات من الفرقة والكراهية داخل المجتمع، وقد تجسد ذلك في عزوف عدد كبير من المصلين عن ارتياد المساجد، رفضًا لدعاة الفتنة والطائفية والضلال التي تبث من منابر الحوثيين.

ودعا رجال الدين إلى ضرورة إيجاد وسائل ضغط مجتمعي أولًا، وإسلامي ثانيًا، لمواجهة فكر الفرقة والطائفية الحوثية الداعي إلى عودة الإمامة بثوب حوثي اثني عشري.

استراتيجية خطر يهدد الجميع

وفي هذا السياق، تحدثت تقارير حقوقية عن مقتل 277 إمامًا وخطيبًا ورجل دين على يد الحوثيين خلال السنوات الماضية، في استهداف ممنهج لدور العبادة ورموزها، في انتهاك صارخ لحرية الدين والمعتقد، وجريمة تهدف إلى تقويض السلم الاجتماعي وبث الخوف داخل المجتمع.

وتؤكد المصادر أن طبيعة النهج الحوثي وتجهيزاته لتنفيذ مشروعه الطائفي على كامل الجغرافيا اليمنية، عبر إعادة الإمامة بقواعدها السلالية والمذهبية الرافضة للآخر دينيًا وسياسيًا واجتماعيًا، لن يقتصر خطره على اليمن والإقليم فقط، بل سيمتد إلى العالم، وما استهداف سفن الملاحة إلا بداية لذلك.

وبالعودة إلى تقرير فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن الدولي، الصادر في أكتوبر الماضي، والذي حذّر من خطورة مشروع الحوثيين على اليمن والمنطقة والعالم، كان يفترض بالجميع قرع أجراس الخطر وإعلان مواجهة دولية حازمة ضده.

وأكد التقرير أن جميع الجرائم والانتهاكات والأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها في اليمن والمنطقة تقف خلفها إيران وأذرعها، وفي مقدمتها الحوثيون، الذين تحالفوا مع تنظيمات إرهابية متعددة، مثل القاعدة والإخوان، إضافة إلى القراصنة الصوماليين.

معركة متعددة الأسلحة

ويتحدث مراقبون، استنادًا إلى التقارير الدولية والأممية، عما يقوم به الحوثيون، مؤكدين أهمية استشعار الخطر من قبل القادة المنوط بهم إدارة المعركة، والذين وصفوهم بالغارقين في الخواء، ويعملون على جرّ اليمنيين إلى “بحيرة لزجة” بعد استنزافهم في المهاترات، وفرض واقع بائس يُنسيهم تضحياتهم وقضيتهم الجوهرية.

ونقل المراقبون ما ورد في تقرير الخبراء الأخير كمؤشر لم يتم التنبه له، حيث أشار إلى أنه:
"بعد وقف إطلاق النار في عام 2022 وتراجع الأعمال القتالية على الجبهات، حوّل الحوثيون تركيزهم إلى ما يسمى بالجبهة الداخلية، وهي استراتيجية تهدف إلى ترسيخ السيطرة على المجتمع، وتنطوي على إجراءات متضافرة مرحلية تقيد الحيز المدني، وتقمع المعارضة، وتعيد هيكلة المؤسسات المجتمعية بما يتيح التعبئة الفكرية طويلة الأمد وكبح المقاومة."

استخدام التعبئة

وأوضح تقرير الخبراء أن الحوثيين ينشرون أيديولوجيتهم عبر دعاية ممنهجة، وأن اختراقهم الأيديولوجي للمجتمع يقوم على تخطيط استراتيجي طويل الأمد، يشمل تحديد الأهداف والمؤشرات وإعداد التقارير، ويتضمن حضور دورات إلزامية في الأيديولوجيا والثقافة والجهاد.

وأشار التقرير إلى استمرار الحوثيين في تعبئة السكان وإخضاعهم لدورات تدريبية قصيرة، شملت أفرادًا من القبائل وطلابًا وصحفيين وموظفين حكوميين من مختلف الوزارات.

وبحسب معلومات حصل عليها فريق الخبراء من مصادر مفتوحة وسرية، فإن استراتيجية التجنيد الحوثية تشمل المدارس، والمخيمات الصيفية، وحفلات التخرج، وورش العمل، والدورات، وحلقات القراءة، والمساجد، فضلًا عن الدعاية، كما يجري – وفقًا لأحد المصادر السرية – تجنيد فتيات وتدريبهن على تفتيش المنازل وتفريق الحشود واستخدام الأسلحة.

سياسة العواقب

وسرد المراقبون ما ورد في تقرير الخبراء كدليل على ما يجري حاليًا، حيث أشار إلى أن عدم المشاركة في الدورات أو المسيرات التعبوية، أو عدم إرسال الأطفال إلى المخيمات الصيفية، يترتب عليه عواقب قاسية، مثل حرمان الأسر من غاز الطبخ المدعوم أو غيره من الخدمات، أو شطبها من قوائم المساعدات الإنسانية.

وأكد فريق الخبراء أن تجنيد الأطفال، الذين لا تتجاوز أعمار بعضهم سبع سنوات، يشكل بعدًا محوريًا في سيطرة الحوثيين على المدى الطويل، مع استغلال الفقر والجوع كأدوات إكراه، إضافة إلى تحويل المساعدات الإنسانية نحو جهود تجنيد الأطفال، بما يعمّق دائرة الاستغلال.

كما نبه التقرير إلى التعديلات التي أُدخلت على المناهج الدراسية، موضحًا أن الحوثيين أعادوا صياغتها لتتوافق مع أيديولوجيتهم، بما يروّج للكراهية، ويمجّد الجهاد، ويعزز الولاء للجماعة.

نتيجة تلك الأنشطة

ويخلص المراقبون، استنادًا إلى تقرير فريق الخبراء الأممي، إلى أن:
"هذه الاستراتيجيات مجتمعة تؤدي إلى تفكيك النسيج الاجتماعي في البلاد، فمن خلال السيطرة على المعلومات، وتحويل الفقر إلى سلاح، وعسكرة التعليم، واستهداف الأطفال، يسعى الحوثيون إلى بناء جيل جديد مرتهن أيديولوجيًا، يضمن لهم استدامة إرثهم، ويجري العمل بشكل ممنهج على تقويض الهياكل التقليدية، مثل الأسرة ونظام التعليم والمجتمع المدني، تمهيدًا لبسط هيمنة حوثية طويلة الأمد."



الأكثر زيارة


الوصول إلى إتفاق مبشر بين التحالف والمجلس الانتقالي في حضرمو.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 08:52 م

اختتم وفد التحالف العربي المكوَّن من الجانبين السعودي والإماراتي، يوم أمس، جولة مفاوضات موسعة مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي برئاسة الرئيس عيدروس ق


عاجل : صدور قرارات رئاسية جديدة.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 09:22 م

أصدر الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم السبت، القرار رقم (32) لعام 2025، بشأن تشكيل اللجنة التحضيرية لهيئة الإفت


تفاصيل اتفاق جديد بين المجلس الانتقالي وقيادة التحالف العربي.

السبت/13/ديسمبر/2025 - 10:26 م

توصلت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى اتفاق استراتيجي هام مع المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم


لماذا نثق بقائدنا ورئيسنا عيدروس الزبيدي وبمجلسنا الإنتقالي .

السبت/13/ديسمبر/2025 - 03:10 ص

الرئيس عيدروس الزبيدي هو منا من أوساطنا لم يكن صناعة جهاز مخابرات بل كان مناضلا أمتشق سلاح الدفاع عن وجوده عن هويته عن وطنه ظل مطادرا في الجبال والودي